إخبار النبي عليه السلام بأخبارفتنة ( ذونورين )

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة وبركة

نسأل الله العلي العظيم ان يجنبنا الفتن

وإن مما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم من الغيوب الدالة على نبوته؛ أخبار الفتن التي وقعت بين أصحابه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فكان إخباره بذلك برهان نبوته وعَلم رسالته.

فقد أشرفَ النبي صلى الله عليه وسلم يوماً على أُطم من آطام المدينة فقال لأصحابه


: ((هل ترون ما أرى؟)) قالوا: لا. قال: ((فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر)).
قال النووي: "والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم، أي: أنها كثيرة، وتعُمُّ الناس، لا تختص بها طائفة، وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم، كوقعة الجمل وصِفِّين والحرة، ومقتلِ عثمان، ومقتلِ الحسين رضي الله عنهما وغيرِ ذلك،

وفيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم".
ويبين ابن حجر معنى اختصاص المدينة بالفتن، فيقول: "وإنما اختصت المدينة بذلك لأن قتل عثمان رضي الله عنه كان بها، ثم انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك، فالقتال بالجمل وبصفين كان بسبب قتل عثمان، والقتال بالنهروان كان بسبب التحكيم بصفين، وكل قتال وقع في ذلك العصر إنما تولد عن شيء من ذلك، أو عن شيء تولد عنه ".


وكما أنبأ النبي بوقوع فتنة قتل عثمان في المدينة المنورة، فإنه أشار إلى ما سيقع من الفتن في العراق أو بسبب أهلها ، فقال صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى المشرق: ((الفتنة من ها هنا)).
قال ابن حجر في شرحه: "وأول الفتن كان منبعها من قبل المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة".
وإن أول الفتن التي ابتلي بها الصحابة رضي الله عنهم خروج المنافقين على عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وطلبهم نزعه من الخلافة ثم قتله رضي الله عنه ، وقد أخبر النبي عثمان ببعض معالم هذه الفتنة فقال له: ((يا عثمانُ، إنه لعل الله يقمّصُك قميصاً، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه لهم )).


لقد أنبأه رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما سبق – أنه يموت شهيداً، وها هو ينبئه عن خلافته، وأن ثمةَ من يريد خلعَه من هذه الخلافة، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم عدم موافقتهم عليه، وكل ذلك من أخبار الغيب الصادقة الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم.
قال المبارك فوري: "يعني إن قصدوا عزلك عن الخلافة، فلا تعزل نفسك عنها لأجلهم؛ لكونك على الحقّ، وكونهم على الباطل , ولهذا الحديث فإن عثمانَ رضي الله عنه لم يعزل نفسَهُ حين حاصرُوهُ يوم الدّار ".


ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بدقة معالم هذه الفتن التي تتابعت بعد مقتله، وكأنه صلى الله عليه وسلم يراها ، وفي مقدمتها الفتنة الكبرى التي اقتتل فيها الصحابة في معركتي الجمل وصفين، وذلك بعد وفاته بثلاثين سنة، فيقول: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان، دعواهما واحدة)).
قال ابن كثير: "وهاتان الفئتان هما أصحاب الجمل وأصحاب صفين، فإنهما جميعاً يدعون إلى الإسلام، وإنما يتنازعون في شيء من أمور المُلك ومراعاة المصالح العائد نفعها على الأمة والرعايا، وكان ترك القتال أوْلى من فعله، كما هو مذهب جمهور الصحابة".

اللهم صل وسلم وبارك على محمدا واله وصحبه اجمعيـــــــــــن
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ركايز
ركايز
الله يسعد صباحك يالغاليه بكل خير
مميزه كالعادة بارك الله فيك وفي ماكتبتي
اللهم صل وسلم على محمد
روح الغلا
روح الغلا
معلومات رائعة ومفيدة

جزاك الله خير الجزاء
حلاتي بهدوئي
حلاتي بهدوئي
الله يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

جزاكـ الله خير .. موضوعكـ مفيد و رائع

اللهم صل على سيد الخلق محمد بن عبد الله
اولادى حياتى
اولادى حياتى
امس كنت نقرى من كتاب البداية والنهاية فى قتل عثمان وأنها اول الفتن وأثرت فيا القصة اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واغفر لكل أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
معصوبه بالعسل
جزاك الله خير ياقلبي وافتخررررر اني من نسل عثمان الله لابارك فيكم يالشيعه