قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ)
سمعت هذا الحديث ..فوقع في قلبي الذهاب له ... دخلت المسجد ..فانتابتي سكينة في القلب وأيُّ سكينة !!
صعدت حينها للدور العلوي .. نظرت فإذا بي وحدي ... المكان خالي ...
هدوء نفس .. ما أروع الخلوة بك يا الهي ..
خطوت عدة خطوات أتأمل المسجد ...حتى وقفت في مكان قدر الله أن أقف به ..!
رفعت بصري لسقفه فأول ماوقعت عيناي عليه ..
آيه مكتوبه فيه :
((قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه غفور رحيم))لا أدري مالشعور الذي انتابني حينها ..
رسالة .. قد فهمت مرادها ..
أُحِسُّه النداء الرباني .. الذي يحنو ويرأف بعباده ..مهما ابتعدوا ..مهما قصروا ..هو معهم ..ينتظرهم رأفة ورحمة من عنده سبحانه ..
يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي..
صليت ..ثم أخذت أدراجي ..أقرأ أذكاري.. فتنبهت لصوت صدر من الخلف ..
فالتفت ..
فوجدت امرأة طاعنة في السن ..تجوب المسجد وتدور به ..وترفع الأشياء وترتبها ...
فقمت لها وألقيت عليها السلام ..واستفسرت منها عن أمر وددت معرفته ..فأجابتني ..
فبادرتها سائلة :أتعملين هنا ياخالة ؟؟
فابتسمت ابتسامة العبد الراضي.. وقالت : لا..
إنما آتي لهنا ..لأنظف المسجد ..فإذا وجدت ورقة رفعتها ..وانظف المكان .. نأخذ الأجر يا ابنتي ونبحث عنه ..
ابتسمت لها وودعتها .. وهمْهَمَتْ هيَ بِعدَّة دعوات ..وولَّتْ ذاهبة ..
عندها عدت لأدراجي .. لأسرح بفكري ..وأقول لنفسي .. كم سابق للخير قد تعَدَّاني؟؟..
ذكرتني بفعلها قوله تعالى: ( والسابقون السابقون أؤلئك المقربون )
ذكرتني بفعلها قوله عليه الصلاة والسلام: (اتقوا النار ولو بشق تمره )ذكرتني بفعلها قوله عليه الصلاة والسلام: ( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)
فعلا ما أكثر العابدين لك يا الهي ..
ما أكثر المخبتين لك يا إلهي..
ما أكثر السابقين اليك يا الهي ...
فأين نحن منهم ؟؟
امرأة عجوز ..لم يمنعها طعنها في السن أن تبحث عن الخير وأبواب الأجر!!..
تذكرت حينها قصة المرأة التي كانت تَقمُّ المسجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم (أي: تجمع القمامة منه) ..فمرضت، فانقطعت عن عملها، فسأل عنها صلى الله عليه وسلم فقيل: إنها مريضة أو: محتضرة. قال: إذا ماتت فآذنوني. فتوفيت ليلاً، فكرهوا أن يشقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فجهزوها ودفنوها، فلما أصبح سأل عنها: ما شأنها؟ قالوا: توفيت البارحة ودفناها. قال: ألم آمركم أن تؤاذنوني؟ قالوا: يا رسول الله! توفيت بالليل، وكرهنا أن نشق عليك. قال: دلوني على قبرها فذهب إلى البقيع ووقف على قبرها وصلى عليها..
كل ذلك فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لها لعملها اليسير!!..
فعلا لا تحقرن من المعروف شيئا ..
فلعل هذا العمل هو الذي يُرْضى الرحمن عنها ..
لعل هذا العمل هو الذي تبلغ به الدرجات العُلى ..
عمل ولو كان قليل ..لكنه مع الإخلاص عند الله عظيم ..
يوم أن كنت بمكة ..جلست أتامل الكعبة الشريفة ...
رأيت أحد معارفي من بعيد ..ينظر يمنة ويسره ..
ثم انحنى للأرض يرفع نواة التمر عن الأرض خشية أن تؤذي الماره ..
ثم نظر يمنة ويسره ..
ثم ألقاها في مكانها المخصص..
ابتسم قلبي لفعله ... وكم غبطته لإخلاصه وتأكده لعدم رؤية أحد معارفه له ..
عمل أراد به أن يكون سريرة مع الله عزوجل ..
رأيته من حيث لا يعلم .. ولعلها خيرة الله التي جعلتني أراه ..!!
فعلا لا تحقرن من المعروف شيئا ..
فلعل هذا العمل هو الذي يُرْضى الرحمن عنه ..
لعل هذا العمل هو الذي يبلغ به الدرجات العُلى ..
عمل ولو كان قليل ..لكنه مع الإخلاص عند الله عظيم ..
فعلا يا اخوتي : لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ..
فلنبحث عن أبواب الخير ..فهي كثيرة .. ولو كانت يسيرة .. لكنها مع الإخلاص عند الله عظيمة ...
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول للأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانة:)
دلوعةحواء @dloaahoaaa
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
والله فعلا
ممكن أهون الامور فيها من الخير مالله به عليم
دلوعة .. تسلمين
ماتتخلين موضوعك كيف نبهني لأشياء
الله يجزاك من الخير حتى ترضي
ممكن أهون الامور فيها من الخير مالله به عليم
دلوعة .. تسلمين
ماتتخلين موضوعك كيف نبهني لأشياء
الله يجزاك من الخير حتى ترضي
الصفحة الأخيرة
موضوع جميل
والواحد المفروض مايتهاون في اي عمل خير مهما كان صغير لعله يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبل
جزاك الله خيرا