

إن طريق الدعوة إلى الله طريق إلى الجنة لذا فهو محفوف بالمكاره ، لا يستمر في المسير في المسير عليه إلا ، الجادون ،
قال فيه إبن القيم رحمه الله : (أين أنت والطريق تعب في بن آدم ، وناح من أجله نوح ، ورمي في النار الخليل
، واضطجع للذبح إسماعيل ، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ،
وعالج الفقروأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم ).

هذا هو طريق الأنبياء ومن حمل الرسالة وسار على نهجهم من الدعاة والصالحين من بعدهم ، ومع وعورته ، وقلة الثابتين عليه
فلن تخالج صدورنا رعشة خوف ، أو هزة رعب ؟ لا وألف لا ،
لأنه ثمة صوت يشد على أكفنا ويقوي عزائمنا صوت من جانب الأفق يدوي قائلاً :
((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))
- آل عمران : 139-
أعلون منزلة ، أعلون قيماً ، وأعلون منهجاً ، أعلون لأن ارتباطنا سماوي علوي بربنا ،
فالصدارة والرفعة مكان شاغر حتى نأتيه ، لأنه باختصار : مكاننا الذي يجب أن نكون فيه!!

أما واجبنا ووظيفتنا الحقيقة فهي أن ننقل البشرية من براثن الجاهلية في أشكالها المتعددة ،
إلى رياض الإسلام وأن نبصرها للهوة السحيقة التي حفرتها أسنة الحضارة الغربية الزائفة .

نحن لا نملك عصا موسى عليه السلام وليس بأيدينا خاتم سليمان لكي نحقق الهداية للبشرية
لكن الذي نملكه هو العمل لهذا الدين والاجتهاد كل قدر استطاعته وحسب موضعه الذي يشغله ،
فإذا ما عملنا واجتهدنا فلسنا مسؤولين عن الثمرة ، وليست بأيدينا النتائج النهائية ،
إنما نحن نقدم ما نستطيع ، والله بحكمته يقدر مايشاء ،
هذا هو الميزان الذي به نحاسب أنفسنا لا يضيرنا أنا على الدرب قليل ،
ولن نشتط غضباً إذا نادينا الناس : الطريق من هاهنا ، فسلكوا فجاً غيره .

سنسير ونحن ننشد ما قاله الشاعر :
عجبت لهم قالوا : تماديت في المنى وفي المثل العليا والمرتقى الصعب
فـــاصــــبر ولا تجـــهد يراعـــك إنما ستبذر حباً في ثرىً ليس بالخصب
فقلت لهم مهلا فما اليـــأس شيمــــــتي ســـأبذر حبي والنبات من الــــرب
إذا أنـــا بلغـــت رسالتـــــي جــــــاهدا ولم أجد السمع المجيب فما ذنبـــي

أما الركن الذي إليه نأوي فهو ركن شديد تكلؤنا عناية الله عز وجل يراقبنا ، ينظر إلينا يدافع عنا
قال الله تعالى : ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) – الحج 38 –
سنظل نبتسم للكروب ونقبل جبين الحتوف ، فمن رحم الظلام سيولد الفجر بإذن الله .
مقتبس من مجلة البيان

حياك الله اختي الغاليه.... وريف...
وياهلاومرحبا فيك.
موضوع راااااائع جداً
بارك الله فيك وسدد خطاك وجعلك مباركه اينما كنتِ.
محبتك في الله
ورده الجوري
:26: