أي قلب هذا الذي احتملته بين اضلعك يارسول الله صلى الله عليك وآلك وسلم

ملتقى الإيمان

أي قلب هذا الذي احتملته بين اضلعك يارسول الله صلى الله عليك وآلك وسلم


--------------------------------------------------------------------------------

فضلاً قبل ان تمضي قدماً في قراءة هذا المقال احفظ الملف الموجود على الرابط التالي، 222 كيلو فقط.
انقر هنا


http://www.jahra.org/free/hassan/the_prophet.rm

--------------------------------------------------------------------------------


طبت حياً وميتاً يا رسول الله.
وصدق الله اذ يقول ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
(1)
* عرض لك الالم وانت لا زلت في بطن امك عندما انتقل ابوك الى الدار الآخرة، وكان قدرك أن ذقت مرارة اليتم قبل ان تبدأ يومك الاول في هذه الدنيا.
(2)
* ثم فجعت صلى الله عليك وسلم بوفاة أمك التي لم تكد تركن إليها كثيراً بعد رجوعك من بادية بني سعد.
(3)
* ثم مات جدك الذي كفلك، وكان قبل ذلك تنبأ بان شأناً سيكون لك بعد ان تربعت على الفراش الذي لا يجلس عليه سواه، وقد كنت قبل ذلك قد تربعت في سويداء قلبه، حيث كنت امتداداً للذبيح عبدالله أحب أبناءه إليه.
(4)
* ثم كاد قلبك ان يتفطر ألماً وحسرة على عمك ابو طالب الذي غادر الدنيا قبل ان يكتب الله لك استنقاذه من النار، عمك الذي قلت عنه: " والله ما نالت قريش مني شيئاً اكرهه حتى مات ابو طالب" فيكون ألمك مزدوجاً، فها أنت تفقد ركن شديد طالماً اويت اليه، وطالما منع أعداء الله من الوصول إليك، وها انت تفقده قبل ان يسلم، فيكون الألم لانك تفقده ويكون الألم لأنك تفقده على غير الإسلام.
(5)
* ثم لم يكد يمض يسيراً جداً حتى نزل بساحة دارك ملك الموت لقبض إليه روح أم المؤمنين خديجة، تلك السيدة الفاضلة التي لم يكمل من نساء أمتك سواها الا بنتها فاطمة ريحانة فؤادك، خديجة ام المؤمنين التي ما ملء الفراغ الذي تركته في حياتك احد من زوجاتك، حتى ان ذلك دفع احدى امهات المؤمنين اللواتي تزوجتهن بعد وفاة السيدة خديجة لتقول "ما ِغرتُ من احد من نساء الرسول كما غرت من خديجة"، لقد كان عمك والسيدة خديجة بمثابة وزيرين مخلصين لك احدهما عن يمينك والآخر عن يسارك، وإذا بك تفجع -ويحق لك- بذهابهما في سنة واحده.
حتماً ان حجم الحزن كان لديك كبيراً يا رسول الله، كيف لا ولو كان احدنا مكانك لوقع في قلبه من الحزن ما لو وزّع على أهل الارض لكفاهم.
(6)
* وكان الموت قبلها قد شد اليه الروح الطاهرة "للقاسم" والطاهر "عبدالله" تلك القطعتان من فلذة كبدك يا رسول الله.
حدثان مؤلمان، وكما قال صاحب حياة محمد "انهما جاءتا في وقت كانت العرب تئد فيه البنات وتحرص على العقب الذكر حرصها على الحياة بل زيادة عليها"، حيث انه مادة الفخر بالاحساب والانساب التي كانت شغل العرب الشاغل، مما دفع احد أعدائك من كفار قريش لأن يقول دعوا محمد فانه أبتر، اي انه مقطوع الذكر، بمجرد موته فلن يجد من يحمل اسمه من بعده، ليتصدى له ربك مدافعاً عنك ومواسياً لك، وينزل في ذلك قرآناً يتلى الى يوم القيامة...
" إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2)إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(3) "
نعم انها منتهى القسوة ان يفجع احدنا بذهاب الابناء واشد من ذلك قسوة ان يكون ذلك فرصة للبعض للشماتة بنا.
(7)
* وفي موقعة أحد التي اصاب المسلمين فيها ما أصابهم، حتى وعمك أسد الإسلام حمزة يكرمه الله بالشهادة، الا ان الحزن عليه قد أصاب من قلبك السويداء، ولم يكن حزنك لذهاب عمك فقد كان ذهابه الى الله على غاية ما يتمناه المرء ان يقتل في سبيل الله مقبل غير مدبر، ولكن ما دعاك الى الحزن والى القول " لن أصاب بمثلك ابداً ، ما وقفت قط موقفاً أغيظ اليّ من هذا" هو ما أصابه من التمثيل، وقد كام حزنك على عمك وغيظك كبيراً حتى قلت قولتك "والله لئن اظهرنا الله عليهم يوماً من الدهر لأمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب.
(8)


ثم عاد ملك الموت لزيارتك مجدداً ليقبض واحدة تلو الاخرى بناتك أم كلثوم ورقية وزينب بين فينة وأخرى، ايه يا رسول الله، لك الله وكفى.

(9)
* وكأنه لا زال في في قلبك للألم العميق متسع يا رسول الله، حيث سجل التاريخ لكم قولتكم المشهورة "ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضي الرب وإنا يا إبراهيم عليك لمحزونون، يا إبراهيم لولا انه امر حق ووعد صدق وأن آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنّا عليك اشد من هذا".
وذلك يوم ان جاءك على أجل قدّره الله ملك الموت ليقبض روح ابنك ابراهيم.
لم يكن ذهاب إبراهيم حدثاً عادياً في حياتك، حتى ظن الناس انما كسفت الشمس لوفاته، وانما هي اية يخوف به الله عبادة..
اي رسول الله، لقد خيُّل اليّ ان ذهاب إبراهيم هو الحدث الأكبر أثرا في حياتك حيث جاء بعد ان جرت محبته في عروقك وامتزجت مودته بجزيئات
دمك، ولامست أبوته شغاف قلبك.

أي ابا القاسم لقد كان سجل الأحزان الذي حفل به تاريخك الفريد قدراً مقدوراً كتبه الله لك منذ أن خلق الله القلم وأمره ان يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
لقد كان ذلك السجل الحافل بالآلام والآمال والانتصارات يحمل رسالة خالدة إلى بني أمتك مفادها....

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)

اللهم صل وسلم وزد وبارك على ابي القاسم سيدنا محمد بن عبدالله أمام الأولين والآخرين وعلى آله وصحبة وأزواجه الطاهرين وعلى من تبعهم ومن
سار على نهجهم إلى يوم الدين.


--------------------------------------------------------------------------------



الراجيه أن يمنّ الله عليها بنيل شفاعتك

المعتصمه بالله
13
969

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مــــــــــــلاك2004
جزاك الله خيرا.........
وصلى الله وسلم على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين......
المعتصمة بالله
اياكي اختي ملاك 2004

وتسلمين على المرور العطر

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
سكوت
سكوت
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)



جزاك الله خير الجزاء يالمعتصمة بالله


فعلا كلام في غاية التأثير للمتأمل

فصلى الله وسلم على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


وبارك فيك



:26: :26:
المعتصمة بالله
واياكي غاليتي سكوت

اشكرك للرد والدعوة العطره

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
الداعيه الى سعادة الدارين
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الطيب
واسال الله ان يجعله في موازين حسناتك
اللهم ارزقنا حب نبيك واتباع سنته
كيف لايقتدون الناس به وهو من قال عنه احسن الخالقين
(وانك لعلى خلق عظيم ) وهذه اعظم شهاده على وجه الكون الى قيام الساعه

اختكم ومحبتكم في الله .........
الداعيه الى سعادة الدارين