المجزرة الأمريكية في منطقة زوبع
دأبت الادارة الامريكية على اشاعة اسطورة ابي مصعب الزرقاوي كشماعة تعلق عليها فشلها الذريع في العراق . والامر الذي زاد تلك الاسطورة خرافة هو ذلك التنقل العجيب لابي مصعب بين تلعفر المحاصرة في الشمال وقرية زوبع.
قرية (اشنيتر) احدى قرى منطقة زوبع بين الفلوجة وخان ضاري كانت هي الهدف للطائرات الامريكية هذه المرة، حيث استيقظ اهلها ليجدوا ان قريتهم ذات الربوع الخضراء قد تحولت الى ركام ومنازلهم الى انقاض، وكان حجة القوات الامريكية كعادتها انها قصفت مخبئا للارهابيين ولكن المكان الذي رايناه والجثث والجرحى وشهود العيان الذين التقيناهم يقولون غير ذلك.
فقد ذكر لنا اهالي القرية القصة باكملها ، فبعد انتهاء صلاة العشاء لليلة الجمعة، فوجئ الناس بالصواريخ تنهال على بيتهم من قبل طائرة مقاتلة عندها هرب الناس فارين من منازلهم ولكن كانت هناك طائرة مروحية تلاحق اي شخص يحاول الخروج من منزله الذي دمر، الامر الذي يؤكد ان العملية هي ابادة جماعية مع سبق الاصرار والترصد – على حد تعبير احد الشهود- والذي اكد ان العملية استمرت لاكثر من ثلاث ساعات متواصلة .
القوات الامريكة والتي اعلنت من جهتها ان القتلى هم 60 والجرحى 40 ولكننا عندما زرنا المستشفيات راينا ان العدد وخاصة الجرحى اكثر من العدد المعلن والذي توفي البعض منهم بعد نقله الى المستشفى.
مستشفى ابي غريب كان احد تلك المستشفيات التي نقل اليها الجرحى اضافة لمستشفى الكاظمية ومستشفى الفلوجة، وفي زيارتنا له لم نر الا النساء والاطفال حاولنا العثور على اي شاب بين الجرحى فلم نجد وقد اكد لنا الاطباء انه لن ياتيهم الا هؤلاء وشهود العيان من اهل القرية اكدوا ذلك ايضا .
اثناء دخولنا الى ردهة الجراحة اول مشهد طالعنا هو مشهد طفلتان صغيرتان (ميساء 7 سنوات) وشقيقتها (هناء 4سنوات) . قال لنا احد شهود العيان : بعد دفن الموتى باربع ساعات عثرنا على هاتين الطفلتين تحت انقاض منزلهما الذي اصابه صاروخ امريكي كان جميع افراد الاسرة قد قضوا نحبهم ولم ينجوا منهم احد سوى هاتان الطفلتان .


اما عائلة الحاج فزع والمكونة من (36 شخصا ) فلم ينجوا احد منهم ابدا.
الاستاذ هادي معلم الاطفال في مدرسة عبد الرحمن بن عوف في القرية كان عائدا الى منزله مع اثتين من بناته الصغيرات في سيارته وحين بدا القصف نزل من السيارة ليختفي في حفرة ويضم بناته اليه ولكن الطائرة العمودية لم تغادر المكان حتى تركتهم اوصال متناثرة من كثرة الرصاص الذي انهال عليهم. ا ما اخوه (صباح) فعندما بدات الغارة اخذ زوجته واطفاله الثمانية ليهرب بهم وهو يرى ان بيوت جيرانه تهد مت على ساكنيها ولكن الطائرة القت عليهم قنبلة عنقودية لتحيلهم الى رماد.
في اثناء تجوالنا في المستشفى بين الجرحى راينا رجلا مضطربا بشكل غير طبيعي وحين سئلناه ما الامر؟ اجاب : ان شقيقه واسمه (عبد الله احمد عباس) كانت اصابته خطيرة (في الراس) فنقل الى مستشفى الجملة العصبية ولكن رفضوا استقباله ولا يعرفون ما السبب . بعد ذلك انتقلنا الى ردهة الكسور لنجد ان الوضع لايقل سوءا،
(محمد شلال14 سنة) وابن عمه (حامد حميد 15 سنة) فرا هاربين من منزليهما حين بدا القصف فلاحقتهم الطائرة المروحية لتصيبهم بعدة طلقات قي الساقين.

ويبقى المشهد المروع والذي جعلناه في نهاية التقرير كي لاينسى هو مشهد الطفل الذي لايتجاوز عمره السنتين او الثلاث واقد اصيب اصابات خطيرة وكان الاطباء يقفون عنده وهم يحاولون اسعافه ونحن ننظر حتى وصل الامر الى انهم اخذو يجرون له التنفس الاصطناعي ويضغطون على قفصه الصدري في محاولة لانعاش قلبة واعادة وعيه، وما ا ن انتقلنا الى غرفة اخرى حتى جاءنا من يقول لنا ان الطفل قد مات .

في تلك الاثناء غابت الشمس وعدنا الى بيوتنا ولكن كثيرين بقوا في المستشفى لانهم فقدا منازلهم، وجاء الليل ولايدري احد هل سيكون بيته واسرته هدف الطائرات الامريكية هذه الليلة ام يكتب لهم عمر جديد؟
الرابطة العراقية
شبكة البصرة
الاحد 5 شعبان 1425 / 19 أيلول 2004
منقول ...
***************
يجب ان نعلم أن الاعلام لا يستطيع نقل وتغطية الاخبار بشكل جيد وذلك بسب التعتيم الاعلامي من قبل الكفار ...وفرضهم طرق عدة حتى يقطعو جميعا الاتصالات ...
فنبقى ..في غفلة لانعلم مايجري لأخوننا المسلمين ...
والحمد الله الذي سخر لنا الانترنت لنتواصل به مع العالم الاسلامي ..
تعجز الكلمات والله عن التعبير
مشاهد دامية ومريرة بكل معنى الكلمة
ونحن لا نملك سوى الدعاء !!!
والحمد لله على كل حال