إلى ماجد وعدنان وسالي وفلونة.. شكراً لكم

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

وانا اتصفح جريدة الوطن لفت انتباهي موضوع للكاتبه السعوديه (مرام عبد الرحمن مكاوي) وعجبني ماسطرة يدها وخطت اناملها ........ وحببت ان تقروا ماكتبت اسأل الله لنا ولها التوفيق


كتاب اليوم

مرام عبدالرحمن مكاوي




حينما يسألني البعض ممن يعتقدون أن لغتي العربية جيدة تحدثاً أو كتابة عن السر في ذلك، وهل هو عائد إلى تأثري بمعلمات اللغة العربية أو بالمناهج الدراسية أجيبهم بالطبع لا.. ثم أضيف أن الفضل يعود لأمرين لا علاقة لهما بالدراسة والمدرسة.
فابتداء هناك مداومتي على قراءة المجلات العربية للأطفال والتي ازدهرت خلال فترة الثمانينات الميلادية وحتى أواسط التسعينات قبل أن تفعل العولمة فعلتها بها. فقد كانت هناك مجلة أروى من الأردن، وسعد من الكويت، وباسم من السعودية، وقبلها مجلة ماجد من الإمارات، والتي كانت عالماً آخر من المتعة والمعرفة والتربية والتعليم والخيال.


فمن ماجد أخينا الكبير الذي علمنا كيف نحترم أنفسنا والآخرين، وكيف نحب وطننا العربي، ونعشق لغتنا العربية، ونؤمن بقضايانا القومية عن وعي، كان باب "عيون تراقب العدو" الذي يترجم لنا (نحن الأطفال) مقاطع من صحف هآرتس ويديعوت أحرونوت وغيرها من الصحف الإسرائيلية،

سابقة لم تتكرر في أي مكان آخر، إلى النقيب خلفان والمساعد فهمان اللذين علمانا أن الحق والخير والعدالة تنتصر في النهاية. إلى شمسة ودانة اللتان أحبتهما كل فتاة وتمنت لو تعيش معهما على جزيرة نائية في الخليج، تنقلنا سلمى (السلحفاة العملاقة) على ظهرها لنجد بانتظارنا الصقر منصور والماعز حبوبة، لنجرب طعام شمسة أو نستمتع برسومات دانة! وصولاً إلى كسلان جداً الشقي،
والذي عرفت منه ماذا تعني الساعة الثالثة عشرة حين عمل كسلان مضيفاً جوياً. ومن منا لا يذكر حماسنا في البحث عن "فضولي" على صفحات المجلة؟ وهل تذكرون باب "أنا عندي مشكلة"؟ أو باب "أحباب الله" الذي قدم لنا روائع التاريخ الإسلامي وفضائل الأخلاق في قالب جذاب. كيف استطاعت مجلة واحدة أن تحتوي كل أبناء العرب من المحيط إلى الخليج؟


لا تستطيع عشرات المحاضرات الوعظية ومئات الحصص المدرسية أن تعلم طفلاً أو تثقف طفلة على النحو الذي فعلته مجلة ماجد معي على الأقل. بل إن ماجد عرفت كيف تتعامل مع قضية حساسة مثل حرب الخليج، حين لم يلتفت أحد إلينا ليشرح لنا ماذا حصل، وأنا يومها ابنة العاشرة، فكان ماجد حكيماً وشرح لنا الموقف بهدوء، متعاطفاً مع الشعب الكويتي، ومتسامحاً مع الشعب العراقي، محملاً المسؤولية لمن تسببوا في الحرب دون نشر للكراهية أو الأحقاد.

وبالتزامن مع مجلات الأطفال التي كانت تعي دورها التاريخي وأمانتها القومية والدينية، كانت هناك أفلام الكرتون المدبلجة باحترافية واضحة ولغة عربية ممتازة في كل من الكويت وعمّان. هذه الأفلام التي جعلتنا نتكلم العربية الفصحى آنذاك مع بعضناً بطلاقة، كما غرست فينا الكثير من الفضائل الإنسانية مثل الرحمة والعطف والإحساس بالآخرين والتواضع وحب العمل والدراسة وحمستنا للحلم والنجاح.


هل تذكرون مغامرات عدنان ولينا؟ هل تذكرون كيف كانت مشاهد الحياة المتطورة في "القلعة" تحمسنا للمستقبل إلا أن مشاهد "أرض الأمل" تعود لتذكرنا بأن الحضارة الحقيقية تقوم على تعاون البشر لأجل خيرهم جميعاً. ترى هل مازالت كل بنت تحلم بأن يأتيها عدنانها ليحميها ويفديها بحياته؟ وماذا عن الأولاد الذين صاروا رجالاً.. هل مازالوا يحلمون بأن ينقذوا "لينا" من "علاّم"؟ أو "سالي" من جبروت "السيدة مينشن"؟


ترى هل كنتم تعتمرون قبعة وتحملون سيفاً بلاستيكياً لتتمثلوا بالأميرة ياقوت؟ أو تكونون فريقاً للعب الكرة مثل الكابتن ماجد؟ أو تستخدمون الوسائد في المنزل للتدرب على الملاكمة مثل فارس؟
هل حلمتم يوماً بأن تمتلكوا لعبة مثل "جمارو" تديروها بجهاز حاسوب متطور مثل ذلك الذي يملكه سانشيرو؟

وهل تصدقون اليوم كم كان تعاطفكم كبيراً مع النحلة بشار ومع كل الحشرات التي يلتقي بها في رحلة بحثه عن أمه؟

مازالت في الذاكرة هنا مساحة للصحفية الصغيرة "ساندي بيل"، ولابنة الجبال "هايدي"، ولعائلة روبنسون كروزو وابنتهم "فلونة"، ولا أظن أن الشباب خصوصاً سينسون أبداً مسلسل "جزيرة الكنز" المثير ولا الخمسة عشر رجلاً الذين ماتوا من أجل صندوق!


وناهيك عن المحتوى الرائع، فإن أغاني المقدمة والنهاية لهذه المسلسلات كانت دنيا أخرى، وشكلت نشيداً قومياً لا يزال يحفظه جيلنا (من الخليج إلى المحيط) حتى اليوم. واذهبوا إلى موقع "يوتيوب www.youtube.com"، وابحثوا عن هذه البرامج بالاسم، وربما لن تتمالكوا دموعكم وأنتم تشاهدون تلك اللحظات المدهشة من أعماركم حاضرة هناك.


ولا عجب فقد كانت الأغاني رائعة لحناً وصوتاً ومضموناً، ويكفي أن نعرف أن المطربة الشهيرة أصالة (وهي يومها مراهقة صغيرة) قد غنت مقدمة "حكايات عالمية"، ويعلق أحد الشباب الذي يبلغ من العمر اليوم ثلاثين سنة بأنه تعلم من هذه الحكايات أكثر بكثير مما تعلمه من المدرسة. وأذكر أنه حين كنا نسافر بالسيارة مسافات طويلة من جدة إلى مكة أو الطائف أو المدينة كنا نغني بشكل جماعي هذه الأغنية وغيرها " من كل بقاع الدنيا..من كل بقاع الأرض..

قصص شتى تروى حتى..". أما اليوم فحين طلبت من طفلة في الرابعة أن تغني لي أغنية جميلة فقد غنت لي: "آه ونص"!!

لقد كان هناك فريق متكامل يشرف على الترجمة ثم الدبلجة والغناء، مكون من خبراء لغويين ومن ممثلين وممثلات أعلام في الوطن العربي بأصواتهم المميزة ولغتهم السليمة. فسأظل أذكر أصوات سناء يونس وعلي المفيدي وعبدالرحمن العقل من الخليج، وريم سعادة وإيمان هايل من الأردن. أما حين دخلت شركة ديزني بأفلامها عالمنا العربي، فلم تشأ أن تستعين بهذه الخبرات، وفضلت أن تلجأ إلى دبلجة مشوهة بالعامية المصرية، لأسباب لا أستطيع أن أرى أنها بريئة.

لم تكن تلك الفترة الذهبية، والتي لم يكن لدينا فيها في السعودية سوى قناة واحدة تقريباً، خصصت فيها ساعتان على الأكثر في اليوم فقط للأطفال، مقتصرة على أفلام الكرتون المستوردة وحسب، وإنما كان هناك إنتاج عربي لبرامج ثقافية مفيدة ومميزة.

هل تذكرون برنامج " افتح يا سمسم" ونعمان وعبلة وميلسون وكل سكان شارع عشرين؟ ماذا حصل لهم يا ترى؟ ولماذا توقف البرنامج الذي كان أفضل ما تمخض عنه مجلس التعاون الخليجي في رأي الكثيرين؟ وأين صار برنامج المناهل الذي أتانا من الأردن وبطله "أبو الحروف" الذي كان يعلمنا الإملاء بطريقة رائعة؟ لماذا تراجع الاهتمام بالطفل العربي وهويته وثقافته على هذا النحو المريع؟

لماذا تجذر هذا التعصب القطري والمذهبي والمناطقي؟ لقد كان في مدرستي الحكومية في جدة طالبات من مصر والأردن و سوريا والسودان واليمن وإندونيسيا وباكستان وفلسطين ولبنان وإريتريا والصومال، ولم نكن نعبأ بهذه الاختلافات إلا في اليوم الذي تقول فيه الوكيلة أحضرن صوراً من التابعية أو الإقامة. وقبل أسابيع قليلة تلقيت رسالة إلكترونية تفيض حباً ووفاء من صديقتي (ربا الفرا) التي رأيتها لآخر مرة وأنا في الصف السادس الابتدائي، والتي كانت في غاية السعادة لأنها اكتشفتني اليوم كاتبة. وقد استأنفت علاقتي مع صديقتي (سعاد جلال) التي تسكن القاهرة اليوم، بعد أن وجدتني على الشبكة أيضاً.


في الساعة الخامسة من عصر كل يوم، كان الأطفال والمراهقون في السعودية يتحلقون حول تلفزيون القناة الأولى ليشاهدوا الرسوم المتحركة وبعدها برنامج افتح يا سمسم أو المناهل، ليتسلوا ويتعلموا ويشغلوا وقتهم بالمفيد. لم يكن هناك وقتها إنترنت ولا قنوات فضائية ولا سوني بلايستشن، ومع ذلك فلا أشعر أن أطفال اليوم أسعد حظاً منا. فقد عشنا طفولة حقيقية، وتعارفنا بأصحاب حقيقيين لا متخيلين عبر الشبكة. ذاكرنا حين كان يبنغي أن نذاكر، ولعبنا حين كان هناك متسع للعب، كانت أحلامنا بسيطة وجميلة، كنا نحلم بأن نكبر ونعمل، ونعرف أن الطريق إلى ذلك يمر بالجد والعمل. حتى أفكارنا لم تكن مشوهة.. لم نكن نرى في حب عدنان للينا أو بسمة لعبدو علاقة غير شرعية أو شيئاً ضد الدين أو مخالفاً للفطرة، فهمنا ذلك كله على أنه صداقة بريئة..ترى لماذا كان علينا أن نكبر؟ ِ







اتمنى يعجبكم الموضوع
29
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مـــوهـــومـــه*
ألا يا طفل لا تكبر
كذا اجمل..كذا أطهر
كذا لا هم يتراكم
كذا لا ضغط لا سكر
ترا أكبر كذبة عشناها
"يالله متى نكبر"
احلم قد ما تقدر
وإذا خفت..خبي أحلامك بدفتر
ترا الأيام سراقة والأحلام تتبخر



فعلا كل شي با الطفوله كان غير وماقالت الا الاشياء اللي احبها وخاصة هااايدي وعدنان ولينا
حتى بناتي يوم شريتها لهم ووريتهم اعجبوا فيها اكثر من الان موجود وان كان في الجديد شي بس مو زي زمان الغالب كان رررائع اما الان النادر الرائع

مقالة رااائعه لكاتبة متميزه راايقه ونقل بارك الله بناقلته

دمتم بود
أم علولي
أم علولي
اشكرك اختي والله دكرتينا بايام زمان كلمة روعه قليله فيها
ضويه
ضويه
يوه ذكرتيني الحين اتحطم لمااشوف اولادي مع انهم صغار 6سنوات و3سنوات يتابعون رسوم متحركه كلها عنف واعجاب واضح بالجنس وغيره وغيره الله يسقي ذيك الايام بالخير
أميرة قرطبة
أميرة قرطبة
مشكوره أختي على الموضوع الرااااااااائع أو بالأحرى المقال الأكثر من رااااااااااائع

حفظك الله وصاحبة المقال من كل شر وسوء

فعلا"حياتنا وطفولتنا وبرامجنا 000الخ زمان أروع وأجمل وأفضل من هذا الزمن

أأأأأأه ذكرتيني صراحه أيام طفولتي وأفلام الكرتون والبرامج الحلوه الي كنا نشاهدها في ذاك الوقت

وكنا برضو نقلدها حتى قبل كم يوم كنت أكلم أخوي الصغير عن الكرتون القديمه

وأنها أفضل من اللي تعرض الأن

ولكنه ضحك على وأظهر إعجابه الشديد بأفلامالكرتون الجديده وبرسوماتها 000!!!!

ولأنه منذ أن عرف الكرتون لم يشاهد غير يوغي وسبايدر مان وغيرها في ظنه هي أفضل شيء رغم إني

كم مره أبين له أن همها هدم العقيده وليس لها أي هدف 000!!!

وتعلم على العنف وليس لها قصه محدده أو هادفه عكس تماما" أفلام الكرتون القديمة
***البسبوسه***
***البسبوسه***
الله يسقي ذيك الايام