إبنــك يعيــــــش فـــي شــــخصيـــتك

الأمومة والطفل

لايمكن أن ينكر أحد أن الأم تعكس تأثيرها الواضح علي أطفالها علي الأقل في مرحلة الطفولة المبكرة منذ الولادة وحتي سن ماقبل دخول المدرسة حيث تترك بصماتها الواضحة إلي أن تظهر شخصية الإبن‏,‏ ومن أسباب هذا التأثير العميق للأم أن الأب يكون غالبا بعيدا عن المنزل‏,‏ ولأنه يحل فيه ضيفا لساعات يمسك أثناءها العصا ولايكف عن التوبيخ وأعطاء الأوامر بصفة دائمة‏.‏
أما الطفل والأم فيكونان معا علاقة وثيقة لايقل عمرها عن خمس سنوات وقد تمتد إلي بعد أن يتزوج الإبن أو الأبنة‏,‏ وهناك عدة نماذج من الأمهات لكل واحدة أسلوبها في الحماية ولكل أسلوب تأثيره بالسلب أو بالإيجاب علي الطفل‏,‏ ولابد أن نتابع شخصية كل طفل من خلال شخصية الأم‏.‏

وبسؤال الدكتور عن تكوين شخصية كل طفل ومايحتمل أن تكون عليه هذه الشخصية من خلال شخصية الأم‏,‏ أجاب الدكتور بأن الأمهات أنواع‏,‏ فمنها المشغولة والمهمومة دائما والمتسلطة والسلبية والكسولة والمثالية‏.‏
فالأم المتسلطة هي أم كثيرة الأوامر لاتلعب ولاتجلس أمام التليفزيون لاتحب المناقشة تدفع ابنها أو ابنتها إلي الأمام دون مراعاة لامكانياتهم ورغباتهم وقدراتهم ـ ولاتأخذ في الاعتبار مدي استعداد الطفل لإنجاز عمل ما وكل همها الأوامر والنواهي والطاعة والخضوع من جانب الطفل‏.‏

والأم الكسولة الخاملة‏:‏ فهي تفتقد القدرة علي المبادرة ولاتستوعب احتياجات الطفل‏,‏ وفي اغلب الاحيان لاتتأثر ولاتبدي أي إهتمام بمقدرة الطفل أوتحصيله‏,‏ وهذه الأم لايمكن أن يكون طفلها ذا كفاءة عالية فهو يعاني من كثير من المتاعب لكي يستطيع أن يتكيف مع المجتمع‏,‏ فلا توجد دافعة تساندة وتشجعه وتحثه علي المبادرة‏.‏
والأم السلبية‏:‏ وهي التي تشعر بالخوف والقلق من كل شئ تخشي الغد‏,‏ ومايمكن أن يأتي به مواقفها في كل نواحي حياتها وكل تصرفاتها ردود افعال مايحدث لها‏.‏ وطفلها غير ناضج الشخصية لايعرف الاعتماد علي نفسه دائم التواكل علي الغير‏.‏

الأم الروتينية‏:‏ وهذه الأم ينصب اهتمامها علي العناية الجسمانية فقط للطفل‏,‏ ولاتهتم بحالته النفسية أو مشكلاته ـ عملها المنزلي روتيني‏,‏ وهذه الأم يكون طفلها صلبا في رأيه بعيدا عن المرونة‏,‏ يؤدي واجباته المدرسية بشكل روتيني‏,‏ فليست لديه القدرة علي الإبداع أو الابتكار أو التفوق‏.‏
والأم المثالية‏:‏ وهي أم علي قدر كبير من الوعي والإدراك وتتصف دائما بالمبادرة‏,‏ وتعطي طفلها كل فرص الإبتكار ويقوم بعمل مايخصه ودورها مع الطفل يكون بالنصح والارشاد والتوجيه وثبت فيها الأمان والثقة بالنفس‏.‏ وتعرف دورها كام في حياة طفلها‏..‏ تكون ملمة بكل إحتياجاته الجسمانية والنفسية والاجتماعية والعقلية وتعده ليكون طفلا عظيما قادرا علي التجاوب مع المجتمع ـ قادرا علي التفكير وإستخدام العقل والإبداع‏.‏

ويقول الدكتور عبدالرحمن الكاتب ان شخصية الطفل تتكون في السنوات الخمس الأولي من عمره وتتشكل بدرجة معينة في مرحلة المراهقة حتي تأخذ الشكل النهائي الذي يعرف به الشاب والفتاة فيما بعد‏.‏ وعلماء النفس يقولون أن تصرفات الإنسان وطباعه وطريقة تفكيره تأخذ شكلها النهائي نتيجة لعوامل كثيرة من الظروف التي ترجع إلي الطفولة المبكرة‏,‏ وبالتالي فإنه غير مسئول عن كثير من تصرفاته‏,‏ فالطفل يتأثر أولا بطباعه ومزاجه الخاص وفطرته‏..‏ ثم بالبيئة التي ينشأ فيها سواء كانت الأسرة أو المدرسة أو المجتمع‏,‏ كما أن الاحساس بالأمان أو الخطر في هذه المرحلة يمكن أن يكون لهما انعكاس ملحوظ علي شخصيته في المستقبل‏..‏
وأيضا الطفل الوحيد يتصرف بطريقة تختلف عن الطفل الذي ينشأ وسط أخوة وأخوات‏.‏ كما أن الطفل الذي ينشأ بين والدين متشاجرين دائما تختلف بصورة اخري عن طفل ينشأ في جو عائلي هادئ ومستقر‏.‏

ومن أجل ذلك ينصح علماء النفس الوالدين بمعرفة أنفسهم جيدا ومعرفة عيوبهم ومزاياهم حتي لاينقلوها إلي أولادهم‏,‏ فكما أنه إذا أصيب أحد من الوالدين بنزلة برد مثلا فنتخذ كل الاحتياجات الواجبة حتي لاينقل العدوي إلي طفله‏.‏
لذلك من المهم أن يراجع الأهل أنفسهم ليعرفوا نوعيات سلوكهم التي تؤثر بالسلب علي أطفالهم‏.‏
0
467

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️