إلياس عليه السلام

بعد وفاة سليمان انقسمت مملكته إلي قسمين: المملكة الجنوبية 'يهوذا' يحكمها رحبعام ابن سليمان والمملكة الشمالية 'إسرائيل' يحكمها يربعام.
من سبط افرايم بن يوسف. وحكم في كل مملكة ملوك عديدون وظهر في كل منها أنبياء عديدون أيضا.
كان ملوك المملكة الشمالية أسرع في الزيغ عن عقيدة التوحيد إذ تزوج أخاب سابع ملوكها من 'ايزابل' ابنة 'اثبعل' ملك صيدا والذي كان يعبد البعل كما يتضح من اسمه ومعناه 'البعل معه' فأغوت زوجها بجمالها وتسلطت عليه بقوة شخصيتها فأدخلت إلي إسرائيل 'الشمالية' عبادة البعل واحضرت معها 450 من كهنته وبنت معبدا كبيرا في العاصمة 'السامرة' وسمته 'بيت البعل' وراحت تضطهد الديانة الموسوية فقتلت كثيرا من كهنتها وفر الآخرون إلي المملكة الجنوبية_ يهوذا. وتبعها زوجها _الملك_ في ضلالها. والناس علي دين ملوكهم فضل الشعب وعبد البعل.
وجاء النبي الياس _وهو ايليا عند أهل الكتاب_ وراح ينصح الملك بالعودة إلي عبادة الله وحده:
'وإن الياس لمن المرسلين. اذ قال لقومه ألا تتقون. اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين. الله ربكم ورب آبائكم الأولين. فكذبوه...' '123_126 الصافات'. فكان ان اخذ الله إسرائيل بالشدة ونقص المطر 3 سنوات حتي ضج الناس وطلبوا من كهنة البعل ان يقدموا قربانا ويقدم إلياس أيضا قربانا وايهما تقبل قربانه يكون علي الطريق الصحيح. وأشار القرآن الكريم إلي هذا 'الذين قالوا ان الله عهد الينا ألا نؤمن لرسول حتي يأتينا بقربان تآكله النار' '183_ آل عمران'. فقدم كهنة البعل ثورا وظلوا يتضرعون إلي البعل فلم تنزل نار تأكل قربانهم. ثم قدم الياس قربانه ودعا الله فنزلت نار من السماء فأكلته. وهنا ثار الشعب علي كهنة البعل وقبضوا عليهم وقتلوهم وعاد الناس إلي عبادة الله فنزل مطر عظيم وانتهت المجاعة.


د . رشدي البدراوي
:17: