سنابل العطاء

سنابل العطاء @snabl_alaataaa

عضوه شرف في عالم حواء

إلى كل من أوذيت من الناس أهمس في أذنها همسات.

ملتقى الإيمان


أختي الحبيبة:-
إن سلط الله عليك أحدا ًفانظري إلى تلك المشاهد...


أولاً
:مشهد القدر. أن الله كتب ذلك وهو مقدرٌعليك.لا تلومي نفسك على شيء فعلتيه أو قلتيه بشكل وسواسي، بل قولي قدر الله وما شاء فعل.وإن كنت مخطأة فاعزمي على أن لا تكرري الخطأ مرة ثانية.لكن لا تجعلي الأمر كالوسواس عندك ياليتني فعلت ولم أفعل وياليت ولو ولما فعلت؟ وتتحسري وتتندمي.لأنك فعلت شيئاً مقدرٌعليك... فالله قدر عليك أعمالك وأفعالك. القدر لا يحتج به على الشيء قبل أن يحصل كأن تقولي سأتكلم فيها وهي غيبة فهو مقدر لي أنأغتاب.
بل يحتج على الأمر بعدما يحصل.


ثانياً:مشهد الصبر.إن صبرت على ما أوذيت ستذوقي حلاوة الصبر، وعاقبة الصبر النصر. " إن الله مع الصابرين"" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". (إن النصر مع الصبر).
- استشعري أجر الصابرين فستنسي مرارةالأذى عندما تستشعري حلاوة الصبر وحلاوة أجره.
- تذكري واحمدي الله أنك أنت المظلومة ولست الظالمة وهذا أفضل لك.

ثالثاً
:مشهد العفو. كلما عفوت زادك الله رفعة وعزة.مازاد الله عبداً بعفواً إلا عزة وقد عرف بالتجربة أنه ما انتصر أحداً لنفسه إلا وقد ذُل. لأن الذي سينتقم سيكون مقهوراً فمن شدة قهره سينتقم أكثر مما أوذي فسيقع الذل عليه.لذا النبي صلى الله عليه وسلم ما انتقم ولا انتصر لنفسه أبداً إلا إذا انتهكت حرمات الله.

رابعاً:مشهدالرضى.كذبَ من ادعى الربوبية على الله سبحانه وتعالى ثم تسخط عند الأقدار.
كل ما حصل لك شيئاً تكرهينه وإن كان صغيراًقولي: "قدر الله وما شاء فعل".
قال عبد الله بن مسعود: أذنبت ذنباً منأربعين سنة كلما ذكرته بكيت قلت لشيء قضاه الله ياليته ماكان.
اللوم الصحيح للنفس...هو أن تقولي على شيء فعلتيه قدر الله وما شاء فعلوبإذن الله لن أرجع لهذا العمل مرة الثانية.
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لما لا تؤنب خادمك أنس بن مالك قال" دعوه فإن الله لو قدر شيءلكان"
نرضى ليرضى... ارضي بقضاءه سيرضى الله عنك وإن رضي عنك سيرضيك ويملأ قلبك رضى.
لتحصلي على الرضى عليك بهذه الأمور:- سلامة من السبب.- المسالمة للحكم.
- طرد الخصوم.لو الإنسان مشغول بالله تعالى لسلم قلبه نحو الناس وإنما هذه الخصوم لا تأتي إلا من الفراغ.فإن تسخط وتشكى فهذا دليل على عدم مصداقيته في محبته لله سبحانه وتعالى لأن الله هو الذي أحب لك ذلك فقدره عليك.
لما رأى أحدهم سعد بن أبي وقاص في المدينة يأتي الناس إليه ليدعوا لهم لأنه له دعوة مجابة كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال له لما لا تدعوا الله أن يرد عليك بصرك؟ قال أحبه إليه أحبه إلي.
من عيرَ أخاه بذنب تاب منه كان حق على الله أن يبتليه بذنب ثم لا يتوب عليه.كأن تنصحي أختك بشيء فعلته فتابت منه فتأتي إليك بيوم من الأيام وتنصحك بشيء فعلتيه فتقولي لها وأنت فيك كذا وكذا والمرةالماضي نصحتك بها الشيء ووو... الرضى يستلزم عدم الخصومة.
الرضى بقضاء الله لأن الله لو قدر أن تسأل فلانة عنك لسألت أو قدر أن يحضر لك زوجك هدية معه لأحضر فلا تلومي أحد لأن هذا قدرالله ارضي به.إن من ضعف اليقين أن تذم الناس على شيء لم يقدره الله لك.
من يعمل خيراً سيلقى خيراً... نعم سيلقى خيراً من الله وليس كما نفهمه أننا سنلقى الخير ممن أحسنا إليه.بل سيأتيك الخير على أي صورة أرادها الله سواء سخر لك من أحسنت إليه بأن يحسن إليك ويجازيك على حسن صنيعك أو بأي شيءٍ آخر.البعض يقول عملت لها كذاوكذا وكذا وبعدين تقول لي ها الكلام وما تسأل عني ما تدق علي تلفون ما تجي لعندي... وغيره.هنا أنت ستكتشفي نفسك إن كان عملك لله أم لغيره!!إن كنت تنتظرين الخير ممن أحسنت إليهم.
فاحذري أخيتي وأصلحي نيتك.


خامساً: مشهد الإحسان. وهو أرفع ما فيه أن يقابل المسيء بالإحسان.ينبغي لك أن تشكريه وتحسني إليه لأنه أحسن إليك بإعطاؤك حسناته.
الإحسان هو:. أن لا تشهد لك فضلاً ولا ترى لك حقاً.
فإن انتظرت الإحسان من الغير هذا دليل على فقرك.
لأنك بحاجة إلى تلك الكلمة وتلك المكالمة ومفتقر لهذا السؤال وكله من الفراغ.
عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يقول؟اسكثرو من الإخوان فإن لكل مسلم شفاعة.
لعلها تلك التي أساءت إليك وتريدي أن تنتقمي منها هي عند الله أفضل منك والله غفر لها زلتها لفعل فعلته أو لتوبة أصدقتها وأنت ما زلت تحملين في قلبك عليها وتريدين معاتبتها والانتقام منها.
لعلها تلك التي تحملي في قلبك عليها ستأتي يوم القيامة لتشفعلك!!
عمر يقول استكثروا من الإخوان وأنت تستكثري من الأعداء وتشعلي الخصومات بينك وبين أخواتك. ما ازداد العبد عفواً إلا ازداد عزة ورفعة.(أذلة على المؤمنين) أي أن تذلل المؤمن للمؤمن لا يقدح بعزته.الإنسان عندما يكظم غيظه كان حقاً على الله أن يملأ جوفه إيماناً.(ما من جرعة يتجرعها الإنسان أعظم أجراًمن جرعة غيظ في الله عز وجل) من الإحسان ترك الخصومة والتغافل عن الذلة ونسيان الأذية.لا يخصام بلسانه، ولا ينوي الخصومة، بقلبه، ولا يخطرها على باله.فمن حق نفسه أن يريحها ولا يتعبها بنصبها خصماً لغيره.ولا يخاصم إلا بالله وفي الله ويحاكم إلى الله "وبك خاصمت وإليك حاكمت"
التغافل عن الزلة: إذا رأيت زلة من أحد فاظهري أنك لم تريها لئلا تعرضي صاحبها للوحشة وهم العذر.نسيان الأذية: انسيها ليصفوا قلبك له ولا تستوحشي منه.وانسي إحسانك إلى من أحسنت إليه حتى كأنه لم يصدر منك. وكأنه ليس لك على أحد حقاً.يهون هذا العمل على المسيء إليه لعلمه أنه قدر ربح عليه وأهدي إليه حسناته ومحاها من صحيفته، فينبغي لك أن تشكريه وتحسني إليه.تجازي من وهبك حسناته بالثواب.فإن كنت من أهل الكرم فأثيبيه عليها لتثبت الهبة لك وتأمني رجوعها إلى الواهب.
فلا ترجع حسناتك التي وهبت لك إليه.فإن استغفر وتاب أو استسمح واعتذر لك سيأخذ أجره من الله تعالى دون أن ينقص مماوهبك.
الجزاء من جنس العمل.إن كان هذا عملك في إساءة مخلوق إليك مع حاجتك وضعفك وفقرك فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز القوي فيقابل إساءتك بالإحسان كما قابلت من أساء إليك من عبيده.
من الإحسان تقرب من يقصيك وتكرم من يؤذيك وتعتذر إلى من يجني عليك سماحة لا كظماً ومودة لا مصابرة.
يقول أحدهم وددت أني لأصحابي مثل ابن تيمية لأعدائه وخصومه!!انزلي منزلة الجاني لا المجني عليه واعلمي أنه إنما سلط عليك بذنب لك،"ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير".فإن علمت أنك أنت بدأت بالجناية فانتقم الله منك على يده، كنت أنت السبب في أن يسيء إليك فأنت أولى بالاعتذار...


سادساً:مشهد سلامة القلـــب.وهذا مشهد شريف لمن عمل بهوعرفه.
وهو أن لا يشغل قلبه بما ناله من الأذى فإن القلب إذا اشتغل بذلك ترك ماهو أفضل.كل نعيم في الدنيا ليس بينه وبين نعيمالآخرة أي نسبة إلا نعيم وحيد ممكن أن تقيسي فيه نعيم الجنة وهو حلاوة مناجاة الله،إن شعرت أن الله فتح عليك فتوح في مناجاته فتشعري حلاوة الدعاء.أنه أحياناً يفتح علي بالدعاء وحلاوة المناجاة إلى أني أتمنى أن تدوم هذه الساعة من دون أن يتسجاب لي لتدوم الحلاوة.


سابعاً:مشهد تكفير الخطايا بالمحن نعمة.بأن جعله الله مظلوماً يترقب النصر وليس ظالماً يترقب النقمة.يفرح بالمحن لتكفير الذنوب. فأذى الخلق لك كالدواء من الله المشفق عليك فلا تنظري به إلى مرارة الدواء ولكن انظري إلى الداءالذي هو فيك فأشفق الله عليك ليداويك.اجعلي علاقتك مباشرة مع الله سبحانه وتعالى اطلبي من الله وانتظري منه فهو أسرع وأفضل من أن تنتظري من خلقه وأريح لك وأهدأ لبالك.
ولتنظري الذي حصل هو محنة متعافية مما هوأكبر منها فإن أوذيت في نفسك فأنت متعافية في بدنك ودينك.يقول أبوالدرداء:أدركت الناس ثمراً لا شوكاً فيه وهم اليوم شوك لا ثمر فيه، إن نقدتهمنقدوك وإن تركتهم لم يتركوك. قالوا يا أبا الدرداء فماذا نفعل؟" قال: أقرضهم من عرضكاليوم ليوم فقرك.



ثامناً: مشهد التوحيد وهو أجل المشاهد وأرفعها.
إن اشتغل قلب العبد بمحبة الله والإخلاص له ومعاملته وإيثار مرضاته والتقرب إليه وقرة العين به والأنس به واطمأن إليه وسكن إليه واشتاق إلى لقائه وتوكل عليه ورضي به وبقضائه،
واتخذه ولياً دون سواه بحيث فوض إليه أموره كلها.وملأ قلبه برجائهوالإلتجاء إليه والدعاء له والاعتصام به والتذلل والخضوع له فليس في قلبه متسع للإنشغال بخلق الله وبأذيتهم ولن يجد في قلبه وفكره وسره متسع لينشغل بطلب الانتقام والمقابلة.
انشغلي بحب الله سبحانه والتقرب إليه بذكرهوتلاوة القرآن والقيام والالتجاءله بالدعاء والمناجاة.فمن امتلأ قلبه بأعلى الأغذية وأشرفها: فإنه لا يلتفت إلى ما دونها. وذلك فضل الله.
تعريف الكبر عند النبي صلى الله عليهوسلم:-
الكبر: بطر الحقيقة "أي رده" وغمص الناس "احتقارهم ودفع حقوقهم، أي ظلمهم".الافتخار عند الآخرين بشيء أعطاه اللهوظلم الناس.
جمال التواضع إنما يكون بأن ترضى لك أخاً بمن رضي الله به له عبداً. وأن لا ترد على عدوك حقاً وأن تقبل من المعتذر معاذيره فإذا كان الله رضي لأخاك المسلم عبداً له أقلا ترضى بهأخاً.
فعين الكبر أن لا ترضى به أخاً وأي قبيح أقبح أن لا ترضى به والله رضيبه.
وعين التواضع:
إن جاء المسيء إليك بعذر أو بحق قبلته منهوإن أخطأت عليه اعتذرت له.
إن من التواضع أن تقبل عذره صادقاً كان أولا وتكل سريرته إلى الله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين المتخلفين عن القتال.
وعلامة الكرم والتواضع إنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجه، وقل " لعله أن يكون الأمر كما تقول وإن قضى شيئاً لكان".
تسعة أعشار الخلق في التغافل.
ضعي نفسك مكان من اعتذر إليك واعتبري نفسك أنك أنت التي أخطأت ووقفت لهذا الإعتذار فلا تحرجيه واقبلي عذره وأوكلي سريرته إلى الله.
هكذا ستنتهي القضية بدقيقتين وتزول الشحناء والخصومة، أما إن لم تقبلي عذره وجلستم للعتاب ستزداد الخصومة التي بينكم ويسوء الحال. لأن بالأصل ليس نيتك الرضى وذهاب الخصومة وإنما الانتقام لنفسك.
اجعلي المعاملة هذه صادرة منك عن سماحة وطيبة نفس وانشراح صدر لا عن كظم وضيق ومصابرة حتى تعودي نفسك على ذلك فالمقصود إصلاح الباطن والسر والقلب لا التكلف مع الغير.

أسأل الله أن يرزقك وإياي قلباً سليماًمخموماً.

محبتك في الله.
منقول من كتاب مدارج السالكين بتصرف.
15
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أمنية العمر
أمنية العمر
بارك الله فيكي وجزاك كل خير
أم تركــي
أم تركــي
بارك الله فيكي وجزاك كل خير
بارك الله فيكي وجزاك كل خير
موضوع قيم ..
بارك الله فيك وجزاك الله خير ..:26:
ماوية
ماوية
بارك الله فيك اختي سنابل .. وموضوع قيم وممتاز اسال الله ان يكتب لك الخير والاجر..
براءه 2006
براءه 2006
بارك الله فيكي وجزاك كل خير
بقايا عهد
بقايا عهد
سلمت يداك وحسن اختيارك وجزاك الله خير
دمتى