بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير اشوف بها القسم بنات يشتكون من اهتمام الزوج بالاهل على حساب زوجته
وطبعا احزن وما اعرف الرد
واليوم بالصدفه شفت رد لـ د خآلد المنيف عجبنى هدوء وجمال عبارته فحبيت انقل السؤال والجواب لعل وعسى انى افيدكم او اخفف من هموم البعض
..
نص السؤال
أخي العزيز الدكتور خالد المنيف - حفظه الله -
تردّدت كثير قبل ما أرسل لك بهذه الرسالة لطلب استشارتك في
موضوع فكرت مراراً وتكراراً لإيجاد سبيل لحله أو على الأقل التخفيف من أثره على نفسيتي ..
تزوجت منذ 11 شهراً تقريباً ورزقني الله بالصالح بالدين ولله الحمد جوانب كثيرة جيدة فيه لا يمكن إنكارها أبداً ولا أتجاهل وجودها به بالرغم من وجود جانب أغاظني كثيراً..
زوجي هو الكبير بين إخوانه وله من الإخوة كثير أحدهم سبقه بالزواج والآخر مازال بالمرحلة الأخيرة من الجامعة (ما أريد إيصاله من هذا التوضيح أنهم جميعا يمكن الاعتماد عليهم) .. أعيش مع أهل زوجي ولكن بشكل مستقل نوعاً ما،، شخصياتهم طيبة جداً،،
المشكلة تكمن في سيطرتهم التامة عليه بالرغم من زواجه مني،، أوقات تواجده معهم طغت على أوقات تواجده معي،،
وإن أتى ذلك الوقت الذي نجلس فيه لابد أن يتخلله مكالمة منهم أو من والدهم لطلب غرض أو إيصال فلانة أو علانة حتى أختهم المتزوجة!! في بدايه الأمر كنت أحاول التحمل بحكم أنه ابنهم لا يمكن أن أعزله عن أهله وعلى أنه عرفهم قبل أن يعرفني فليس لي أي حق في أن أتركه يتنازل عنهم ..
لكن الأمر استفحل بشكل أصبحت لا أستطيع تحمله أبدا،، طلباتهم منه لا تنتهي أبداً أوصل فلانة هات لعلان اذهب بالآخر،، كلمته بهذا الخصوص من مبدأ الصراحة رد عليّ لمن أترك أهلي!
أنا لا أطلب منه التخلي عنهم بقدر ما أطلب ان يكون لي وقت كافٍ معه وهذا بالفعل ما أفتقده بشكل كبير،، أجبته: يوجد فلان المتزوج احنا في بدايه الزواج لي حق عليك أجاب (يحبون يطلبون مني أكثر - يمونون عليّ - يرتاحون لي) جُمل أصابتني بإحباط كبييير،، امتد الموضوع لتدخل معنا زوجة الأب على الخط لتصبح مشاويرها هي الأخرى جزءاً من هذا الجدول اليومي الذي أصبح لي مساحة الوقت المستقطع منه.. للمعلومية هو يعمل في غير مدينتي (ولا نتقابل سوى بالخميس والجمعة) ..
كرهت هذه الوضعية أصبحت أفضّل الذهاب لأهلي على أن أجلس بمفردي أو أن أشاهد هذا التقاسم لهذا الوقت الشحيح..
رزقت بمولود منذ فترة فأصبح مساحة لقضاء حوائجهم ونحن على هامش زيارات متقطعة وشحيحة مكالمات أشح بالرغم من أنه المولود الأول!! تفاجأت فأين الفرحة بالمولود وأين الاهتمام،
حاولت كتمان هذا الأمر أياماً لأجد من أهلي وجهة النظر نفسها،، مازلت ألتزم بمبدأ الصراحة كلمته بالموضوع،، نحن لنا حق عليك، تعذّر بأشغاله مع أهله وقضاء احتياجاتهم،،
بدأ حبهم يقل بداخلي بسبب هذا التهميش لي ولابني.. عنفت باللهجة. بدأ بالزيارات المنتظمة ولكنها مازالت على مضض منه،، أحياناً يشاورني (تبغين اجي) أصبحت أرثي لهذه الزيارات المشفقة وكأنها إرضاء لغرور الحرص،، ووقتها كان الأشد عليّ،، إذا انتهى من أشغاله مع أهله أتى لرؤيتنا بعد أن يعتريه التعب بحدود الواحدة ليلاً وكأنه يوجد لنا مساحة في يومه المتهالك.. لا أعرف ماذ أفعل، الكلام أصبح لا يجدي أبداً،
الذهاب بي والسفر بي يجب أن يقابل بالسفر بهم حتى لا يزعلووووون عليه،، تزوجني أم تزوجهم!! أصبحت لا أعلم.
الجوآب ..
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
أيتها الفاضلة اعلمي أن الأخطاء التي تقع من الأزواج ليست
في منزلة واحدة، فهناك أخطاء كبيرة كالبخل الشديد أو الإهمال التام للأسرة للانشغال بتوافه الأمور وصغائر
الاهتمامات أو العصبية الزائدة والضرب الدائم أو ترك الصلاة، وتلك تحتاج إلى تدخل حازم، وهناك أخطاء تدخل ضمن نطاق
أخطاء (سوء التصور والاجتهادات الخاطئة) مع وجود النوايا الحسنة كخطأ زوجك وهي أخطاء عادة تصدر عن طيب
سريرة ونقاء قلب وتغتفر لأصحابها والعتب الذي يطالهم أقل بكثير من أفراد الفريق الأول، وشكواك من زوجك تتمثل في
صفة (إيجابية) في الأصل (اهتمامه بأهله وصرف جلّ وقته لخدمتهم) وتلك والله خلة صلاح ودلالة وفاء وطيب خلق،
ولكنك ترينه قد بالغ في الأمر وجاوز الحد عندما وسّع الدائرة وأصبح الأمر غير مقتصر على والديه فقط، وتلك بعض
الوقفات على ما جاء في رسالتك:
1- أنبه وقبل الشروع في الإجابة أن تراجعي نفسك إن كان قد غبّر لهجتك التي تحدثت بها عن زوجك شيء من التضخيم والتعميم؟ من الأخطاء أمر قد حدث مرة أو حتى عشر مرات فلا يرتقي بحال من الأحوال أن يكون عادة! كما أهمس في أذنيك هل هي قناعاتك الداخلية أنّ هناك من غذى فيك تلك الأفكار وأضرم النيران داخلك؟
2- من الأخطاء التي يقع فيها الأزواج هي عدم فهم نفسية الشريك، فمن الجور أن تتعامل الزوجة مع زوجها كما تتعامل مع أختها أو صديقتها والعكس صحيح، وهذا خطأ جوهري يضرب العلاقة في أعماقها
إذا ما أتيت الأمر من غير بابه
ضللت وإن تدخل من الباب تهتدي
ومن دلائل عدم فهم نفسية الزوج استغرابك مثلاً من عدم فرحته بابنته كما زعمت! وفات عليك أنّ طرق التعبير عند الرجل تتباين عن طريقة المرأة، ولا أعتقد أنّ هناك رجلاً لا يفرح بمقدم طفل له، ولكن ليس بالضرورة أن يعبّر كما تعبّرين أنت أو بالطريقة التي ترينها! وقيسي على هذا باقي تصرفاته التي تتباين مع تصرفاتك.
3- أنكرت عليه سفره مع أهله بعد سفره معك! فما هي المشكلة؟ هل أصبح ممتلكاً شخصياً لديك بعد الزواج؟
وأستغرب انزعاجك من بره بأهله إذا سافر بك ثم عاد وسافر بهم؟
فما هو الضرر الذي يطالك إذا فعل هذا؟
إذا محاسني اللاتي أدل بها
عدّت ذنوباً فقل لي كيف أعتذر
أيتها الفاضلة ليس من وسيلة أكثر قدرة على زرع الأحقاد وتوليد مشاعر النفور والكره في العلاقة الزوجية كالقوة والعنف والحصار العاطفي، وهذا للأسف ما فعلتيه مع زوجك الطيب ولعلك أحسست ببرودة مشاعره عندما يزورك مكرهاً، وهذا أمر متوقع لأنّ
محفزه للحضور والجلوس معك هو ضغطك عليه وهو محفز هش ضعيف! فقد يحضر ولساعات ولكن بلا روح وبلا لهفة فهلاّ انتبهت!
4- أحسب أن زوجك من الشخصيات المجاملة الرقيقة والتي لا تجيد قول (لا) في بعض الأحيان إضافة إلى اختلاط المفاهيم عليه، فخدمته لوالديه لاشك مقدمة على الجميع ولكن رعايته الدائمة لإخواته وخالاته وزوجة والده وانشغاله الدائم بهم حمل إضافي عليه يقع خارج دائرة مسؤولياته، زوجك يحتاج إلى أن تقفي بجانبه وتساعديه على تقوية داخله وأسلوب معالجة العرض وإهمال المرض لن يجدي نفعاً، فعليك بالعمل على تقويته من الداخل دون ضغوط وسيطرة، ودون ممارسة أسلوب الوصاية المباشرة، وذلك بالثناء على شخصيته واتزانه وتذكيره بالمواقف التي وقف فيه وقفة حازمة وعبّر فيها عن مشاعره
5- انظري لنفسك وتأملي في عيوبك فجزماً لديك من العيوب وجوانب التقصير ما تتكافأ مع حال زوجك الحالي إن لم ترجح بها! وأخيراً تذكّري أنّ الله رزقك زوجاً من خيرة الأزواج فالكثير من أمثاله ينفقون أوقاتهم فيما لا ينفع بين الاستراحات والقنوات، وقد لا يملكون معشار أخلاقه وطيبته وكرمه ووجود القصور في الشخصيات أمر لا مفر منه، والحل الأمثل هو التعايش والتكيف مع الوضع .. يقول وليم جيمس - عالم النفس الشهير - في معرض نصيحته لبعض طلابه: (كونوا مستعدين لتقبل الواقع فالقبول بالواقع هو الخطوة الأهم لتجاوز أثر كل أزمة!) .. لذا من باب الحكمة التسليم بالوضع، والتكيف معه، وعدم مقاومته، والتوقف عن المحاولة، فهذه المحاولات تستنفد كثيراً من سعادتك ووقتك وجهدك، واحتمالات النجاح فيها محدودة {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
وأخيرا تذكّري أيتها الفاضلة أنّ الحياة ليست في كل الأحوال رحلة رومانسية ونزهة شاعرية في بحر ساكن الموج وديع الريح، وما نحتاجه حتى نسعد في حياتنا هو أن نوطن أنفسنا على تجاوز الألم في بعض الأحيان إلى الاستمتاع بما نملكه وقد حرم منه الكثير، استمتعي بالوقت الذي يقضيه معك حتى ولو كان قصيراً
خذ من زمانك ما صفى
ودع الذي فيه كدر
وفّقك الله ويسّر أمرك.
شعاع: النحلة لا تصاب بالقلق عادة والسبب أنها تعيش دائماً بين الزهور
اعددته ونقلته للفائده
مودتي
غلطتي @ghltty
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة