إن معاملة الاطفال وتربيتهم واكتشاف ووقايتهم من مشكلات المستقبل وحماية المجتمع وأنفسنا من مشكلاتهم , وشعورهم بالسعادة وشعورنا بالسعادة معهم , كل هذا يتوقف على معرفتنا بميولهم وفهمنا لها.
والشئ الذي نلاحظه ونشعر به ان ميول الاطفال تتعارض مع ميولنا. ذلك لان بيوتنا واثاثها ومحتوياتها خلقت للكبار ولم تخلق للاطفال , فطبيعي جدا الا يجد الاطفال حول الكبار المحيطين بهم مايشبع ميولهم. ولهذا يُقال أن تربية الاطفال - خصوصا في الظروف الحاضرة - أمر شاق جداً.
ولكن إذا عرفنا شيئاً عن ماهية الميل , وعن كيفية ظهور الميول ونموها وكيفية كشفها ومعرفة انواعها واتجاهاتها فاننا لاشك نريح الاطفال من عنائنا ونريح انفسنا من عناء الاطفال , ونسعد ونسعدهم , وينمون وننمو نحن معهم .
فإذا اردنا لابنائنا تربية سليمة فلنتعرف على ميولهم وكيف ننميها عندهم . أرجو ان تكون هذه الدراسة مفيدة وممتعة للجميع ولنبدأ بتعريف الميل
:) :)
زهرة برية @zhr_bry
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تــــغـــيـــر الـــمــيــــول
تتطور ميول الاطفال من العابهم التخيلية في سني حياتهم الاولي إلي الألعاب الجماعية وإلي عمل الاشياء وصنعها ... وإلي الاهتمام بما يجري خارج المنزل . وتتميز مرحلة ماقبل البلوغ بما يظهر عند الطفل من حب الاستطلاع والميل إلي التساؤل عن الاشياء الكثيرة التي توجد حوله ... وتتوالي هذه الميول كلها واحداً في إثر الآخر في تتابع سريع .
وفي حوالي سن الخامسة عشرة تأخذ ميول الاطفال في الاستقرار ... ومع أن التغير فيها يظل عملية مستمرة إلا أن التغيرات التي تبدو في معظمها تكون في الناحية التعبيرية أكثر منها في اساس الميول ذاتها ... فمثلا الأولاد يعبرون عن ميلهم للنشاط الخارجي أو الخلوي بالذهاب للصيد أو الخروج في معسكرات فعندما يكبرون يعبرون عن ذلك الميل نفسه بالعمل في تنسيق الحدائق أو القيام بالرحلات والزيارات ... وكذلك الفتاة التي تعبر عن ميلها لرعاية الاطفال في سن الخامسة عشرة بالعناية بإخوتها الصغار تعبر عن هذا الميل نفسه عندما تكبر بالعمل في مهنة التدريس للاطفال
أهــــمـــيـــة مــــســــتـــوي النـــضـــج
لايتذوق الطفل في سن الرابعة أو الخامسة جمال قطعة موسيقية عالمية , ولايصح أن نتوقع منه ذلك , إذ أننا نعرف أن الطفل في هذه المرحلة يطرب لسماع الموسيقي والاغاني البسيطة المناسبة لمستواه . ويزداد نضجه وميله للموسيقى كلما نما وكبر اذا اتيحت له الفرص لأن يستمع ويتعلم الموسيقى . والطفل لايستطيع أن يتعلم اي نوع من النشاط مالم يكن قد وصل الي المرحلة الكافيةمن النضج الذي يناسب ذلك النشاط , سواء كان ذلك النشاط من نوع تنسيق عقود الخرز مثلا أم بناء بيت للعروسة , أم تعلم نشر الخشب بالمنشار مثلا . ولا يصح أن نتوقع منه أن يميل لنشاط معين من النوع المناسب لمن يسبقونه في النضج .
وقد أوضح هذه النقطة الدكتور أرنولد جزل الذي قام بدراسات تتبعية دقيقة لتطور نمو الاطفال بالعيادة السيكولوجية التابعة لجامعة " ييل " حيث اثبت أن الطفل في سن الخامسة يميل إلي التسجيلات الموسيقية أكثر من ميله لسماع الراديو . وإنه يميل إلي الانصات طويلا لنفس النغمات المتكررة التي تسجل لاصوات الاطفال ... ولكن ميله لسماع الراديو يزداد عندما يبلغ سن السادسة ... ويكون ميله للاحاديث الكلامية أكثر من ميله للبرامج الموسيقية ... وعندما يبلغ سن السابعة يظهر ميله للاستماع للقصص المملوءة بالمغامرات والبطولة .... وعندما يبلغ التاسعة يزداد ميله للقصص والحكايات التي تتصف بالغموض وتتطلب البحث والاستقصاء كتتبع المجرمين والبحث عن الهاربين ... وعندما يكبر يتحول ميله للاستماع لانواع اخري من البرامج ... ويتوقف ميله للبرامج المختلفة بعد ذلك على عوامل كثيرة كالسن والقدرات العقلية والمؤثرات المدرسية والمنزلية وغيرها .
ومن الامثلة الأخري ان الطفل يميل لأن نقرأ له ليستمع في سن الخامسة , ولكنه عندما يبلغ التاسعة يفضل أن يقرا هو بنفسه ... وهذا يوضح لنا كيف يؤثر النضج على القدرة وكيف أن القدرة تؤثر بدورها على الميل ... فكون الطفل يستطيع أن يقرأ بنفسه في سن التاسعة يؤثر في ميله الخاص للقراءة والاطلاع .
الـــنــــضـــج ومــــدي الانـــــتـــبـــاه
يؤثر النضج على مظهر آخر من مظاهر الميل وهو طول المدة التي يستطيع الطفل فيها أن يواصل العمل في نشاط معين ... ففي سن الرابعة مثلا يتعب الطفل بسرعة من لعبة معينة فيتركها إلي غيرها ... وعندما يكون عنده عدد من اللعب نجده ينتقل بينها ويتبادل اللعب بها كلها واحدة بعد الأخري .
ولكن مدي الانتباه يزداد بالتدريج كلما كبر الطفل وترعرع ... فعندما يبلغ السادسة عشرة يستطيع أن يركز إنتباهه في نشاط معين مدة طويلة ويستطيع أن يعاود مواصلة العمل فيه حتى ينتهي منه .
الــــجــــو الإنــــفــــعـــالـــي
المديح والتشجيع عند القيام بعمل جديد – أو النجاح فيه – يشجع الطفل على مواصلة الميل إليه ... أما التعنيف والفشل يؤديان إلي تثبيط الهمة ... فن يستطيع الشخص أن يواصل العمل في نشاط معين في مواجهة التعنيف والفشل مالم يكن على درجة كبيرة من النضج ومالم يكن عنده الدافع القوي لمتابعة ذلك العمل .
وللحديث بقية :) :)
تتطور ميول الاطفال من العابهم التخيلية في سني حياتهم الاولي إلي الألعاب الجماعية وإلي عمل الاشياء وصنعها ... وإلي الاهتمام بما يجري خارج المنزل . وتتميز مرحلة ماقبل البلوغ بما يظهر عند الطفل من حب الاستطلاع والميل إلي التساؤل عن الاشياء الكثيرة التي توجد حوله ... وتتوالي هذه الميول كلها واحداً في إثر الآخر في تتابع سريع .
وفي حوالي سن الخامسة عشرة تأخذ ميول الاطفال في الاستقرار ... ومع أن التغير فيها يظل عملية مستمرة إلا أن التغيرات التي تبدو في معظمها تكون في الناحية التعبيرية أكثر منها في اساس الميول ذاتها ... فمثلا الأولاد يعبرون عن ميلهم للنشاط الخارجي أو الخلوي بالذهاب للصيد أو الخروج في معسكرات فعندما يكبرون يعبرون عن ذلك الميل نفسه بالعمل في تنسيق الحدائق أو القيام بالرحلات والزيارات ... وكذلك الفتاة التي تعبر عن ميلها لرعاية الاطفال في سن الخامسة عشرة بالعناية بإخوتها الصغار تعبر عن هذا الميل نفسه عندما تكبر بالعمل في مهنة التدريس للاطفال
أهــــمـــيـــة مــــســــتـــوي النـــضـــج
لايتذوق الطفل في سن الرابعة أو الخامسة جمال قطعة موسيقية عالمية , ولايصح أن نتوقع منه ذلك , إذ أننا نعرف أن الطفل في هذه المرحلة يطرب لسماع الموسيقي والاغاني البسيطة المناسبة لمستواه . ويزداد نضجه وميله للموسيقى كلما نما وكبر اذا اتيحت له الفرص لأن يستمع ويتعلم الموسيقى . والطفل لايستطيع أن يتعلم اي نوع من النشاط مالم يكن قد وصل الي المرحلة الكافيةمن النضج الذي يناسب ذلك النشاط , سواء كان ذلك النشاط من نوع تنسيق عقود الخرز مثلا أم بناء بيت للعروسة , أم تعلم نشر الخشب بالمنشار مثلا . ولا يصح أن نتوقع منه أن يميل لنشاط معين من النوع المناسب لمن يسبقونه في النضج .
وقد أوضح هذه النقطة الدكتور أرنولد جزل الذي قام بدراسات تتبعية دقيقة لتطور نمو الاطفال بالعيادة السيكولوجية التابعة لجامعة " ييل " حيث اثبت أن الطفل في سن الخامسة يميل إلي التسجيلات الموسيقية أكثر من ميله لسماع الراديو . وإنه يميل إلي الانصات طويلا لنفس النغمات المتكررة التي تسجل لاصوات الاطفال ... ولكن ميله لسماع الراديو يزداد عندما يبلغ سن السادسة ... ويكون ميله للاحاديث الكلامية أكثر من ميله للبرامج الموسيقية ... وعندما يبلغ سن السابعة يظهر ميله للاستماع للقصص المملوءة بالمغامرات والبطولة .... وعندما يبلغ التاسعة يزداد ميله للقصص والحكايات التي تتصف بالغموض وتتطلب البحث والاستقصاء كتتبع المجرمين والبحث عن الهاربين ... وعندما يكبر يتحول ميله للاستماع لانواع اخري من البرامج ... ويتوقف ميله للبرامج المختلفة بعد ذلك على عوامل كثيرة كالسن والقدرات العقلية والمؤثرات المدرسية والمنزلية وغيرها .
ومن الامثلة الأخري ان الطفل يميل لأن نقرأ له ليستمع في سن الخامسة , ولكنه عندما يبلغ التاسعة يفضل أن يقرا هو بنفسه ... وهذا يوضح لنا كيف يؤثر النضج على القدرة وكيف أن القدرة تؤثر بدورها على الميل ... فكون الطفل يستطيع أن يقرأ بنفسه في سن التاسعة يؤثر في ميله الخاص للقراءة والاطلاع .
الـــنــــضـــج ومــــدي الانـــــتـــبـــاه
يؤثر النضج على مظهر آخر من مظاهر الميل وهو طول المدة التي يستطيع الطفل فيها أن يواصل العمل في نشاط معين ... ففي سن الرابعة مثلا يتعب الطفل بسرعة من لعبة معينة فيتركها إلي غيرها ... وعندما يكون عنده عدد من اللعب نجده ينتقل بينها ويتبادل اللعب بها كلها واحدة بعد الأخري .
ولكن مدي الانتباه يزداد بالتدريج كلما كبر الطفل وترعرع ... فعندما يبلغ السادسة عشرة يستطيع أن يركز إنتباهه في نشاط معين مدة طويلة ويستطيع أن يعاود مواصلة العمل فيه حتى ينتهي منه .
الــــجــــو الإنــــفــــعـــالـــي
المديح والتشجيع عند القيام بعمل جديد – أو النجاح فيه – يشجع الطفل على مواصلة الميل إليه ... أما التعنيف والفشل يؤديان إلي تثبيط الهمة ... فن يستطيع الشخص أن يواصل العمل في نشاط معين في مواجهة التعنيف والفشل مالم يكن على درجة كبيرة من النضج ومالم يكن عنده الدافع القوي لمتابعة ذلك العمل .
وللحديث بقية :) :)
تــــأثـــــيـــر أفــــراد الأســـــرة
يتأثر تكوين ميول الاطفال تأثراً كبيرا بالميول السائدة في الاسرة وبموقف الكبار وإتجاهاتهم إزاء ميول الاطفال ... ماهي ميول الوالدة ؟ وماهي هوايات الوالد ؟ وماهي ميول الاخوة والاخوات ؟ وماموقفهم من ميول ابنهم
فقد يوجد عن طفل ما ميل للتصوير الفوتوغرافي مع أن والده لايميل لذلك ... ومادام الوالد موافقة على هواية ابنه فإن ذلك سيشجع الابن على الاستمرار فيها ... ومما لاشك فيه أن إستمرار الاطفال في ميولهم وهواياتهم يزداد ويقوي إذا كان لافراد الاسرة ايضا ميول قوية .... ولكن ليس من الضروري ان تكون الميول متشابهة ... بل يكفي أن تظهر في الاسرة ميول وهوايات ظاهرة ... فالاطفال يميلون لان يتشبهوا بآبائهم ويحرصون على أن يحظوا بحبهم ورضاهم ... ولذا فإن ميول الآباء تعتبر نماذج هامة بالنسبة للابناء . وهذا ينطبق ايضا على ميول المدرسين . فغالبا مايتجه التلميذ إلي اتباع ميول مدرسه الذي يحبه ويحترمه . وبجانب ذلك فإن وجود شخص يشارك الطفل في ميوله - سواء أكان والدا أم مدرسا – يزيد في إقباله عليها ويجبب له العمل فيها .
الــــبـــيـــئـــة والــــمــــيــــول
كل مايحيط بالطفل – مجتمعه ومدرسته وجيرانه ومنزله ومحيط اسرته – يعتبر عوامل هامة في بيئته ... فالطفل الوحيد مثلا تكون له بيئة خاصة تختلف عن بيئة طفل آخر له عدد كبير من الاخوة , والطفل الأكبر في أسرة كبيرة له بيئة تختلف عن الطفل الأصغر وهكذا
وهناك مكونات لبيئة الطفل , فأصدقاؤه والكتب التي يقرؤها والافلام السينمائية التي يشاهدها والالعاب التي يمارسها والاحاديث التي يستمع اليها زالطعام الذي يأكله وغيرها تكون البيئة التي تساعد على تفسير ميوله الخاصة .
الـــفــــروق بــــيـــن الأولاد والــــبـــنـــات
العوامل الثقافية واساليبنا الخاصة في الحياة تحدد ايضا أنواع النشاط التي نتوقع أن يميل إليها الأولاد وتلك التي نتوقع أن يميل إليها البنات , وكثير من البنات الصغيرات يلعبن ألعاب الاولاد , وكذلك الاولاد الصغار يلعبون أحيانا العاب البنات , ولكنا عادة ننتظر من اطفالنا أن تنمو فيهم الميول الخاصة بالاولاد إن كانوا من الذكور والميول المناسبة للبنات إن كن إناثاً .
ومانتوقعه من هذه الاختلافات بين الولد والبنت يساعد كثيرا على تحديد طريقة الاطفال في التعبير عن ميولهم ... فقليل جدا من البنات مثلا يتجهن لاعمال النجارة والاعمال الميكانيكية , في حين أن الكثيرين من الاولاد يميلون جدا لهذه الانواع من الانشطة .
ونلتقي مع إكتشاف الميول :) :)
يتأثر تكوين ميول الاطفال تأثراً كبيرا بالميول السائدة في الاسرة وبموقف الكبار وإتجاهاتهم إزاء ميول الاطفال ... ماهي ميول الوالدة ؟ وماهي هوايات الوالد ؟ وماهي ميول الاخوة والاخوات ؟ وماموقفهم من ميول ابنهم
فقد يوجد عن طفل ما ميل للتصوير الفوتوغرافي مع أن والده لايميل لذلك ... ومادام الوالد موافقة على هواية ابنه فإن ذلك سيشجع الابن على الاستمرار فيها ... ومما لاشك فيه أن إستمرار الاطفال في ميولهم وهواياتهم يزداد ويقوي إذا كان لافراد الاسرة ايضا ميول قوية .... ولكن ليس من الضروري ان تكون الميول متشابهة ... بل يكفي أن تظهر في الاسرة ميول وهوايات ظاهرة ... فالاطفال يميلون لان يتشبهوا بآبائهم ويحرصون على أن يحظوا بحبهم ورضاهم ... ولذا فإن ميول الآباء تعتبر نماذج هامة بالنسبة للابناء . وهذا ينطبق ايضا على ميول المدرسين . فغالبا مايتجه التلميذ إلي اتباع ميول مدرسه الذي يحبه ويحترمه . وبجانب ذلك فإن وجود شخص يشارك الطفل في ميوله - سواء أكان والدا أم مدرسا – يزيد في إقباله عليها ويجبب له العمل فيها .
الــــبـــيـــئـــة والــــمــــيــــول
كل مايحيط بالطفل – مجتمعه ومدرسته وجيرانه ومنزله ومحيط اسرته – يعتبر عوامل هامة في بيئته ... فالطفل الوحيد مثلا تكون له بيئة خاصة تختلف عن بيئة طفل آخر له عدد كبير من الاخوة , والطفل الأكبر في أسرة كبيرة له بيئة تختلف عن الطفل الأصغر وهكذا
وهناك مكونات لبيئة الطفل , فأصدقاؤه والكتب التي يقرؤها والافلام السينمائية التي يشاهدها والالعاب التي يمارسها والاحاديث التي يستمع اليها زالطعام الذي يأكله وغيرها تكون البيئة التي تساعد على تفسير ميوله الخاصة .
الـــفــــروق بــــيـــن الأولاد والــــبـــنـــات
العوامل الثقافية واساليبنا الخاصة في الحياة تحدد ايضا أنواع النشاط التي نتوقع أن يميل إليها الأولاد وتلك التي نتوقع أن يميل إليها البنات , وكثير من البنات الصغيرات يلعبن ألعاب الاولاد , وكذلك الاولاد الصغار يلعبون أحيانا العاب البنات , ولكنا عادة ننتظر من اطفالنا أن تنمو فيهم الميول الخاصة بالاولاد إن كانوا من الذكور والميول المناسبة للبنات إن كن إناثاً .
ومانتوقعه من هذه الاختلافات بين الولد والبنت يساعد كثيرا على تحديد طريقة الاطفال في التعبير عن ميولهم ... فقليل جدا من البنات مثلا يتجهن لاعمال النجارة والاعمال الميكانيكية , في حين أن الكثيرين من الاولاد يميلون جدا لهذه الانواع من الانشطة .
ونلتقي مع إكتشاف الميول :) :)
الصفحة الأخيرة
الميل هو ضرب من الشعور بالاهتمام , وهو اسلوب من اساليب العقل. ونحن نقول أن شخصاً ما عنده ميل قوي لنشاط معين عندما يجد فيه راحته ولذته , وعندما يسر لمزاولته له والتحدث عنه , وعندما يحاول برغبته أن يبذل كل جهده فيه . ولكننا عندما نكره نوعاً من النشاط فمعني ذلك اننا لانميل إليه في الغالب .
الـــمـــيـــل والـــقـــدـرة
تكوين ميل الانسان إلي مايمارسه من أنواع النشاط أو عدم تكوين هذا الميل تحدده عوامل كثيرة , فمثلا إذا كان لدينا تلميذا لايحب مادة الرسم ويتململ اثناء حصة الرسم وينتظر انتهاء الوقت بفارغ الصبر وتلميذ آخر يحب هذه المادة ويقضي الوقت كله منكباً على كراسة الرسم حتى آخر الوقت , فربما يكون والد التلميذ الأول يعتقد أن مادة الرسم لاتعدو أن تكون ضياع وقت بالنسبة لتلميذ يعد نفسه لان يكون طبيبا مثلا ... وقد يكون اعتقاده هذا قد أثر في ميل التلميذ لهذه المادة , فكثيرا مايتاثر الاطفال بآراء آبائهم وإخوانهم كما يتأثرون بآراء مدرسيهم المحبوبين ... ويحتمل ايضاً أن قدرته في الرسم ضعيفة ... وربما كانت كراهيته للرسم راجعة إلي ضعف استعداده العملي لهذه المادة مثلا أو ضعف قدرته على التصور البصري المكاني ... والميل والقدرة يسيران جنباً إلي جنب في أكثر الاحيان , غير أن هناك بعض الحالات التي لايظهران فيها معاً . فربما يحدث مثلا أن الذي لديه ميل شديد للرسم العملي بينما تكون قدرته فيها ضعيفة ... وقد يكون عند تلميذ آخر قدرة كبيرة في السم ولكنه لايميل إليه كثيراً ... ومن هذا نري أن الميل والقدرة عاملان يختلف كل منهما عن الآخر وينفصل عنه . فالميل للرسم وحده لايخلق فنان من غير ان تتوفر عنده القدرة الكافية ... وإنما يمكن أن يساعده الميل على أن يستغل ماعنده من قدرات لاقصي حد مستطاع .
كـــيـــف تــــنـــمـــو الـــمـــيـــول
تتشابه ميول الاطفال تشابهاً كبيراً عندما يكونوا صغارا كما تتشابه التغيرات التي تحدث لميولهم , وهذه التغيرات تعتبر من علامات النمو عند الاطفال. فتتميز حياة الاطفال بين سن الثانية والخامسة بالميول التي يتضح فيها الخيال الواسع وحب الجري واللعب ... ويميل الطفل في سن الثانية والثالثة إلي اللعب وحده ومع نفسه ... ثم يتدرج في الميل إلي اللعب مع زميل آخر أو زميلين إلي أن يصبح في سن الثامنة إلي الثانية عشرة فيميل إلي الاندماج في الجماعات والنوادي .
ويميل جميع الاطفال إلي الرسم والتلوين واللعب بالطين , ولكن ليس معني هذا أنهم سيصبحون جميعا فنانين , أو من اصحاب الميول الفنية .
ويستمتع جميع الاطفال أيضا باللعب الخيالي ... فهناك من يركب عصاه ويتصور نفسه فارساً كبيراً .... وعندمت يركب دراجته الصغيرة يتصور نفسه أنه يركب أقوى وأحدث ما وصلت إليه الاختراعات الحديثة .... ولكن لايصح أن نستنتج من العاب هذا الطفل وميوله هذه أنه سيصبح فارساً ... ولكن هذا لايمنع من أن نلاحظ تخيلاتهم ومواهبهم ومطامحهم ونلاحظ ايضا البيئة التي يستمد منها الطفل خبراته , إذ أن هذه المواد الخام هي التي منها ستشتق ميوله , وعليها وعلى الخبرات التي يكتسبها من بيئته , سوف يقوم اختباره لما يمارسه من هوايات .
وللحديث بقية :) :)