إدمان الأفلام والصور و المواد الخليعة

الأسرة والمجتمع

الكثير من الناس قد وخاصة الرجال قد وقعوا ضحية لفخ قاتل ووباء مخيف و مرض سئ قادم إلينا على شاشات الانترنت وعلى أشرطة الفيديو و الدى فى دى، ومن خلف الاطباق الفضائية و فى الحقائب اليدوية وفى الصحف و المجلات و غيرها.
هذا الفخ قد تم نصبه بإحكام من قبل تجار هذه الصناعة الرخيصة و هذا المرض قد إستشرى فى الشرق و فى الغرب وفى الشمال و فى الجنوب والجميع يعلمه، بل أن بعض الدول تستخدمه كسلاح للقضاء على روح ومعنويات و فكر شريحة من أهم شرائح المجتمعات فى بلاد أخرى، وهذه الشريحة هى شريحة الشباب فهم أكثر من يعانون من هذا الأمر، و حتى فى الغرب فإن الآلاف من الناس قد وقعوا ضحايا له، و تهدمت بسببه بيوت و مجتمعات، و صارت الناس تدرك خطورته و تعلمه و تتحدث عنه و هنالك العديد من المجموعات التى تقف للقضاء على هذه التجارة و تنشر الوعى عن الكيفيات التى تتم بها محاربته و علاجه، هذا المرض هو مرض الأفلام الاباحية و إدمانها
بعض من المشاكل المترتبة من إدمان الافلام الجنسية و الصور الخليعة:

أن الإنسان يأثم لوقوعه فى المحرمات من النظر و الاستمناء و تضييع للصلوات و العبادات فيصير الانسان أسيرا لشهوته ضعيفا وهذا يناقض الصفة التى وصف الله سبحانه و تعالى عباده المؤمنون وهى العفاف و تحصين الفروج من زنا و استمناء و غيره

يقول تعالى ( والذين هم لفروجهم حافظون ــ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ــ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )

أن هذا الأمر يضيع وقت الانسان فتضيع منه ساعات طويلة باحثا و مشاهدا لهذه الملذات فيفقد فى ذلك ماله و صحته

أنه تنفيث عن الشهوات بطريقة غير طبيعية و غير الطريقة التى خلقها الله لنا

أن الانسان يسلك سلوكا غير طبيعيا فى النظر الى أشخاص عراة من غير أن يغضبوا منه أو يدخل معهم فى مشكلة ولو حدث هذا الأمر فى الحياة لدخل الإنسان فى مشكلة و لذلك فهو مناف للفطرة و الطبيعة.

أن الانسان قد يظن أن هذه الأمور والممارسات التى تحتوى على شذوذ و أمراض و أشياء منافية للفطرة كلها عادية و طبيعية
شعور ملازم للإنسان بالتقزز من نفسه بسبب مخالفته للفطرة الطبيعية

أن ادمان هذه الأشياء قد يستمر الى ما بعد الزواج ، فالادمان لهذه الاشياء يرتبط بالتهيؤات العقلية التى تجعل الانسان سابحا فى حالة من الوهم مع العديد من الموديلات الذين يتم إختيارهم بعناية و يتم صرف الآلاف من الدولارات على الاهتمام بجمالهن و اجراء عمليات التجميل لهن ووضع المكياج و المساحيق عليهن و وبعد هذ يتم تصويرهن من زوايا معينة و بكاميرات خاصة فى أوضاع متعبة و مؤلمة ،و لا تراعى مشاعرهن و كأنهن لسن بشرا لهن إحساس بل ماكينات لا هم لها سوى إرضاء شهوة انسان ساقط، يغيب الانسان فى هذا الوهم و يلعب عقله دوره فى الاندماج فى هذه الخدعة فلا تستطيع زوجته مهما بلغ جمالها التنافس مع مع هذه اللذة النابعة من العقل فتدمر على الانسان حياته الزوجية و العائلية بحيث لا يصبح مهتما بزوجته وحتى إذا كانت زوجته تثيره فإن ذلك الأمر يرتبط لديه و يحفزه مرة أخرى للسعى لمشاهدة تلك المناظر مرة أخرى.

أن هذه الأشياء تحبب الانسان فى الوقوع فى الزنا و اللمارسات المحرمة مثل اللواط و تصور له هذه الأمور و كأنها شئ جميل و عادى.

أن هذه الأشياء قد ثبت و بما لا يدع مجالا للشك أنها طريق لأنواع أخرى من الممارسات مثل إدمان المخدرات و الخمر و السلوك العدوانى و الانحراف الخلقى و فقدان الوازع و فقد إحترام الانسان للنساء و فقد الاحترام للذات


الوقاية:
يقولون الوقاية خير من العلاج، و بالنسبة للمجتمع ككل فان أفضل الوقاية تكون بحماية الأجيال المبكرة، و بالنسبة للفرد فأحسن وقاية هى الابتعاد عنه و ترييض النفس تدريجيا، روض نفسك بنفسك و قوى عضلات عزيمتك بنفسك، حتى و ان لم يكن هنالك بديل، و هنالك دائما بديل، و التوعية بضرره و خاصة للشباب و صغار السن، يا آباء حذروا أبنائكم و أشرحوا لهم فوائد العفاف و غض البصر، أشرحوا لهم معانى الفضيلة و كرهوا اليهم المعاصى و أعينوهم على ذلك بالاستعفاف المبكر قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم و أهليكم نارا) ، و الاستعفاف المبكر يكون بالزواج أو بتقوية الوازع الدينى و بحثهم على غض البصر، قال تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)

و ذلك لأن الشباب عاجلا أو آجلا سيحاولون البحث عن طرق لتفريغ طاقات مكبوتة لديهم ولن يكونوا تحت رقابة أهليهم طوال وقتهم فما الذى يحميهم من أنفسهم سوى مبادئهم و قوة شخصيتهم ومتانة عزيمتهم؟، فمن باب أولى تجهيزهم للتعامل مع هذه المرحلة من حياتهم و أفضل ما يكون ذلك بالاقتراب من الدين و النشاطات و الهوايات المفيدة النافعة، هنالك الاف الرياضات النافعة و الهوايات المفيدة التى تنفع الشباب فى إستثمار أوقات فراغهم و تنفعهم فى تقوية شخصيتهم، و على الاباء أيضا مساعدة ابنائهم فى إبعادهم من أصدقاء السوء، بل ان بعض الخبراء ينصح بتدريب رفض طلبات مفسدة من أصدقاء السوء ومن العادات الضارة مثل مشاهدة الأفلام الإباحية و التدخين و الخمر و غيره، و كمثال لهذا يجلس الأب و ابنه و يمثل الأب دور صديق السوء و يقدم سجارة للابن مثلا و يسأله ما الذى ستقوله فى هذه الحالة؟ أو يعرض عليه أن يعطيه مجلة خليعة (لا يلزم طبعا أن يمسك الاب بمجلة خليعة للتدرب على هذا الأمر) و يسأله كيف سيرد على شخص يعرض عليه أمر كهذا و يساعده فى إنتقاء الكلمات اللازمة، و حتى فى بلاد الغرب هنالك جمعيات لمكافحة هذه العادات، فالناس قد ذاقت وطأة هذه العادات بصورة أكبر و بصورة مبكرة حتى صارت تهدد حياتهم و مجتمعاتهم.

كما أسلفت أن كيفية تجنب هذا الأمر هى ببساطة الإبتعاد عنه، فالاصغاء الى فضول بسيط قد يرمى بالانسان الى الوقوع فيه و قد يؤدى إلى إدمانه و هو شبيه بأى نوع آخر من أنواع الإدمان و من الخدع التى يسوف بها الانسان لنفسه هى خدعة الفضول فيقول لنفسه: فقط نظرة صغيرة و سأتوقف، ولكن هذا الأمر كلما نظر اليه الانسان كلما رغب بالنظر فى المزيد،، فتتبع النظرة نظرة أخرى و نظرات الى أن يصبح الانسان مدمنا.، ولذلك فأفضل الطرق هى تجنبه و تفاديه و ذلك يكون بغض البصر، الانسان المؤمن عليه دائما أن يتذكر أن البصر نعمة من الله و لذلك فعليه بتذكر مراقبة الله له و تذكر هذه النعمة و ليوظفها فى ما يرضى الله سبحانه و تعالى. و أحيانا تباغتك هذه المشاهد فى مواقف لا تتوقعها و خاصة خلف الشاشات و أجهزة التكنولوجيا فقد تنفتح لك فى نافذة أو فى إعلان فاضح لسلعة أو فى رسالة تأتيك و كأنها من صديق لك، فعندها ينصح بغض البصر بأسرع ما يمكن
و بالاضافة الى هذا الترويض و التدريب للنفس فالزواج هو معين للوقاية من هذه الأمور وخاصة عندما يكون بنية الاستعفاف، و الصوم هو من أفضل ما يساعد الانسان على غض بصره و درء شهوته
قال الرسول صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج أو كما قال
و قال صلى الله عليه وآله وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أو كما قال


خطوات للعلاج:
التوبة صادقا من الله من هذا الأمر فان أكبر خطر هو أن يسبب هذا الأمر ضياع الآخرة على الانسان أو أن لا يستطيع الفكاك منه فيموت الانسان على هذه المعصية فيصبح من النادمين، فعلى الانسان المؤمن التوجه الى الله تائبا و لو انتكس مرات و مرات فعليه التوبة فورا فقد قال تعالى
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

التوقف فورا والابتعاد عن هذه الأمور و التخلص من كل المواد سواء أشرطة أة مجلات أو غيرها و أن يضع الانسان جهاز الكمبيوتر فى مكان يراه الجميع ، مثلا فى وسط الصالة و كذلك التلفاز و الفيديو و ذلك حتى لا يختلى يدع لنفسه الفرصة للاختلاء بهذه الاشياء لوحده

على الإنسان أن يضع فى عقله مراقبة الله و خشيته فى السر و العلن، يجب عليه ان يتذكر ان عين الله لا تنام و انه ما من شئ يفعله يخفى على خالقه، فمن الأولى الخوف و الخجل منه، قال تعالى(يعلم خانة الأعين و ما تخفى الصدور)

أن يدرك الانسان أن هذا الأمر هو خطأه هو بنفسه وهو مسؤوليته، و لا يلقى باللوم على أى أحد آخر مثل زوجته أو مجتمعه أو عزوبيته أو غيره، حتى و إن كان ذلك جزء من السبب، و لكن إن لم يساعد نفسه صادقا فليس هنالك من يستطيع مساعدته فى الخروج من فخ يجب الفكاك منه و مشكلة وقع فيها الكثيرين غيره فى أنحاء العالم ، و أنه يجب عليه السعى جاهدا للتخلص منها فهى أمر سئ و له عواقب وخيمة و يحد من قدراته و يضيغ وقته ويؤذى حياته و ليس طبيعيا من أى مقياس، وأن ينوى نية صادقة جدا فى التخلص من هذه العادة السيئة مدركا أن كل شئ ممكن بقوة الارادة و العزيمة الشديدة التى لا تهين و لاتلين

أن يتوجه الى الله بنية صادقة طالبا منه المعافاة و خاصة عند لحظات الشعور بالضعف قرب الاستسلام لهذا الأمر فإن الله سميع يجيب دعوة الداعى، قال تعالى(وقال ربكم ادعونى استجب لكم). و ليشغل نفسه بما يفيد عن لحظات التشويق هذه.
عند ممارسة الانسان للجنس أو عند الاستمناء عن طريق هذه الوسائل يفرز الجسم مجموعة من المحفزات الداخلية الكيميائية و الافرازات التى تندفع فى جسم الانسان فتسبب هذه المواد شعورا مؤقتا بالراحة والإثارة و التشويق، و الانسان أيضا يمكن أن يدمن هذا الاحساس فهى كالمسكنات أو المخدرات التى تنتج داخليا بداخل جسم الانسان و عند الادمان فان العقل يبدأ بارسال اشارات تحفيزية تدفع الانسان للبحث عن التجربة السابقة التى أطلقت هذه المسكنات فى جسمه، تماما مثل إدمان المخدرات، فيبدأ فى البحث عن هذه الوسائل حتى يتم إطلاق هذه المواد مرة أخرى فى الجسم فعلى الانسان أن يتعلم الهروب من و التجاوز لهذا الأمر عند المحفزات الأولى من الاغراء الذى قد يدفعه لهذا الأمر، فمثلا و أحيانا ترتبط هذه المحفزات بلحظات أو أشياء معينة عندها قد يحس الشاب بأنه سيذهب لفعل هذا الأمر فهو قد يحس بالحوجة للتفريغ مثلا الاثارة بسبب شئ ما، أو حتى الفراغ، عند هذا الإحساس فليذهب و ليفعل شيئا آخر يندمج مثل هواية يحبها أو قراءة القرآن، او زيارة أصدقاء، أو رياضة عنيفة، أو الاستحمام بالماء البارد مثلا فهذا الامر يحد من هذه الرغبة و لو لفترة.

أن يثقف نفسه عن أضرار هذا الأمر دينيا و دنيويا و طرق التخلص منه فمن أكبر المعوقات و مسببات التسويف هى الجهل بخطورة هذا الأمر، وأن يقرأ عن غض البصر و يسمع المحاضرات عن ذلك، و أن يدرك مدى خطورة الزنا و الفواحش و عاقبتها السيئة فى الدنيا و الآخرة.
أن يعلم الانسان أن أى جهد يبذله هو إنتصار يحققه فى هذا الدرب، و هو إضعاف لعضلات الادمان التى تضعف تدريجيا بالابتعاد عن هذه الممارسة.

من طرق التخلص عن هذا الأمر أن يضع الشخص برنامجا لمدة معينه مثلا شهر، و فيه النشاطات التى سيفعلها يوما بعد يوم و التى ستبعده عن هذه الامور، و عند انتهاء الشهر يضع برنامجا آخرا لمدة شهر ىخر و هكذا، و فى كل فترة يحتفل احتفال صغير بنجاحه فيتصدق و يحمد الله و يمكنه أن يكافئ نفسه بان يعزم أصدقائه أو زوجته إذا كان متزوجا و أبنائه.


ما الذى يجب أن تفعله الزوجة التى إكتشفت أن زوجها يشاهد هذه الافلام و الصور الاباحية؟

اللجوء الى الله سبحانه و تعالى و فورا و الصبر و التماسك،

أن تعلم أن هذه مشكلة شائعة لدى الرجال خصوصا ولكن أضرارها أقل كثيرا فى عالمنا الاسلامى حيث أن التقاليد و العادات تنكر هذا الأمر فلا يستطيع الكثير من الناس المجاهرة به أو مثلا الاشتراك فى القنوات الخليعة الفضائية كما أن الناس لديها وازع دينى فحتى فالكثيرين ممن يقعون فى هذا الأمر فهم فى محاولة جاهدة للفكاك منهه و هم يحيطونه بالسرية و التكتم و معظمهم ضميرهم يؤنبهم منه.

أن تعلم الزوجة أن وقوع الزوج فى هذه العادة لا يعنى أن الزوجة مقصرة فى حقه و لكن فى معظم الأحوال انها عادات متراكمة منذ عهد العزوبية و لم يسهل على الزوج الفكاك منها ولذلك على الزوجة أيضا الإقتراب من زوجها بأقصى ما يمكن حتى يستطيع الالتزام و الاخلاص فى محاولة ترك هذه العادات، و حتى ينطبع فى عقله أن هنالك هدفا كبيرا يستحق بذل هذا الجهد من أجله. و لكن رغم هذا يمكن للزوجة ان تبذل بعض الجهد فى التعرف على حاجيات زوجها و رغباته

و النساء هذا الأمر يسبب لهن حزنا و جرحا و يحسسن بالامتهان و الاساءة و لكن هذه المعلومات قد تساعدهن فى تفهم الأمر، و هى طبعا ربما لن تخفف من حدة غضيها أو حزنها ولكن إذا كانت الزوجة فعلا حريصة على الاحتفاظ بزوجها فعليها أن تساعده للفكاك من هذا الأمر و ذلك أساسه هو النصيحة الهادئة و بإسلوب هادئ، يعنى على الزوجة أن تبحث عن أفضل أسلوب لكى تفاتح به زوجها فى هذا الأمر و من ثم إسداء النصح إليه، فالنصيحة، ثم النصيحة و بأفضل أسلوب ممكن و من غير جدل و انفعال و عراك، باسلوب مؤثر وحنان، وعلى حسب شخصية الزوج
يمكن للزوجة من ضمن طرق إسداء النصح لزوجها أن تطبع مثل هذه المقالات أو ترسلها الى زوجها فى البريد الالكترونى، و سأحاول أن أنقل بعضها ها هنا عند الانتهاء، كما ينصح أن تحاول إضفاء الجو الاسلامى على المنزل فذلك هو الوازع الأكبر، و أيضا يمكن أن تحاول وضع جهاز الكمبيوتر و التلفاز فى مكان مكشوف فى المنزل ان أمكن ذلك.

الدعاء الى الله و التوسل اليه بأن يصلح حالها، فان الله سميع يجيب الدعاء، و الدعاء هو سلاح ما بعده سلاح، بل هو أقوى سلاح، فعليها الدعاء مع بذل جهدها للتخلص من هذذه المشكلة ثم بعد ذلك تفويض الأمر الى الله، فماذا يجدى القنوط و ماذا جدوى المبالغة فى الحزن؟ فأمر المسلم كله خير و كل مشكلة يقع فيها هى ثواب له و كفارة لسيئاته و يتعلم منه و يزداد خبرة و قوة


فى ختام هذا الموضوع سأضع مجموعة من المقالات و المواضيع المنقولة عن هذا الأمر و كل من رأى شيئا مفيدا فهو على الرحب و السعة
------------------------------------------------------------------
الوسائل العملية للتخلص من إدمان المشاهد الجنسية
---------------------------------------------------------------

يقول تعالى : " الّم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" ( العنكبوت 1-2 )
ويقول المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : " إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون . فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " ( مسلم ).

نعم إنها فتنة عظيمة إبتلانا بها الله ليقيس بها حبنا وطاعتنا له وتفضيله على رغبات النفس و غرائزها ، ولكن الله سبحانه وتعالى حدد طريقة شرعية لإشباع هذه الرغبات ألا وهي الزواج إلا أننا ولقصور منا في طاعة الله لا نكتفي بهذه الوسيلة الشرعية فيزين لنا الشيطان معصية الله و يقدم لنا المبررات لنستمر ولكن إلى متى ؟؟ ألم تحن تلك اللحظة التي نقف فنحاسب بها أنفسنا قبل أن نموت على تلك المعاصي فيحاسبنا الله فلا نجد إجابة واحدة نبرر بها ما كنا نقوم به ؟؟

أحبابي في الله لقد إجتهدت محاولا وضع أساليب عملية إجرائية على شكل دورة تدريبية للتخلص من هذا الأمر العظيم من خلال تجارب فعلية ، إضافة لما كتب عن طرق العلاج من قبل من سبقني فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ...

الخطوة الأولى حاسب نفسك !
لابد من وقفة مع النفس يقفها المرء فينظر لأحواله ويسأل نفسه : أتحبين الله ؟ فلم تعصينه ؟ كيف تتلذذين بأمر يغضب الله ؟ أتحبين الشيطان ؟ إذن لم تطيعينه طاعة عمياء ؟ لم أضعت تلك الساعات في كسب الذنوب ؟! ماذا لو مت وأنت تعصي الله ؟ أتلك هي الخاتمة التي تتمناها ؟ أتضحي بما أعده الله لك من النعيم الأبدي مقابل لذة مؤقتة يتبعها ندم قاتل ؟ أتضحي بالحور العين مقابل تلك القاذورات... ؟!! بل ربما تكون تلك التي تنظر إليها وتتلذذ بها ميته ! فكيف تتلذذ بجيفة ؟؟
هل أنت ضعيف لهذه الدرجة ؟ هل تشعر فعلا بالسعادة وأنت تعصي الله ؟ أين قوة إرادتك ؟ الشيطان يتباها بقدرته على إغوائك فهل ترضى أن تكون إضحوكة للشياطين ؟ أجب ؟؟ استمع لشريط " النفس ذلك الجبل الوعر " للشيخ / محمد حسين يعقوب – شريط " محاسبة النفس " للشيخ / عبد الرحمن العابد .

الخطوة الثانية أعلن التوبة النصوح :
أعلن التوبة فورا دون تردد أو تسويف لعلك تموت على تلك التوبة و " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ثم إقرأ هذا الحديث الصحيح يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحا بتوبة عده المؤمن ، من رجل في أرض دوية مهلكة ، معه راحلته عليها طعامه وشرابه . فنام فاستيقظ وقد ذهبت . فطلبها حتى أدركه العطش . ثم قال ك أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت . فوضع رأسه على ساعده ليموت . فاستيقظ و عنده راحلته وعليها زاده وطعامه و شرابه . فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته و زاده " ( مسلم ) .
هل تصورت هذا الفضل ؟ الله الغني عن عبادتك و عن عبادة الخلق الله الذي لم تنقص من ملكه معاصيك يفرح بتوبتك ؟؟ فأي دافع أكبر من هذا ؟؟

الآن هل أنت مستعد للدخول في حرب مع نفسك والشيطان ؟ هل تملك الشجاعة لترويض نفسك فتقودها بدلا من أن تقودك هي ؟ هل ترغب في الشعور بسعادة حقيقية ؟ ألا تريد أن تتلذذ بطاعة الله ؟ .. إذن قم باتباع الآتي :

اليوم الأول : أغلق مداخل الشيطان ..
• استمع لشريط " مداخل الشيطان " للشيخ/ عبد الله الجعيثن لتتعرف على مداخل الشيطان فتغلقها للأبد .
• قم بالتخلص من جميع المحرمات و عناوين المواقع الإباحية وما يتعلق بها من أمور وابتعد عن رفاق السوء وأماكن المنكرات واستشعر فرح الله بتوبتك ثم اكتب : " إن الله يراك " بخط أحمر على ورقة صغيرة والصقها أعلى الشاشة و ضع مصحفا بالقرب من الشاشة ، فيكونان كتذكرة لك كلما هممت بالدخول لتلك المواقع ، وليس بالضرورة أن تكتب تلك العبارة فقط بل هناك آيات وأحاديث وعبارات كثيرة يمكنك كتابتها للتنبيه فاختر أكثرها تأثيرا عليك ..
• إستمع لشريط " دمعة تائب " للشيخ / د إبراهيم الدويش و كذلك سلسلة " طريق التوبة " للشيخ / محمد حسين يعقوب( على سبيل المثال لا الحصر)
• قم في الثلث الأخير من الليل ثم توضأ و خذ سجادتك واصعد إلى سطح منزلك أطلق نظرك في السماء و تأمل خلق الله واستشعر عظمة من كنت تعصي وحجمك بالنسبة لخلق الله .. صل حسب إستطاعتك وادع الله بأن يمددك بجند من عنده يعينوك في حربك مع الشيطان وادعه بأن يسخر جوارحك لطاعته وأن لا يدع للشيطان بابا يدخل منه إلى نفسك .
• حافظ على قراءة الأذكار فإنها درعك الواقي ، وكلما هممت بالنظر للمحرمات توضأ وصل ثم استبدلها بقراءة القرآن وتدبر الآيات ، و ابتعد عن الوحدة حتى لا يستفرد بك الشيطان .

اليوم الثاني : تعرف على الموت و جهنم !
• استمع لشريط " الأماني والمنون " للشيخ/ د. إبراهيم الدويش . ابدأ بقراءة كتاب " التذكرة في أحوال الموتى والآخرة " للقرطبي . اذهب للمقبرة صل على الجنازة واتبعها واشهد دفنها و تخيل .. تفكر .. تدبر .. اتعظ .. واحمد الله فأنت لا زلت حيا فلا تضع دقيقة واحدة في معصية الله . ابحث في الكتب و الأشرطة عن عذاب القبر و أهوال القيامة و عذاب أهل النار لتعرف ما كان ينتظرك لو لم تتب .
• يمكنك الإستعانة بهذا الموقع : /

اليوم الثالث : تعرف على الجنة ونعيمها .
• استمع لشريط " وصف الجنة " للشيخ المجاهد / عمر السيف وهو شريط ممتع مشوق سيفيدك حتما ثم ابحث عن الكتب التي كتبت عن نعيم الجنة وكذلك الأشرطة فهي كثيرة ولا يسع المجال لذكرها ، لتتحمس و تتعرف على ما ستجده بإذن الله إن حافظت على استقامتك . واقرأ ما كتب عن فوائد غض البصر وستجد ما يثبتك .

اليوم الرابع : استنهض همتك !
• استمع لشريط : " علو الهمة " للشيخ / أبو إسحاق الحويني . أو أي درس عن علو الهمم .
• شاهد شريط " جحيم الروس في الشيشان " وتأمل همم هؤلاء المجاهدين الذين يبحثون عن الجنة بينما كنت منهمكا في البحث عن ..!
• استمع لشريط " ما الهم الذي تحمله ؟ " للشيخ / نبيل العوضي وراجع نفسك .

اليوم الخامس : التحدي !
• اعلم أخي أن ترويض النفس يستلزم تحديها و مخالفتها و يبدأ التحدي بالصيام وما يتبعه من آداب كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : " من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء "( أي قاطع للشهوة ) البخاري.
• ليكن لك في أخر الليل صلاة تخلو بها مع الله .. تحمده وتشكره على نعيمه الذي تعيشه وأن هداك من بعد ضلال .. تستغفره .. تتوب إليه .. تقرب وتتودد إليه تنكسر و تتذلل تعترف له بندمك على ما فات .. تتعهد إليه بعدم العودة و ترجوه الثبات .. وأنصحك بقراءة كتاب " كيف تتحمس لقيام الليل .. أكثر من 100 طريقة للتحمس لقيام الليل " لأبي القعقاع محمد بن صالح آل عبد الله وهو كتاب ممتع سيعمل على خلق دافع قوي لديك للمحافظة على قيام الليل .

اليوم السادس : اكتشف قدراتك .
• لقد خلقنا الله و جعل لكل منا قدرات خاصة أو موهبة ، فعليك بالبحث عن تلك الموهبة و كيف تستغلها في طاعة الله و تشغل بها نفسك في وقت الفراغ بدلا من أن تشغلك بالمعاصي و ابدأ بممارسة أي نشاط جسدي أم ذهني كالرياضة أو القراءة أو مجرد التفكر في خلق الله واستشعار عظمته سبحانه .
• ابحث عن الصحبة الصالحة في المسجد أو من خلال الإنخراط بحلقات تحفيظ القرآن و لا تخجل من تكوين صداقات جديدة فهؤلاء سيوفرون لك البيئة المناسبة للإستمرار بالابتعاد عن مواطن الفساد والإنشغال بالعبادات .

اليوم السابع : اعلان الإنتصار ..
أخي إن كنت قد اتبعت ما سبق و نفذت تلك المقترحات فستشعر بطعم الإنتصار على نفسك و الشيطان ستشعر بالحرية من عبودية الهوى و حلاوة الإيمان في قلبك فعليك بالإستمرار في قيادة نفسك و لتكن غايتك الفردوس الأعلى ، احفظ ما تستطيع ان تحفظه من كتاب الله واقرأ في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاصة وسير الصحابة و التابعين عامة ، واعلم أخي أن الشيطان سيتربص بك فلا تدع له ثغرة يدخل بها إلى نفسك فيفسدها وكن مع الله يكن الله معك .

أخي في الله هذا البرنامج المقترح قابل للزيادة والتمديد حسب قدرات كل شخص ولا يعني بأن الطاعات و العبادات مقصورة على تلك الأيام بل يجب الإستمرار لتتكون لديك " اللياقة الروحية " فلا تستطيع بعدها أن تعود لعبودية الشهوة والشيطان ، و بالله التوفيق




منقول للفائدة
26
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم عطاء
أم عطاء
جزاكى الله خيرا أختى
حروف
حروف
موضوع جميل شكرا لك
suzan 2001
suzan 2001
موضوع جميل شكرا لك
شئ مثل كذا
شئ مثل كذا
أي أي أي والله صادقه

جزاك الله خيرا
today
today
جزاكى الله خيرا أختى