- يوه.....تحت عيونك أسوووووود!!
حاولت أن اصطنع ابتسامة وقلت:
- أبدا ..أمس ما نمت كنت أذاكر..
قربت وجهها مني ونظرت لي بحدة ثم قالت:
- خفففففففففي على غيري!
ثم نظرت إلى نظرتها الماكرة وقالت:
- اعترفي جايكم خاطب؟
- خخخخخخ..أي خاطب وأي خرابيط يا شيخه ..لا تضحكيني وأنا تعبانه..
ضحكت معي ثم أمسكت بذراعي ..وأخذت تمشي معي في شارع الجامعة
الكبير
**********
كان الزواج و((الخطبة)) بالنسبة لي موضوعا مؤجلا..لا أستطيع حتى مجرد
التفكير فيه..
علي أن انتظر زواج أخواتي الثلاث أولا ..أو على الأقل بعضهن..قبل إن
اسمح لنفسي بالتفكير فيه..
عودت نفسي أن اسكت حين تفتح زميلاتي موضوع الزواج كموضوع شيق
للحديث حوله..وما أن يبدأن بنسج أحلامهن الوردية حتى أحاول قدر الإمكان
أن ((أسحب)) تفكيري وقلبي من مجرد تخيل هذا الحلم الجميل الذي يجعلني
أتعذب أكثر وأنا أفكر في مصيري ومصير أخواتي..
علي أن أعيش دون أن أفكر في هذا الأمر ..وأعود نفسي على القبول بذلك..
شئ ما يدهى عقول الناس الحمقى..كنت دائما أفكر ..كيف لم يتقدم أحد لخطبة
أخواتي وهن لا ينقصهن جمال ولا عقل..أليس لهؤلاء البشر عيون ينظرون بها
إلينا ؟؟
لكنه النصيب الذي لا يملك أحد من البشر التساؤل حوله..
ذات مرة ..تقدم لابتسام خاطب بدا انه جيد..كدنا نطير فرحا به..وبنينا أحلاما
عريضة..بعد أيام قليلة أقبل أبي بوجه شاحب ..وقال أن هناك من أخبره أن هذا
الشاب غير محمود الأخلاق..أصبنا بصدمة كبيرة ..وانهارت ابتسام ..وأخذت
تبكي لعدة أيام في غرفتها..دخل عليها أبي وقال:
- يا بنيتي ..لا تعتقدي أني لا أريد لك الزواج و أن أراك أما مع أطفالك ..فهذا
حلمي قبل إن يكون حلمك ..لكني لا أريد لك إن تتعذبي مع شخص لا
يستحقك..
استمرت ابتسام تبكي دون أن ترد على أبي..
حينها خيرها والدي بكل صدق ..
- يا بنيتي ..القرار لك ..لن أتخذ أي قرار ..سأترك الموضوع برمته
لك..فاختاري ما تريدين..
في الغد ..سمعت أمي تقول لأبي ..أن كثير من الشباب يتغيرون بعد
الزواج..وأنه لا بأس ببعض العيوب ..فلا أحد تكتمل أخلاقه في هذا
الزمن..وابتسام جاوزت الثلاثين ..صمت والدي ..ولم يتكلم..
وأعلنا موافقتنا على هذا الخاطب ..بعد أسابيع..تم عقد القران ..لكن ابتسام لم
تكن سعيدة..تماما..
وكنا جميعا بطريقة ما نشعر بذلك..
********
ذات ليله ..كنت أدرس لاختبار الإحصاء وقد نشرت كتبي وملازمي على
سريري..
فوجئت بابتسام تدخل غرفتي ..جلست على سريري..ثم وضعت وجهها بين
يديها ..
عرفت أن هناك أمرا..
هناك شئ ما ينهار ..لكنني التزمت الصمت..وحاولت أن أتظاهر أني لا أزال
أقرأ في ملزمتي ..
فجأة..
ضحكت بصوت عال..
نظرت إليها باستغراب..فإذا بها تضحك وعيونها تدمع..
- هذا حظي مثل وجهي ! طول عمري كذا!
واستمرت في الضحك بشكل يكاد يخنقني..
بهدوء سألتها:
- في شئ جديد؟
قالت وهي تتوقف بصعوبة عن الضحك..
- الأخ..قبل شوي مكلمني ..
ههههه واستمرت تضحك قبل إن تتكلم بصعوبة..
- مكلمني وهو سكران!!
نظرت إليها وقلبي يكاد أن ينخلع من مكانه..ماذا تقولين؟؟
استمرت في الضحك..
- أقسم بالله ..كنت بالأول أشك فيه ..لكن اليوم لاااااا...وااااضح أنه شارب..
شعرت بصدمة ..لم أعرف ماذا أقول لها ولا بم انصحها..
- والله مدري هو يشرب ولاااااااا-هههه استغفر الله- يمكن يحشش ..
صعقت ..شعرت إن الموضوع اكبر مني ومنها ..
- وش راح تسوين ؟ بتقولين لأبوي؟؟
- نظرت إلي نظرة تقطر ألما ...لا أعرف كيف ..شعرت أني أنظر من خلال
عينيها لنفس معذبة..
ثم قالت:
- لا تقولي لأحد ..اسكتي خلاص..ومسحت دموعها بمنديل ..ثم أكملت..
- ما راح أقول لأحد ..بأستمر ..وبأتزوجه..يعلم الله مو عشاني ..لا..
نظرت إلي نظرة مخيفه ..نظرة من يقدم نفسه قربانا لينقذ غيره..ثم أكملت
بصوت متهدج..
- علشانكم أنتم..علشانك أنت وخواتي..
لم اعرف ماذا أقول..ولا بم أنصح ..
أنا التي كنت أعتبر ابتسام بمثابة أم صغيرة لي فبيننا ما يزيد على العشر
سنوات لم أجد في نفسي الجرأة لأن اقلب الكراسي واتخذ دور الناصح
الموجه لها ..
كل ما استطعت عمله..هو أني أقتربت منها وطوقتها بذراعي... واخذنا نبكي
معا...
********
اليوم..ابتسام ..لدينا..
مرت بتجربة قاسيه جدا..أقسى من أن يتحملها قلبها الرقيق الحنون..
خرجت من عاصفة قاسية حطمت أشرعتها..
فعلت كل هذا حتي لا تحرمنا من الزواج لكنها لم تنجح..
لماذا يا ابتسام ؟؟ هل هناك ما يستحق كل هذا؟؟
********
أنا لازلت اسكت حين بفتح موضوع الزواج..
لا زلت انهر قلبي ..حين يدعوني للحلم ..
لكني وجدت طريقا أخر ..بدأت أفك قيدي عن اسر التفكير في هذا الأمر..
بدأت انطلق حرة..نحو أفق أرحب بكثير..
لم يعد يؤلمني واقعي..لأني صنعت لنفسي واقعا أجمل..وحددت أهدافا أخرى..
رفعت رأسي للأعلى ..فوق السور الذي سجنت نفسي فيه ..
نظرت للعالم فوجدت فيه الأجمل والأروع ...وليس كله مقرونا
بالزواج..وضعت لي أهدافا أحققها..
اشتركت في أنشطة تطوعية..
وأصبحت مهتمة بحضور الكثير من الدورات ..
نظمت وقتي لكي أحفظ القران ..وتعلمت مهارات جديدة..
الأجمل أني أصبحت أعيش حياتي بكل لحظة..بدلا من أن أقضيها في انتظار
رجل قد يأتي وقد لا يفعل..
أصبح تفكيري :
سأنتظر لكن وأنا أسير
وليس وأنا واقفة!
*********
هذه قصة بعنوان سأنتظر وانا أسير
للكاتبة نوف الخزامى
كتبتها لكم من مجلة حياة للفتيات للروعتها وجمال معانيها
أختكم المحبة لكم
زوجة فهد

زوجة فهد @zog_fhd
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


××××
OO
×
رووووووووعة..........
مجلة حياة أنصح فيها كل الفتيات بجد مواضيعها تناقش قضايا الفتيات بأسلوب رااااااااااااائع ومنوع
ولكن أليس للقصة نهاية ...:06:


الصفحة الأخيرة
ومشكورة حبيبتي