عابرة سبيل

عابرة سبيل @aaabr_sbyl_1

عضوة شرف في عالم حواء

إلى الرفيق الأعلى ..

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هل تذكرون هذه القصة .... إليكم القصة


طلائع التوديع

اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة العاشرة للهجرة عشرين يوما ، بينما كان لا يعتكف إلى عشرة أيام فحسب ، وتدارسه جبريل القرآن مرتين ، وقال في حجة الوداع: " إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا" ، وقال وهو عند جمرة العقبة: " خذوا عني مناسككم ، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا" . وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق ، فعرف أنه الوداع ، وأنه نعيت إليه نفسه

وفي أوائل صفر في السنة الحادية عشرة للهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أُحد ، فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات ، ثم انصرف إلى المنبر فقال: " إني فرطكم ، وإني شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن ، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها"

وخرج ليلة - في منتصفها - إلى البقيع فاستغفر لهم وقال: " السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم،يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى وبشرهم قائلا: إنا بكم لاحقون"



بداية المرض

وفي اليوم التاسع والعشري من شهر صفر سنة 11 هـ - وكان يوم الإثنين - شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع ، فما رجع - وهو في الطريق - أخذه صداع في رأسه ، واتقدت الحرارة ، حتى إنهم كان يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه .

وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض 11 يوما ، وجميع أيام المرض كانت 13 أو 14 يوم



الأسبوع الأخير

وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض ، فجعل يسأل أزواجه: " أين أنا غداً ؟ أين أنا غداً؟ " ففهمن مراده ، فأذن له يكون حيث شاء ، فانتقل إلى عائشة ، يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن ابي طالب ، عاصبا راسه تخط قدماه حتى دخل بيتها ، فقضى عندها آخر اسبوع من حياته

وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تنفث على نفسه ، وتمسحه بيده رجاء البركة


قبل الوفاة بخمسة أيام

يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة ، اتقدت حرارة العلة في بدنه ، فاشتد به الوجع وغمي ، فقال " هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى ، حتى أخرج إلى الناس ، فأعهد إليهم " فأقعدوه في مخضب ، وصبوا عليه الماء ، حتى طفق يقول: " حسبكم ، حسبكم"

وعند ذلك أحسب بخفة ، فدخل المسجد - وهو معصوب الرأس - حتى جلس على المنبر ، وخطب الناس - والناس مجتمعون حوله - فقال:

"لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وقال: " لا تتخذوا قبري وثنا يُعبد"

وعرض صلى الله عليه وسلم نفسه للقصاص قائلا: " من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه ، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه " .

ثم ثزل فصلى الظهر ، ثم رجع فجلس على المنبر ، وعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها ، فقال رجل: إن لي عندك ثلاثة دراهم ، فقال: أعطه يا فضل

ثم أصى بالأنصار قائلا: " أوصيكم بالأنصار ، فإنهم كرشي وعيبتي ، وقد قضوا الذي عليهم ، وبقى الذي لهم ، فاقبلوا من محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم "

ثم قال: " إن عبداً خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده" قال أبو سعيد الخدري: فبكى أبو بكر ، قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، فعجنبا له ، فقالا الناس: انظروا إلى هذا الشيخ ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا

ثم قال عليه الصلاة والسلام : " إن من آمن الناس علي في حصبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلى سد ، إلا باب أبي بكر "



قبل أربعة أيام

يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال- وقد اشتد به الوجع - : " هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده " ، وفي البيت رجال فيه عمر - فقال عمر: قد غلب عليه الوجع ، وعندم القرآن ، حسبك كتاب الله . فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يقول ما قال عمرة ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قوموا عني"

وأوصى ذلك اليوم بثلاث: أوصى بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب ، وأوصى بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزه ، أما الثالث فنسيه الراوي ، ولعله الوصية بالاعتصام بالكتاب والسنة ، أو تنفيذ جيش اسامة ، أو هي الصلاة وما ملكت أيمانكم

والنبي صلى الله عليه وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم - الخميس قبل وفاتة بأربعة أيام - وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب فقرأ فيها بالمرسلات عرفا

وعند العشاء زاد ثقل المرض ، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد ، قالت عائشة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أصلى الناس؟ " قلنا : لا يا رسول الله ، وهم ينتظرونك ، قال: " ضعو لي ماء في المخضب" ، ففعلنا ، فاغتسل ، فذهب لينوء فأغمى عليه ، ثم أفاق ، فقال: " أصلى الناس؟" ، ووقع ثانيا وثالثا ما وقع في المرة الأولى من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء ، فأرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس ، فصلى أبو بكر تلك الأيام ،سبعة عشرة صلاة في حياته عليه الصلاة والسلام

وراجعت عائة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث أو أربع مرات ، ليصرف الإمامة عن أبي بكر ، حتى لا يتشاءم به الناس ، فأبى وقال: " إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس"



قبل يوم أو يومين

ويوم السبت أو الأحد وجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة ، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر ، وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما ره أبو بكر ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه بأن لا يتأخر قال: أجلساني إلى جنبه ، فأجلساه إلى يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويسمع الناس التكبير



قبل يوم

يوم الأحد ، أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه ، وتصدق بسبعة دنانير كانت عنده ، ووهب للمسلمين أسلحته ، وفيل الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها ، وكانت درعه عليه الصلاة والسلام ، مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من الشعير



آخر يوم من الحياة

روى انس بن مالك: أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر يوم الإثنين - وابو بكر يصلي بهم - لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم ، وهم في صفوف الصلاة ، ثم تبسم ضاحكا ، فنكص أبو بكر على عقبيه ، ليص الصف ، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة ، فقال أنس: وهم َّ المسلمون ان يفتتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر

ثم لم يأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى

ولما ارتفع الضحى ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارها بشيء فبكت ، ثم دعاها ، فسارها بشيء فضحكت ، قالت عائشة ، فسألنا عن ذلك - أي فيما بعد - فقالت: سارت النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه ، فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهليه يتبعه فضحكت "

وبشر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين

ورأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه ، فقالت : واكرب اباه، فقال لها: " ليس على أبيك كرب بعد اليوم"

ودعا الحسن والحسين قبلهما ، وأوصى بهما خيراً ، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن

وطفق الوجع يشتد ويزيد ، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر ، حتى كان يقول: " يا عائشة ، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم"

وأوصى الناس فقال: " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" كرر ذلك مراراً



الإحتضار

وبدأ الإحتضار فأسندته عائشة إليها ، وكانت تقول: " إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته " ، دخل عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك ، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيته ينظر إليه ، وعرفت أنه يحب السواك ، فقلت: أخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم ، فتناولته ، فاشتد عليه ، وقلت : ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم ، فلينته، فأمره - وفي رواية أنه استن بها كأحسن ما كان مستناً - وبين يديه ركوة فيها ماء ، فجعل يدخل يديه في الماء فيسمح بها وجهه ، ويقول : " لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات"

وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو أوصبعه ، وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه ، فأصغت إليه عائشة وهو يقول: " مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم اغفر لي وارحمني ، وألحقني بالرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى "

كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً ، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى ...... إنا لله وإنا إليه راجعون

وقع هذا حين اشتدت الضحى من يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ وقد تم له صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام .

************

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
2
656

هذا الموضوع مغلق.

الدين النصيحه
بارك الله فيك أختي عابرة سبيل
وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أكبر مصيبة تمر على الأمة الإسلامية , نسأل الله العظيم أن يلحقنا به وبصحابته أجمعين.
جزاك الله خيرا وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك.
تـيـمـيـه
تـيـمـيـه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخيتي.....

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد ملئ السموات والأرض