إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكَهَم

بسم الله الرحمن الرحيم

قد لا أكون الوحيدة التي اشتكي من هذه المشكلة، قد أكون واحدة من بين الكثيرين والكثيرات، اللذين تصيبهم غصة من حال الأمة، من الضياع الذي تعيشه، من الابتعاد عن الدين في كثير من الأمور، من الخيانات الزوجية، من المعاكسات، من قلة الحياء، من الكثيير والكثيير من الأمور المشابهة..
انا حالتي كادت تصل إلى درجة الإكتئاب، حتى سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الرجل : هلك الناس ، فهو أهلكًهًم ))
ياااه، الهذا الحد، اخذت أفكر، نعم، أنا أهلك الناس، وماأدراني بذنوبي وقد انشغلت عنه بذنوب غيري، ياإلهي إرحمني واغفر لي خطاياي..
إن لكل زمان فتنه، وفتنة زماننا والتي تضعف الدين بيننا هو الانغماس في الملذات والمتع، والبحث عنها، قد تكون الفتنة شديدة، لكن تخيلوا فتن الذين سبقونا، حينما يقطع المؤمن شقين بالمنشار لارهاب الناس من الدين، وعندما تحفر الأخاديد، تشعل فيها النيران، إما أن ترتد وإما أن تلقى في النار، عندما توضع الصخرة الكبيرة على الصدر العاري على أرض رمضاء في عز القيظ.. إن فتنة الخمر والنساء، الربا الحلال، تضييع الأوقات بما لايحصل الأجر، كلها فتن زماننا، لكن هل كنا سنحتمل فتن من سبقونا؟؟
ثم جاء موضوع لأم عمر، جزاها الله خيراً كل الخير ولها الدعوة من قلبي..
هو عن دائرة الهموم ودائرة التغيير
أضع لكم عنوان الموقع وفيه التفاصيل كلها:
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?p=11477268#post11477268

دائرة الهموم وفيها كل همومك، هموم نفسك وهموم المجتمع وهموم العالم، وفيها دائرة التأثير، الهموم التي يمكن أن تؤثري فيها

إذا كان تركيزك على الهم الذي لايمكنك تغييره، فستنكمش دائرة التأثير، أي انك لن تؤثري حتى على محيطك القريب ربما، وهنا يكون الهلاك الذي قصده الرسول – صلى الله عليه وسلم-

إذا كان الهم الذي تحملينه هو هم المجتمع فهو أمر طبيعي، فنحن جزء من المجتمع، ولابد أن نحمل همه، لكن لاتدعي تفكيرك مركزاً على مشاكل المجتمع التي لايمكن تغييرها بين يوم وليلة، والتركيز عندما يكون فيما يمكن تغييره، من أنفسنا، وأطفالنا وبيوتنا، فهو التأثير الأكبر الذي سيحدث في المجتمع.
تخيلي أنك تريدين إشعال فحماً، فماذا تفعلين؟؟
تشعلين جذوة صغيرة، وما إن تشتعل حتى تبدأي بالنفخ فيها وهف الجذوة ((بالمهفة)) أو المروحة، تستمرين بهذا العمل حتى تشتعل فحمة أخرى تتبعها جمرات وحتى يشتعل الجمر كله، هذا مايحدث إذا بدأت بنفسك، تشتعلين ايجابية ونشاطاً وتصيبين غيرك بهذه الايجابية، حتى ينتشر الخير في المجتمع كله..
.
وتكبر دائرة التأثير:

لا تقولي أنا لوحدي لن أصنع شيئاً، ابدأي بالتغيير وستري ماحولك يتغير، ماشاء الله في هذا المنتدى رأيت من الخير الكثير، ورأيت من النساء العاقلات المثقفات واللاتي قد يحدثن تغييراً للمجتمع كله، ابدأي من الآن بحمل هذا الهم، إصلاح مابينك ومابين الله، ولاتري نفسك (كما فعلت أنا) بأنك أفضل من الباقين، وانك لاتحتاجي إلى التغيير، وان المجتمع سيء وانت الجيدة من بينهم، فلكل منا عيوبه، وأكبر عيب في الانسان أن يقول (أنا ماعندي عيب)..
إن الخير موجود في امة محمد إلى يوم القيامة بإذن الله، وما نحتاجه هو تفعبل الخير..
أتمنى أن يصل الموضوع إلى قلوبكم
وادعوا الله لي بأن يطهر قلبي من المعاصي والهموم..