إذا أردت راحة البال فهلمي !!!!!

الملتقى العام

من البلاء على المؤمن أن يدعو فلا يجاب , فيكرر الدعاء ويبالغ فيه , فتطول المدة فلا يرى أثراً للإجابة .
ومن هنا يجد الشيطان فرصته , فيبدأ بالوسوس له , وإساءة الظن بربه , وإيقاعه بالإعتراض على حكمته .
فينبغي لمن وقعت له هذه الحال ألا يختلج في قلبه شيء مما يلقيه الشيطان , ذلك أن تأخر الإجابة مع المبالغة في الدعاء يحمل في طياته حكماً باهرة , وأسراراً بديعة , لو تدبرها الداعي لما دار في خلده تضجر من تأخر الإجابة .

وهذه بعض الحكم والأسرار والتي يحسن بالمؤمن أن يتدبرها :

1 ) أن تأخر الإجابة من البلاء الذي يحتاج إلى صبر :
فتأخر الإجابة من الإبتلاء , كما أن سرعة الإجابة من الإبتلاء .
قال تعالى { ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون }
فلا تيأسن من روح الله وإن طال البلاء .
قال عمر بن عبد العزيز " أصبحت ومالي سرور إلا في انتظار مواقع القدر , إن تكن السراء فعندي الشكر , وإن تكن الضراء فعندي الصبر "
2 ) أن الله عز وجل هو مالك الملك :
فله التصرف المطلق بالعطاء والمنع , إن أعطى فبفضل وإن منع فبعدل .
3 ) أن الله عز وجل له الحكمة البالغة :
فلا يعطي إلا لحكمة , ولا يمنع إلا لحكمة .
فتأخر الإجابة قد يكون عين المصلحة للداعي .
4 ) قد يكون في تحقيق المطلوب زيادة في الشر :
فربما تحقق للداعي مطلوبه , وأجيب له سؤله , فكان ذلك زيادة إثم , أو تأخير عن مرتبة , أو كان ذلك حاملاً على الأشر والبطر , فكان التأخير أو المنع أصلح .
5 ) أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه :
وهذا سر بديع يحسن بالعبد أن يتفطن له حال دعائه لربه , ذلك أن الله عز وجل أحكم الحاكمين , وأرحم الراحمين .
ولو مكنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علماً وإرادةً , وعملاً .
فإذا سلم العبد لله , وأيقن بأن الملك ملكه , والأمر أمره , وأنه أرحم به من نفسه ـ طاب قلبه , قضيت حاجته أو لم تقضَ .
ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه , فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به , وإلا جري عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به .
6 ) أن الإنسان لا يعلم عاقبة أمره :
فربما يطلب مالا يحمد عاقبته , وربما كان فيه ضرر , قال تعالى { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم }
ولهذا من لطف الله تعالى لعبده أنه ربما طمحت نفسه لسبب من الأسباب الدنيوية , التي يظن بها إدراك بغيته , فيعلم الله أنها تضره , وتصده عما ينفعه , فيحول بينه وبينها , فيظل العبد كارهاً ولا يعلم أن ربه قد لطف به , حيث أبقى له الأمر النافع , وصرف عنه الأمر الضار .
7 ) الدخول في زمرة المحبوبين لله عز وجل :
فالذين يدعون ربهم , ويبتلون بتأخر الإجابة عنهم ـ يدخلون في زمرة المحبوبين , المُشرَّفين بمحبة رب العالمين , فهو سبحانه أذا أحب قوماً ابتلاهم .
8 ) قد تكون الدعوة مستجابة دون علم الداعي :
فإذا أتى الإنسان بأسباب الإجابة , وسلم من موانعها , فالداعي لا يخلو بأن يستجاب له دعاؤه فيرى أثره في الدنيا , أو لا يستجاب له لوجود أحد موانع الدعاء , أو أن يستجاب له ولكن لا يرى أثراً للإجابة في الدنيا وإنما يؤخر له من الأجر مثل دعوته يوم القيامة , أو أن يصرف الله عنه من السوء مثل دعوته وهو لا يعلم .
فلماذا لا يحسن العبد ظنه بربه ويقول : لعله استجيب لي من حيث لا أعلم ؟ .
9 ) قد يكون الإنسان سد طريق الإجابة بالمعاصي :
ولو فتحها بالتقوى لحصل مراده .
أما علم أما علم أن التقوى سبب الراحة , وأنها مفتاح كل خير ؟
أما سمع قول الله عز وجل { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب } .

:26: أخواتي الغاليات أحبكم في الله تعالى وأسأل الله أن يجمعنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله .
2
631

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عصفوره مشاكسه
الحمد لله على كل شي راضين بالي كاتبه الله
منتظرة فرج الوهاب
احبك الذي احبتينا فيه

جزاك الله خير