تساقط

تساقط @tsakt

عضوة نشيطة

إضاءة بسيطة حول **صاحبة الحريرِ الأَخْضَر**

الأدب النبطي والفصيح

بدءًا ...

" صاحبة الحريرِ الأَخْضَر " كتابٌ نثري ، للأديب الدكتور | عبدالرحمن العشماوي، بين جنباته 244 صفحة .

* * *

بين طيات الزمن أحْداثٌ جمّة ، شيء منها ضوء ، وشيء آخر ظلمة ..
ويبرز لنا ضوء باهر سطع ذات ضوء ، ولا زال ساطعًا ، وسيظل يمدنا بالضوء إلى أن يشاء الله .

هذا ما أقوله عن صاحبة الحريرِ الأَخْضَر " الضوء " ..
فماذا يقولُ هو ؟

( يالها من صورة مشرقة ، تستحق أن تنقش على سويداء قلب كل امرأة ، وياله من وجه مشرق يستحق أن يختص بقول الشاعر :
يزيدك وجهـــــه حسنًا *** إذا ما زدته نظرا

مثال حي للمرأة التي تسمو بدينها ، وخلقها ، وعلمها ، وثقافتها ، وذكائها ، وشموخها وهمتها ، وورعها وعفتها ، وشمول نظرنها ، وبلاغة منطقها وفصاحة كلمتها .

مثال حي تبرز صورته المشرقة أمام كل فتاة مسلمة تريد أن تحقق النجاح في حياتها على هدى من الله وبيان )

فمن هي تلك الضوء ؟ ..
لمن يعرفها أو عرفها ، أكمل أضاء الله حياتك..
ولمن لم يعرفها بعد : أكمل رعاك الله..

* * *

هي إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، أبوها (هو الرجل الأول الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم " نعم " بملْء فيه ، ثم لم يقل بعدها " لا " أبدًا) ..
كانت أكثر من روى الأحاديث عن النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ..
( وقد اتصلت اتصالا قويًا بوحي السماء ، من خلال أبيها أولا ، ثم من خلال زواجها المبارك من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أكرمها الله سبحانه وتعالى بالدخول إلى بيت النبوة من أوسع الأبواب ، وزادها ربها إكرامًا بدخولها إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبحت أحب زوجاته إليه )

وقد توفيت سنة ثمان وخمسين من الهجرة المباركة ..

إنها عائشة رضي الله عنها ..

* * *

ولكن ، لمَ كانت صاحبة الحرير الأخضر ؟..
( لقد عرض جبريل عليه السلام صورتها في خرقة خضراء في المنام لما توفيت خديجة وقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ) ..
ولطيف من المؤلف أن يختار من خيوط هذا الموقف اسمًا لمؤلفه ؛ كونه قد ميز سيدة الطهر ، وتشويقًا للقراء .

* * *
وفي هذا الكتاب لفتة إلى جانب مشرق لم يأخذ حقه ؛ لفتة لبيان أم المؤمنين " الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة " كما يقول مسروق إذا روى عنها .

* * *

بيان ناصح ، ووصف دقيق ، وأسلوب سلس ، وانتقاء لألفاظ تناسب المعنى ، كل ذلك يتجلى لنا من خلال قراءة نصوصها ورواياتها للأحاديث ، وقد أورد لنا المؤلف شواهد كثيرة تدل يقينا على ذلك ، خاصة في حديث الإفك الذي قد أفرد له فصلا خاصا ، يقول : ( حديث الإفك برواية صاحبة الحرير الأخضر نص أدبي جليل القدر ، رفيع المكانة في مراتب البلاغة والبيان ؛ فهو ( جميل العبارة ، مشرق البيان ، بديع التصوير ، متماسك الأجزاء ، متكامل الجوانب ، حديث أدبي يعجب ، ويمتع ، ويرضي كل متذوق للأدب الراقي )
وأذكر ها هنا مثالاً يجلي لنا لغتها الراقية ، ودقة التعبير ، وقد روته هي بنفسها : عن عائشة –رضي الله عنها- قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرف غضبك ورضاك إذا كنت راضية ، قالت : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال :" إذا كنت راضية قلت : بلى ورب محمد ، وإذا كنت ساخطة قلت : لا ورب إبراهيم ، قالت : أجل ما أهاجر إلا اسمك " .

* * *

وشأنها مع الشعر شأن ذو " شأن " ..
أوليس هو ( نبع اللغة الذي تفرعت منه أنهارها ، وامتدت عبر القبائل العربية تسقي منابت شجر الفصاحة ، وتروي مشاتل أزهار البلاغة ، وتغسل الشواطئ من كل كلمة نابية ، أو لحن مشين ).
ويخبرنا عروة بن الزبير أنها ربما حفظت من الشعر ستين بيتًا أو أكثر من أول سماعها ، وما يبرز عنايتها بالشعر ما روي عنْها :" روا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم " ..
قوْلٌ سدِيد يحْتَاجُ إلى تطبيق في هذا العصر ..
أيضًا ..
في استشهادها بأبيات شعرية في مواقفَ عدة " انظر صفحة 44 - 46 " .
بالفعل لهي موْهبة فذة حق لها ما كان من التميز والنبوغ ، وما يبهرنا أكثر تميزها في مجالات عدة "القرآن|| السنة||الشعر || الطب || الأنساب .. " مما أهلها للدور الكبير الذي قامت به ..

* * *
( |||||||| شـــــــــــــــــواهد قصِيــــــــــــرة |||||||| )

# أخبرت عائشة رضي الله عنها : أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخل من أعلاها ، وخرجَ منْ أسْفَلها .

# قالت : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بينَ أمرين إلا اختارَ أيسرهما مالم يكنْ إثْمًا .

# قالت : إذا تمنى أحدكم فليكثر ؛ فإنما يسأل ربه .


( هذه شواهد مختصرة كلها صحيحة كما وردَ في كتب الحديث .
فيها تنويع في الموضوع ، واختصار في العبارة ، وفطنة ودراية بالكلمة وقيمتها ، وفيها علم غزير ، فإذا كنا نعلم أن عائشة رضي الله عنها – كما أخبرت عن نفسها – تزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرها سبع سنين ، ودخل بها وعمرها تسع سنين ، وتوفي عنها وهي دون العشرين ، فإننا سنقول : سبحان الله العظيم الذي وهبها هذه المواهب ، وأكرمها بهذا المقام الرفيع ) .

* * *

في نهاية الكتاب ، قصيدة من نظم شاعرنا المؤلف ؛ رسالة إلى أم المؤمنين يشكو لها الخيوط المقطعة ..

يقول :

أمـــــاه أمــاه دَمْعُ العيْنِ سيّــالُ
وخَاطري في دروبِ الحزن رحّــــالُ
أمــاه أمــاه ما زالت تــؤرقنـــي
هموم عصْــري ففي الأعْمَاق زلــزالُ
قصَــائدي لمْ تزلْ تجــري على نسق
من الوفـَـاء لأسلافـِـي وَمَا نـالــوا
بَيْنِــي وبَيْنك آكـــــام وأوْديــة
من الدّهــورِ ، وآثـار أطْـــــلالُ
وبيْنـــنا جسر إيمَـــانٍ عبــرْت به
وفي الطـريق مَفَـــازَات وأهْـــوالُ

إلى أن يقول :

هنا رأيتُ خيـــــوطَ النّــور أسْعَدني
نسِيجـــها ، ولثوْبِ الفجــر إسْبـالُ
تحدث الفجر ، أنْــــهار الضياء جرت
وللشــعــاع حكــايات وأمـثــالُ
يا أيها المشتكي ، عيْنــــاك منطقـة
للحزن فيها مســـــافات وأطْــوالُ
لا تنسَ أن خطا هـــذا الوجــود ، لها
في علْم خالـــق هذا الكون آجــــالُ
نريدُ شيئـا ، وننســى أن خالقــــنا
لما يريد بهــذا الكــــون فعـــالُ

كنت سأضع أبيات من مواضع متعددة ، ولكن أحسست بأن كل بيت مرتبط بالآخر ، فقلت أعرضها هكذا .

* * *

أرْجُو أنْ أكـــــــــون قدْ وفقت في إبراز هذه اللمحات ،،،

ختــــــــــــــــــــــامًا :::


هي دعوة :)
اقرأن حياة كشمسٍ مشرقة ..




* * *

مع تحيتي ، وودي ....

.
.
.
.
.
.
ملحوظة :
مابين القوسين الكبيرين من كلام المؤلف .

* * *
6
736

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سكارلت
سكارلت
إضاءة قيمة وممتعة بصدق

بارك الله فيك غاليتي تساقط

وعودا حميدا
تساقط
تساقط
أهلا بك عزيزتي ..

حييت ..

وأشكرك كثيرا على المرور العطر ،

لكِ وردة تفوح عطرًا ..

كوني بخير ..

...
بحور 217
بحور 217
أول ما فعلته كتبت عنوان الكتاب لأبعث من يشتريه لي ....


إضاءة مباركة يا تساقط ....


وغنيمة جديدة من غنائم قلمك ....


ننتظرك دوما
حفنة ضوء
حفنة ضوء
إضاءه أكثر من رااائعه ...
كم يروق لي القراءه لهذا للأديب ....
اختيار موفق ...

بارك الله فيك ياتساقط ....


دمتِ بود ...
**مرفأ**
**مرفأ**
اختيار رائع بالفعل

سأعود لأقرأ على مهل

موفقة ياغالية