Gian

Gian @gian

عضوة جديدة

إحذروا وحذروا كل من يعز عليكم .. لا تقعوا في الفخ - الجزء الثاني

الأسهم السعودية و الخليجية

السلام عليكم ورحمة الله


أرحب بكم إخواني وأخواتي في الجزء الثاني من خلاصة تجربتي مع Xtrade إحدى الشركات الوهمية النصابة التي تدعي التداول في الأسواق العالمية.



ذكرت في الجزء السابق بأني كنت أعاني القلق والخوف والشعور بالعجز أمام احتمالات كلها سيئة وواقع اقتصادي محبط. وقلت بأني " كنت أحد الملايين الذين تطالعهم مثل هذه الإعلانات الزائفة كل يوم ، وللأسف أردت أن أخوض التجربة بنفسي". فماذا فعلت ؟؟

1- المرحلة الأولى : البداية مع المفاوض الكبير:


كل إعلان في الإنترنت يخص مثل هذه الشركات النصابة يأتي متبوعاً برابط التقديم أو تسجيل طلب الانضمام. وهذا أشبه بتجهيز فخ انتظاراً لوقوع الفريسة.
رابط صفحة التسجيل أو التقديم سوف يحيل المتقدم تلقائياً إلى صفحة تسجيل البيانات التابع لموقع الشركة الإلكتروني والبيانات المطلوبة هي في الغالب الاسم والبريد الإلكتروني والهاتف. هذه البيانات الأولية الثلاثة هي المفاتيح السحرية التي ستأخذ الضحية إلى بحر الظلمات.
ومن هنا تبدأ اللعبة الخطرة.


بعد إدخال بياناتك ، سوف يتصل بك خط الهجوم الأول ممثلاً بموظف ( رجل أو سيدة) يتحدث باسم الشركة ويرحب بالعميل الجديد ، وفي الغالب هو شخصية رزينة هادئة ومدربة جيداً على حسن الاستماع واحتواء أي هجوم أو شك. بعض الضحايا وصفوا هذه الشخصية بأنها بدت لهم ذات ورع وتقى وأمانة وضمير وخوف من الله.
كما تتمتع شخصية مندوب الشركة هذا بطول النفس وسعة الصدر للإجابة عن أي سؤال أو اتهام وتبديد أي مخاوف لديك بأسلوب منطقي جداً (بالنسبة للسذج وغير المدربين أو المصرفيين أو الاقتصاديين المختصين أو أصحاب الخبرة والتجربة).



في الغالب، هذا المندوب يكون كبير السن ناضج يتحدث بلسان شامي أو فلسطيني مع العرب ، ومن النادر أن يتم التفاوض مع غير العرب حيث تتميز لغة المتفاوضين الإنجليزية بالركاكة نظراً لتواضع إعدادهم أكاديمياً. ولهذا ، فالخليجيون تحديداً يمثلون 90% من الضحايا لأنهم مستهدفون وتجربتهم محدودة.



والمندوب الذي يتولى الاتصال بك يرى الصورة الكبيرة للشركة ويفهم قواعد اللعبة ، ويعرف جيداً كيف ومتى يتكلم وبماذا يجيب أو يصمت. قد يحدثك عن الشركة والتراخيص الدولية التي حصلت عليها وهي كلها كذب في كذب حتى وإن زودك بمصادرها وأرقامها وتواريخها، أو قد يسرح بك للحديث عن موقع الشركة متكامل الخدمات والمطمئن جداً إلى درجة أنه يوفر حاجز حماية لرأس مال العميل إذا ما بدأت صفقاته بالخسارة فيوقفها وبهذا يحمي الموقع رؤوس الأموال تلقائياً!!


وقد يحدثك عن الرافعة المالية ، ثم يحتال بسؤالك عن مدى رغبتك في المخاطرة بالتداول: نسبة مخاطرة متدنية ب 20% من رأس المال أم متوسطة 50% أم عالية 80% ، ويوهمك بأنه إنما يقوم الآن بتعبئة بياناتك ورغباتك في بروفايل خاص بك.


أو ربما يمتعك بالحديث عن أرباحك المتوقعة التي تحول رأسمالك إلى 3 أضعافه خلال شهرين فقط.



وهو بارع بأسلوب (الإغراق المعلوماتي) بهدف هز ثقتك بنفسك وبإمكانية مجاراته في قاموس مصطلحات الاستثمار ودهاليز الاقتصاد وخفايا التداول الإلكتروني ، إلى جانب تضخيم صورة الشركة والعاملين فيها في دماغ العميل كعمل مؤسساتي منظم وموثوق ومحمي دولياً.


إذن (مهارات التحدث ، التفاوض ، الاحتواء ، وتنفيذ عملية التحويل المالي الأول) : هذه هي وظيفة موظف الخطوط الأمامية ومهمته المحددة ضمن فريق عمل متكامل وزعت فيه الأدوار والمهام بشكل متقن ومدروس ومجرب ، إلى درجة أنك تتخيل أنهم يعملون في شركة ذات مبنى فخم يشبه مبنى البنك، والحقيقة أنهم شلة لصوص من الذكور والإناث مجتمعين في غرفة وأمام كل واحد منهم جهاز حاسوب وعلى رأسه سماعة الأذن والميكروفون.


والمفاوض يحافظ على هدوء أعصابه وتمام استعداده النفسي قبل الاتصال بك. ولهذا السبب فهذه (الشركات) النصابة تلزم مندوبيها المفاوضين بعدم تجاوز إجراء 3 اتصالات مع 3 عملاء جدد في اليوم الواحد حفاظاً على تمام الهدوء والاستعداد وضبط الحيلة.



وقد تتصور بأن هذا المندوب موظف أو مسئول مرموق لديه صلاحيات ويلبس بدلة أنيقة وكرفاته ويحدثك من هاتف مكتبه الفخم وأمامه جهاز حاسوب ولديه سكرتير خاص!


والحقيقة أنه ليس سوى صعلوك أوتي سحر البيان ولديه سوابق في الاحتيال وربما السجن.
هذا الصعلوك يجلس في غرفة حقيرة ممسكاً سيجارته بيد وسماعة الأذن المدعمة بمايك في اليد الأخرى ، ويجلس أمام شاشة كمبيوتر مدعم بكل تطبيقات وتجهيزات الاحتيال والاختراق والاتصال غير المباشر. وأقصد بعبارة (الاتصال غير المباشر) أن رقم الاتصال الذي يرن ويظهر في شاشة هاتفك يبدو للوهلة الأولى أنه حقيقي ووارد من الدولة التي يدل عليها ( جوال سعودي - قبرص – بلغاريا - رومانيا - بريطانيا .. إلخ)
لكن الصحيح أن المتصل يستخدم برمجيات اتصال خاصة يخفي من خلالها أنه يتصل فعلياً من داخل إسرائيل، وللأسف لم أدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان !



هذا الصعلوك الحقير ما هو إلا أحد الإسرائيليين المولودين فيها بعد نكسة 1967م ، وهو/هي يمثل أحد أبناء الشهداء أو المسجونين الفلسطينيين بعد المذابح والمجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل لاسيما صبرا وشاتيلا.
أراد اليهود تبني أولئك الأطفال وتهويدهم وتعليمهم في مدارسها ليتحولوا إلى أدوات بشرية للإبادة والتخريب فهم مجرد كائنات حية بلا تاريخ وبلا جذور وبلا قيم وبلا دين ، وهم يتحدثون العربية (الشامية الفلسطينية) تماماً كما يتحدثون العبرية الخالصة.


وأكثر ما يتواجدون في رام الله وبيت لحم والخليل.



وخلال اتصاله بك ، فإنه يبدو واثقاً من نفسه فلا يستعجل النتائج، وقد يقطع الخط أثناء الاتصال عندما تتصاعد حدة الحصار ويشعر بالقلق، أو قد يستأذن منك أثناء الاتصال لدقائق يعاود بعدها مكالمتك وإكمال الحديث معك.
وهذه الدقائق هي حيلة جيدة يمكنه أن يستفيد منها ، خصوصاً وأن الاتصال مسجل لغرض المراجعة القانونية وتعديل الخطة ومعاودة الغزو، وهو يدرس شخصيتك ويقيمك ويجس نبضك ويلتف ويراوغ ، وقد يعدك ويمنيك ويضرب لك الأمثال وكلها كذب في كذب.
إنه يتحرك بموجب تعليمات وخطوات مكتوبة بالنص في سجل احتيال طويل امتد لسنوات، ويتدرج في حقن دماغك وإغرائك بالربح الوفير في وقت وجيز.


إذا استطاع محاصرتك وإقناعك فقد وقعت في الفخ، وإذا تمكنت من محاصرته وإحراجه أو طلب أي وثائق أو إثباتات ورقية فقد نجوت.


حينها ينسحب من المكالمة الهاتفية بأسلوب مهذب وينهي الاتصال ويتم شطب اسمك وإلغاء طلبك ووضعك في قائمة المستبعدين.

وإلى هنا تنتهي هذه المرحلة وينتهي دور المفاوض الذي هو أشبه بصياد يرمي صنارة ... ثم ينتظر!



في الجزء الثالث تقرؤون:- المرحلة الثانية: البيانات والتحويل:



إلى اللقاء..
3
614

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Gian
Gian
>
Gian
Gian
>
Gian
Gian
.