ذئبه صغيره

ذئبه صغيره @thybh_sghyrh

محررة برونزية

إدمان الانترنت ... مشكلة عالمية وطريقةة حل صينية !!!

الملتقى العام

أصبحت مشكلة إدمان الإبحار على الإنترنت لساعات طويلة مشكلة حقيقة تواجه عشرات الملايين من المستخدمين حول العالم. وكمثال1 واحد سنتحدث عن الصين التي أصبحت تحت تأثير ثقيل لإعصار الإنترنت الذي عصف بكل أرجاء الأرض. فحالياً هناك أكثر من 2 مليون من مراهقي الصين يصنفون أنهم تحت إدمان شديد للإنترنت حيث يقضون ساعات طويلة يومياً في الألعاب ومختلف أنواع الإبحار التي لا تخلو من الأمور الإباحية والمحادثات الفاضحة والمخلة بالأخلاق.
بعد تفاقم هذه المشكلة في الصين، بدأ ظهور مراكز علاجية، منها مركز "داكسين" في أحد ضواحي بكين العاصمة، وهو نادي يوظف برامج التدريب العسكرية من أجل إعادة هؤلاء المراهقين للتوازن والإرتباط بالواقع، ويشرف عليه فعلياً أحد ضباط الجيش حيث أن البرنامج يتبع مستشفى بكين العسكري.
وبالرغم من عدم وجود إتفاق حول وسائل تقويم إدمان الإنترنت إلا أن الآثار واضحة المعالم، فمعظم جرائم الأحداث حالياً في الصين هي مرتبطة بالعنف الذي يتعلمونه من الإنترنت. وأحد الأمثلة على ذلك هو حكم الإعدام الذي أصدرته أحد المحاكم في مدينة شنغهاي على شخص قام بقتل آخر بسبب إستيلائه على سيفه الوهمي خلال أحد الألعاب على الإنترنت!
تكلفة العلاج تقارب 1300 دولار شهرياً، وهو مبلغ بالكاد يستطيع أن يجمعه بعض الصينيون بعد عمل شاق لمدة عام. ومع إرتفاع تكاليف العلاج فإن المشكلة لم تفرق بين الإغنياء أو الفقراء، كما أنها تجاوزت النطاق الجغرافي لأي منطقة، فإمكانية إنتقال العدوى موجودة لكل شخص يتصل بالشبكة العالمية.
بعض المختصين يرى أن السبب خلف هذا الإدمان يكاد يتركز حول الضغوط التي يواجهها الأحداث والمراهقين خصوصاً في دول مثل الصين. فبوجود منافسة مهولة على فرص العمل وتوفير لقمة العيش، يضغط أولياء الأمور بطريقة مبالغ فيها على أبناءهم وبناتهم من أجل رفع مستواهم العلمي والدراسي والذي يعتبر من أثقل الأنظمة الدراسية حملاً.
وإذا تجاوزنا حدود الصين، سنجد أن مشكلة الإدمان على الإنترنت هي ظاهرة عالمية تتفاوت أسبابها. وبرأيي الشخصي أن السبب الرئيسي خلف الكثير من أنواع الإدمان هو إختلال التوازن بمختلف صوره؛ وكذلك وجود النقص، أو لنقل ربما الجوع الشديد في بعض الأحيان؛ لإحتياجات أساسية مثل الحنان والإهتمام والتوجيه أو الغرائز، ويشمل مختلف الفئات العمرية والجنسين، وليس مرتبطاً بفئة المراهقين فقط. مما قد يولد إحتياجات عارمة لا يجد الكثيرين متنفس أو مورد لسدها إلا من خلال إساءة إستخدام الوسائل المتوفرة أو التوجه إلى المواد المخدرة. بل قد يولد ذلك فراغاً وضياعاً فكرياً يؤدي بالبعض إلى الإنحراف الفكري الذي ربما يستفحل إلى مستويات تضر بالمجتمع أو بالدول على نطاق واسع.
والمثال الذي انتشر بصورة واضحة هو السلوكيات الغير منضبطة لدى المراهقين التي كثيراً ماتكون أسبابها تتمثل في نقص العاطفة أو بسبب الضغوط النفسية التي يواجهونها. ومع غياب التوجيه الصحيح يتم تنفيس هذا الإختلال على شكل سلوكيات سلبية تزيد من إختلال التوازن وتزيد من مشاكلهم العضوية والنفسية. والعلاج الحقيقي هو وجود الرعاية الجادة والحب الصادق الإيجابي والتوجيه الحازم وسنجد أن غالبية هذه الصور السلبية تتلاشى ويستعيد الشخص توازنه وبالتالي يستطيع أن يوجه طاقاته بصورة إيجابية وبناءة ويصبح فرد صالح في المجتمع.
والبرنامج العلاجي الذي استخدمه مركز داكسين هو مثال واقعي على ذلك، فمن خلال التركيز على نظام حياة متوازن ومطعم بالحركة والرياضة والتربية السلوكية الجادة والإشراف اللصيق الحازم المطعم بالحب والرغبة الحقيقية في رعاية هؤلاء المراهقين كانت نسبة نجاحهم في كسر إدمان الإنترنت تجاوزت 70% من الحالات. (يان لين لي) طالب جامعي في الثامنة عشرة من عمره، تدهور مستواه الدراسي بشكل كبير بسبب ألعاب الإنترنت؛ يصف كيف أصبح أسير أوهام وإدمان هذه الألعاب بقوله "تدريجياً أصبحت مهووساً" ولكن بعد عدة أسابيع قضاها في مركز داكسين العلاجي، أستطاع أن يخرج من دوامة وسراب وعلق بقوله "أدركت خواء ألعاب الإنترنت".
وأظن أنه من الواقعي أن نقول أن الإنترنت هي ذات أثر عظيم، إن أساء الإنسان إستخدام هذه النعمة فستفتح له باباً إلى الجحيم في الدنيا من جراء الخسائر المادية والنفسية والإجتماعية، وقد يتردى الإنسان في هذه السلبيات حتى تهوي به في جحيم الآخرة.
وقد يفتح للشخص باب للنعيم، سواء في الدنيا على صعيد النجاحات المذهلة للعديد من المشاريع التجارية، وكذلك في الآخرة، فبعض المشاريع الدعوية استفاد منها ملايين المسلمين حول العالم وكانت في بدايتها إجتهادات فردية بارك الله عز وجل فيها حتى أصبحت مشاريع كبيرة على الإنترنت.
وبين هذا وذاك؛ ليس لدى المرء خياراً أقل من أن يستفيد بقدر حاجته من هذه الوسيلة وينشد السلامة ما أمكن، لنفسه ولمن يرعاهم، قال صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"2 . والوقاية هي خير من العلاج ؛ وتدارك إساءة استخدام أو وجود سلوكيات غير مقبولة في مهده يكون من أفضل أسباب العلاج بإذن الله وهي مسؤلية وأمانة في أعناق الجميع، سواءً تجاه أنفسهم أو رعيتهم.

________________________




1- المصدر Reuters - Game over for China's net addicts - Mon Mar 12, 2007 11:26am ET
2- من حديث عبدالله بن عمر في صحيح البخاري

...... من موقع الأستاذ حسن البشل.....
2
629

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

@ لا لليأس @
@ لا لليأس @
شوووووووووكرن يالغلا
نجمة**القمر
نجمة**القمر
اجارنا الله من الادمان الا على طاعته