" إختيار الزوجة " حق لمن ؟

لا ينكر أحدنا أن الحياة الزوجية في مكنونها هي ستجمع بين كائنين ولا غيرهما ..
< الزوج وزوجته > ..

كلاهما سيعزفان نغمة الحياة التي يريدانها معا .. ووفق الأوتار المعينة التي يميلون للإنسجام بلحنها ..

ولن ينعم برغد العيش .. ولا بشطفه إن حصل إلا هما ..
ولن ينسجم بتلك الحياة الجديدة .. أو بتعكر صفوها إلا هما أيضا ..

وتلك حقيقة سجلت بمداد الواقع والملموس في ذاكرة الحياة ..

ومع ذلك لا ينكر أحدنا الدور الفعال للأهل في إختيار كلا الطرفين لنصفه المكمل من الجنس الآخر ..

ولكن إلى أي حد تمتد حدود ذلك ..
أإلى المشورة والنصح فقط ؟
أم إلى الفرض والإجبار ؟

ماذا لو أحببت إمرأة معينة ..
وجدت فيها نصفك الآخر الذي تبحث عنه ..
أو لعلك لم تبحث عنه ولكن زفته الأقدار إليك فراقت لك وأحببتها فأردتها
حليلة لك ...؟؟

قد تكون في عمرك .. أو أصغر بقليل .. أو أكبر بقليل ..
قد تكون بنفس حالتك الإجتماعية .. أعزب كنت أم أرمل أم مطلق ..

مهما إختلفت أو إتفقت المعايير الظاهرية .. كتلك المعايير .. فهي لن تشكل عائقا عندما تمتزج الأرواح معا .. وتتوافق الأفكار معا ..

وفوق كل ذلك تعيش حالة الحب الذي تريده ....

تأتي لأهلك .. لتزف لهم خبر رغبتك بإكمال نصف دينك ..
تنشرح أسارير أهلك ربما ..

تسألك أطراف مختلفة .. " من ستكون تلك التي تريد " ..
أو بالأحرى سنبحث لك بالمناسبة التي تروق لك ..

فتقول لهم .. " لدي من أريدها "

فتفاجىء بالرفض .. بالتعنت .. بكلمة .. " لا " ..
ولا شيء سوى " لا "

لم .. ما المبرر ؟
أقنعوني ؟

فتأتيك والدتك .. أو والدك .. بالضرب على الوتر الحساس ..
< وتر الرضا > ..

فلن تنال الرضى لو تزوجت بمن أردت ..وتلفحك الألسن بلهيب النقد والتجريح والتحطيم .. وقد يمتد ذلك إلى وصم رجولتك بالقصور ..
فتعود أدراجك إلى أنك ذلك الطفل الصغير الذي لا يعرف مصلحة نفسه ..

فقد تنهار أحلامك .. وقد تتبعثر روحك .. قد تتبدد أهتماماتك..
قد يبرر ذلك بإنك تحت وطأة الحب .. تعاني سكرة الهيام والعشق ..
إلا أن الحب حقيقة لم يأتي إليك جزافا ..
وإنما كان بعد التوافق والتقبل والقبول ..

قضية قد تكون واجهت البعض أو الكثيرين ..
فكيف تقنع أهلك ..لأنه مؤكد لن تستطيع التقدم بطلب الزواج من معشوقتك عند أهلها فردا دون أهلك .. فقد يرفضك أباها ..

عندها ستفقد من أحببت .. وقد يكون للأبد ..


فالسؤال الكامن والذي ينتظر الجواب ..
< إختيار الزوجة >
حق لمن ؟ وكيف تقنع من أبى من أهلك ؟