إلى الأخت سهيلة زين العابدين : كيف الجمع بين كتاباتك ولقائك في قناة (اقرأ)؟...بقلم/هويدا الفايز القسم : درر الردود
يكوّن المرءُ منّا صورةً معينة للكاتبِ من خلالِ ما يقرأ له، وما يبثه من آراء وما يهمه من قضايا. وعلى هذا ينطبع في ذهن القارئ ما وصلت إليه الأخت الكاتبة/ سهيلة زين العابدين حمّاد من اهتمام وإحساس بقضايا مجمتعنا، خاصة قضايا المرأة السعودية عاملة وزوجة ومطلقة وأرملة، ..إلخ. ولكن الكاتبة أوقعتني في حيرة شديدة بظهورها المفاجئ والصادِم في برنامج (مواجهات) على قناة (اقرأ)، والذي سمعتُ به عندما عُرِض أول مرة، ولم يُقدّر لي مشاهدته، ثم كان إعادة عرضه والذي لا يمكن وصفه إلا بأنه مثير جدًا للحيرة والعجب، ومع ذلك لم أكتفِ بهذا اللقاء، بل عمدت إلى بعض كتبك وقرأت الكتاب الذي أشرتِ إليه في اللقاء (مسيرة المرأة السعودية .. إلى أين؟) بجزأيه: الأول في طبعته الثانية عام 1403هـ ، والثاني: في طبعته الأولى عام 1424هـ، وزادت حيرتي واستنكاري بما وجدتُ في جزئه الأول من آراء لك وقناعات ومبادئ يناقضها تمامًا ظهورك في هذا اللقاء التلفزيوني وما أصبحتِ تدعين إليه هذه الأيام مما يُستغرب وقوعه من كاتبة ومفكرة مسلمة سعودية كانت ممّن يُوثَق في اتجاههن المتزن تجاه الدعوات الباطلة التي تدّعي تحرير المرأة السعودية!!!
وسأبدأ لك بما ختمت به كتابك الأول، تقولين ص92 من الكتاب: (هذا وكما بينت في الصفحات السابقة من هذا الكتاب، إن المرأة السعودية لكي تستطيع القيام بدورها القيادي للمرأة المسلمة، يجب أن نعمل على القضاء على خدش سلوكها من السلبيات التي كان أهمها تطلع الكثيرات إلى السفور والتبرج والاختلاط .... وسلوكهن غير المطمئن خارج البلاد)، وفي ص15 محذرة من نوايا المستعمر: (وقد أدرك بخبثه ـ أي المستعمرـ أن حجاب المرأة المسلمة، إن كان في ظاهره يحجب وجهها، وجسدها، ومفاتنها عن نظر الرجل، فهو في حقيقته كان ـ وسيكون ما دامت متمسكة به ـ حجابًا لها من الفساد، وسدًا منيعًا، ودرعًا واقيًا لها من السقوط في مهاوي الرذيلة)، وتقولين ص35: (إن موقف الإسلام من ثالوث هذا العصر والزمان: السفور والتبرج والاختلاط، معروف. وحكمته في تحريمه هي حماية المرأة من الغواية والفتنة، وإبعادها عن مواطن الشبهات، ومزالق الشهوات، ولقد حرص على عدم اختلاطها بالرجال، حتى في أماكن العبادات، وميادين القتال. إذ خصص للنساء أماكن تفصلهن عن الرجال في المساجد وفي ميادين القتال. وعندما كانت النساء يتلقين العلم من رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خصص لهن يومًا يعلمهن فيه، بل خصص لهن بابًا من أبواب مسجده ليدخلن منه، تفاديًا للاختلاط .
فأنت إذن تقرين بأن هذا الثالوث مترابط ومتدرج ومؤد بعضه إلى بعض؛ فالسفور سيؤدي إلى التبرج، وهما معًا يؤديان إلى الاختلاط!! وماذا تقولين عن ظهورك سافرة في ذلك البرنامج؟ أليس دعوة إلى السفور؟ بل وقدوة لمَنْ رأتك، خاصة مع تركيز المذيع المتكرر على أنك (كاتبة ومفكرة إسلامية سعودية)؟! فكم من النساء في العالم ـ خاصة العالم الإسلامي والعربي ـ رأينك واعتقدن أن هذا هو الحجاب الشرعي، ولا حرج فيه ما دامت امرأة سعودية ومفكرة إسلامية خرجت هكذا على الشاشة؟! أي مسؤولية تحملتِها وستتحملينها نتيجة ظهورك سافرة في البرنامج؟! ثم إن من أبسط شروط الحجاب الإسلامي ألا يكون زينة في نفسه، فهل كان غطاء رأسك متحقق فيه هذا الشرط؟!
أمّا مبدأ ظهورك في البرنامج فيناقضه تمامًا أقوالك التالية عندما تتحدثين عن عمل المرأة في الإذاعة والتلفزيون؛ ففي ص37 تقولين : (الذي أريد قوله أن العمل فيهما لا يخلو بأية حال من الأحوال من الاختلاط، لأن مخرجي البرامج والتمثيليات ومسجليها كلهم رجال)، وتقولين عن المذيعات ص38: (ولو فرضنا أنهن تحجبن حجابًا شرعيًّا، وارتدين زيًا واسعًا فضفاضًا، ولم يتبرجن ولم يتطيبن، فهل يا ترى أَمِنَّ الفتنة وهن يعملن في وسط به اختلاط؟ إن طبيعة الرجل إذا التقت مع طبيعة المرأة كان منهما ما يكون بين كل رجل وامرأة من الميل، والاستراحة إلى الحديث، والكلام، وبعض الشيء يجر إلى بعض .... فمما لا شك فيه أن عمل المرأة السعودية في الإذاعة والتلفاز يعرضها إلى الفتنة والشبهة. ولنتدبر في أحوال وأخبار النساء اللائي يعملن في هذين الحقلين، وفي ما يقال عنهن. فلماذا تقذف المرأة السعودية بنفسها في أجواء تجعلها محطًا للشبهات وموطنًا للفتن؟ هل خدمة الوطن تطلب منها ذلك؟ وهل خدمة الوطن لا تكون إلا عن طريق معصية الخالق؟).
وفي ص39 تقولين: (إنني أدعوها أن تساهم بفكرها لا بصوتها في إعداد برامج دينية وثقافية واجتماعية وأدبية. .. ولا نحرمها أيضًا من ممارسة هوايتها الإذاعية عن طريق إنشاء مراكز ثقافية نسائية، بها إذاعات داخلية تبث فيها برامج هادفة. فتكون بذلك قد أشبعت هواياتها بعيدًا عن مرأى ومسمع الرجال. .. قد يتهمني البعض بأنني لا أجاري الواقع ولا أعايش عصري. ولهذا فإني أسألهم إذا كان هذا الواقع يدعونا إلى الخروج عن طاعة الله، فهل نحن ملزمون بمعايشته والاعتراف به كحقيقة واقعة لا مفر منها! هل نرضي واقعنا ونغضب خالقنا؟) ، وأنا أوجه لك عبارتيك : (هل خدمة الوطن لا تكون إلا عن طريق معصية الخالق؟)، (هل نرضي واقعنا ونغضب خالقنا؟). أم أن رأيك محصور في المذيعات أما (أنتِ) فلا حرج عليك في هذا؟! وأنت تقولين (بعيدًا عن مرأى ومسمع الرجال)، فكم رجل رآكِ! وكم رجل سمعك؟! وكيف بك والمذيع وجهه في وجهك تتبادلان الحديث، وبالتأكيد هناك مَنْ يصور البرنامج والمعد وطاقم البرنامج كله!! أليس هذا اختلاطًا؟! إذن لقد حققت الثالوث الذي حذرت منه (السفورـ تبرج في غطاء الرأس ـ اختلاط! ).
وها أنت قد قلت عن قضية الاختلاط وحرص الرسول "لى الله عليه وسلم"على المرأة ( ... بل خصص لهن بابًا من أبواب مسجده ليدخلن منه، تفاديًا للاختلاط)، وها أنتِ الآن تنادين بقيادة المرأة للسيارة، فهل ستُخصص طرق للنساء لقيادة السيارة، أم ستُخط مدن جديدة تفاديًا للاختلاط؟ كيف تحذرين من شيء وتدعين إليه عن طريق آخر؟! بل لقد وصل حرصك السابق على عدم الاختلاط إلى أنك أوصيت ص105 بـ (عدم السماح لأية طالبة سعودية من الدراسة في الخارج في مدارس أو معاهد أو جامعات مختلطة. وإلزام كل سعودية بارتداء الزي الإسلامي عندما تسافر خارج المملكة. قد يعتبر هذا تدخلا في حرية الآخرين ولكن سفور وتبرج الكثير من السعوديات في الخارج أساء إلى سمعة المرأة السعودية). سبحان الله توصين بذلك منذ أكثر من عشرين عامًا، ثم أنتِ الآن تنادين بالسماح للمرأة التي بلغت الخامسة والأربعين بالسفر دون إذن وليها وبدون محرم؟! أولا: هل كل امرأة في هذا السن تعد ناضجة ومتزنة وممثلة حسنة للمرأة المسلمة السعودية خارج بلدنا؟!! ثانيًا: أليس هذا المطلب سيؤدي إلى ويلات بعده من انفلات كثير من النساء لشعورهن بحرية التنقل والحرية من قوامة الأب أو الزوج أو الأخ أو..إلخ، ألن يؤدي هذا إلى التفكك الأسري وتشرد الأطفال وازدياد نسبة الطلاق ـ التي هي زائدة حاليًا ـ ؟ ألن تشتعل الأسر من جراء رغبة الزوجة في السفر ـ خاصة في الإجازات ـ وممانعة الزوج ـ مثلا ؟. ثم هل الحكمة في المسافة المكانية أو الفترة الزمانية، بحيث نجد مَنْ يجادل بأن المواصلات الحديثة قد سهلت الأمور ولم يعد هناك أخطار؟. نعم سهلت المواصلات وقصرت المسافات، ولكن امرأة مسافرة وحدها أو مجموعة نساء .. ألن يُطمَع فيهن؟ هُنَّ اللائي سيجرين معاملات سفرهن ويصرّفن أمورهن في بلاد كلها اختلاط، أليس هذا تجريئًا للمرأة ونزعًا لما تبقى لديها من حياء واحتشام؟!
وأعجب العجب في حديثك عن ممارسة المرأة للرياضة، أعني عندما استشهد المذيع بقوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، لقد استشهد بهذه الآية على حق المرأة في ممارسة الرياضة، وتضامنتِ معه ولم تُنكري عليه استشهاده هذا!!! فأين موضع الشاهد؟؟؟!!!
ووقفة سريعة عند المذيع (محمد بركات) وأسلوبه المثير للأعصاب، لقد تناسى أنه يذيع برنامجًا حواريًّا يلتقي بضيف واحد، لا مباراة كرة قدم ليس فيها إلا فريق واحد والمذيع متحيز جدًّا لهذا الفريق!!! ولا أبالغ في أن معظم تعليقاته ـ إن لم تكن كلها ـ تعليقات سطحية ساذجة لا تليق بموضوع هام هكذا، فما خرجت عن:(أيوه)، (يا عيني)، (الله عليكِ) ، وأخوات لها على غرارها ! وما أعجب تعليقه وأنت تعددين الرياضات التي تؤيدين أن تزاولها المرأة، ومنها قولك (رياضة الدفاع عن النفس)، فأسرع قائلا: (والمصارعة).
هل فكر المذيع الهُمام قبل إجراء اللقاء أن يبحث ويعرف طبيعة المجتمع السعودي، وأنه يختلف اختلافًا بيّنًا عن بقية المجتمعات الإسلامية العربية؟ لقد كان كل أسئلته منبثقة من معرفته بمجتمعه هو، ثم هل أجرى إحصائية بعد دراسة مقننة حتى يقول بكل ثقة: (إن " 7000000000 " سبعمائة مليون امراة يؤيدن سيدتي سهيلة زين العابدين، وهي نموذج عام للمرأة المسلمة العربية، ونموذج خاص للمرأة السعودية)؟!!! أما قوله (لقد صارعَتْ سيدتي الرجال وصرعتهم) فلا تحتاج إلى تعليق!!!.
ابي الاسلام @aby_alaslam
مفكرة المجلس
إلى الأخت سهيلة زين العابدين : كيف الجمع بين كتاباتك ولقائك في قناة (اقرأ)؟بقلم/هويدا
6
897
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شموخ *
•
احسنت والف شكر على مجهودك
shahd1
•
الى ابي الاسلام
جزاك الله خير فقد ذكرت كل ماريد ان اقول لهذه الكاتبة
التي تتحدث باسم السعوديات فمن اعطاها الحق في ذلك
فان امراة سعودية واغر علي ديني وشعرت بالقهر لما ذكرته الكاتبة
فاني ادعوها الى ان ترجع الى الله تعالى وتتوب عما ذكرته وخاصة رغبتها بالسفر بدون محرم
وتراجع الاحاديث التي تحرم السفر بدون محرم
وانا لا اعطي اي ممن يدعن الى حرية المراءة صوتي وارجوا منهن ان لا يععمن جميع السعوديات
وجميع الاخوات التي اعرف يؤيدن كلامي
واسال الله ان يهديهن الى صراطه المستقيم
جزاك الله خير فقد ذكرت كل ماريد ان اقول لهذه الكاتبة
التي تتحدث باسم السعوديات فمن اعطاها الحق في ذلك
فان امراة سعودية واغر علي ديني وشعرت بالقهر لما ذكرته الكاتبة
فاني ادعوها الى ان ترجع الى الله تعالى وتتوب عما ذكرته وخاصة رغبتها بالسفر بدون محرم
وتراجع الاحاديث التي تحرم السفر بدون محرم
وانا لا اعطي اي ممن يدعن الى حرية المراءة صوتي وارجوا منهن ان لا يععمن جميع السعوديات
وجميع الاخوات التي اعرف يؤيدن كلامي
واسال الله ان يهديهن الى صراطه المستقيم
حسبي الله عليها00 للأسف شاهدت جميع لقائآتها00 في قناة عين وقناة اقرأ
فتعترف أن الملتزمين 00 يصفونها بالعلمانية 00 فهي علمانية لابارك الله فيها
وهي مفسدة 00 وتريد التغرير بنساء المسلمين تحت مسمى الحرية
ونحن لسنا بحاجة00 إلى عجوز شمطاء00 تدافع عن حقوقنا ونحن بغنآ عنها
فلتسترنفسها 000 وتقر في بيتها00 أبرك لنا ولها
فتعترف أن الملتزمين 00 يصفونها بالعلمانية 00 فهي علمانية لابارك الله فيها
وهي مفسدة 00 وتريد التغرير بنساء المسلمين تحت مسمى الحرية
ونحن لسنا بحاجة00 إلى عجوز شمطاء00 تدافع عن حقوقنا ونحن بغنآ عنها
فلتسترنفسها 000 وتقر في بيتها00 أبرك لنا ولها
وأنا لا أسمح لها بأن تتحدث نيابة عني.....
فاتني بداية البرنامج..لكن لاحظت شئ مهم تكلمت كثيرا عن المحرم وعن المرأة والقيادة وتولي الولاية العامة!!!!
وذكرت آيات وأحاديث عن رؤية الإسلام لقضايا المرأة..ونست طوال حديثها هي والمنظّر الذي معها آية القوامة..
((الرجال قوامون على النساء))
ياسيدة سهيلة....إذا كانت المرأة ((((((لا تتولى الولاية الخاصة جدا في بيتها))))))) فكيف تتولى أمرالدولة وأمر المسلمين؟!!!!!!!!!!
حرب ضروس يقودونها ضد مجتمعنا....
اللهم رد كيدهم في نحورهم ...وأجعل تدبيرهم تدميرا لهم
اللهم سلم بلادنا وشبابنا ونساءنا من كيد الكائدين
فاتني بداية البرنامج..لكن لاحظت شئ مهم تكلمت كثيرا عن المحرم وعن المرأة والقيادة وتولي الولاية العامة!!!!
وذكرت آيات وأحاديث عن رؤية الإسلام لقضايا المرأة..ونست طوال حديثها هي والمنظّر الذي معها آية القوامة..
((الرجال قوامون على النساء))
ياسيدة سهيلة....إذا كانت المرأة ((((((لا تتولى الولاية الخاصة جدا في بيتها))))))) فكيف تتولى أمرالدولة وأمر المسلمين؟!!!!!!!!!!
حرب ضروس يقودونها ضد مجتمعنا....
اللهم رد كيدهم في نحورهم ...وأجعل تدبيرهم تدميرا لهم
اللهم سلم بلادنا وشبابنا ونساءنا من كيد الكائدين
الصفحة الأخيرة