إنـجـاب الـبـنـت أو الـولـد...أيـهـمـا تـخـتـاريـن؟؟؟

إنجاب البنت أو الولد...أيهما تختارين؟؟؟

ما سأخطه في هذه السطور هي أحداث حقيقية وقعت أمام عيني وعايشتها لحظةً بلحظة ولا

زالت تتكرر في ذهني إلى الآن...كنت في غرفة انتظار النساء في المستشفى انتظر دوري

للدخول عند الطبيب...في غرفة الإنتظار كانت تجلس بعض النساء حالهن كحالي ينتظرن دورهن

وكانت تدور بينهن حوارات كثيرة تدور حول مواضيع كثيرة وأحداث حياتية عديدة منها المفيد

ومنها مجرد كلمات تتفوه بها الألسنة...من بين النساء المتواجدات لفتت نظري سيدة عربية وأمامها

عربة طفلها وقد لاحظت أن الطفل ليس طبيعياً أي أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وعمره لم

يتعدى الشهور كانت والدته صامته ولا تشارك باقي السيدات في الحديث والنقاش...كانت تحدق

في طفلها حيناً وتسرح بعيداً بفكرها حيناً آخر...لاحظت هذا في نظراتها التي تشرح وبالتفصيل

معاناةً تعيشها هذه السيدة العربية...تطرقت إحدى النساء المتواجدات إلى الحديث عن إنجاب

الذكر والأنثى حيث قالت لإحدى النساء أن ابنتها لم ترزق بالبنين، فقط كانت تنجب

البنات!!!...وأكملت السيدة حديثها عن ابنتها ولهفتها لإنجاب أخٍ لأخواته يكون لهن سنداً وعوناً

من بعد الله في هذه الدنيا المتقلبة ولكن هذه مشيئة الله وهذه خيرتها ولله حكمة في جعلها لا

تنجب إلا البنات والحمد لله كل بناتها يتمتعن بالصحة والعافية وبعضهن تزوج وأنجب والأخريات

يواصلن دراستهن الجامعية...

الحمد لله كانت حياة هذه الأم وبناتها كاملة لا ينقصها شيء والكمال لله وحده ورب الأسرة والد

البنات قد انتقل إلى جوار ربه... وكانت هذه الأم شديدة الحرص والاهتمام ببناتها لم تقصر

عليهن بشيءٍ ...كانت وما زالت حياتهن هادئة لا يكدر صفوها أي شيء بفضل الله عليها وعلى

بناتها...كانت هذه الأم تعامل بناتها رغم بلوغهن سن الرشد بحب شديد وحرص أعظم ...

ولكن هذه الأم كانت وما زالت تتمنى لو أن الله رزقها أخاً لبناتها ولكن هذه الذرية هي قسمتها

ونصيبها من هذه الدنيا...

عندها التفتت السيدة العربية أم الطفل الذي في العربة وخاطبت السيدة التي كانت تقص على

الحاضرات رغبة ابنتها الملحة لإنجاب أخٍ لأخواته وقالت لها بعيونٍ دامعة وأنفاسٍ بالكاد تستطيع

التقاطها: يا حجة لا تختاروا بين بنت وولد ولكن إسألوا الله أن يرزقكن الذرية الصالحة البارة تامة

الخلق والمعافاة، إن رزقكِ الله ببنتٍ معافاة إحمدي الله على فضله ولا تقولي يا ليتني أنجبت

ذكراً...اشكري الله أن منّ عليك بذريةٍ معافاة تهنئين بها ولا تتألمين لمعاناتها وأنتِ ليس بيدك حول

ولا قوة لتغيري مشيئة الله...وتابعت السيدة العربية حديثها وقد خيم الصمت على جميع النساء

المتواجدات في غرفة الإنتظار...اسألوا الله أن يرزقكن الذرية المعافاة الصالحة البارة فلا يوجد

فرق يذكر بين إنجاب البنت أو إنجاب الولد...المهم أن تسألي الله جنيناً معافى تفرحين بشقاوته

وحركاته عندما يكبر...يكبرأمام عينيكِ بصحةٍ وعافية حاله كحال غيره من الأطفال...لا تتكبدين

مشقة المراجعات الدورية في المستشفيات للإطمئنان على نموه العقلي والجسدي...احمدي

الله واشكريه على فضله العظيم عليك بإنجاب جنينٍ معافى...عندها خيم الهدوء على جميع

المتواجدات فقد ألجمت هذه السيدة بعباراتها المؤلمة التي اقتبستها من معاناتها ومعاناة طفلها

أفواه جميع المتواجدات في غرفة الإنتظار...ثم عادت هذه السيدة تحدق في صغيرها الذي

أمامها بعد أن شرحت لهن ما هي المعاناة الحقيقية!!!...هل هي في إنجاب جنينٍ معافى بغض

النظر عن جنسه؟؟؟...أم إنجاب جنين يتألم من إعاقته أو مرضه وتتألمين لألمه لا تملكين له حولاً

ولا قوة...