"إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ" >>>>قصة معاناتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قبل لا أبدأ موضوعي. عارفة أنّ حالي أحسن من غيري, صحة, وأمان,وأطفال...إلخ. فيا رب لك الحمد والشكر.
من يوم كنت صغيرة وأنا طموحة وأحب أكون الأفضل, ما أحب أكون شي عادي.
مع إني كنت أعيش في عذاااااااااب أشياء تقال, وأشياء كثيرة ما تقال ولا تكفيها صفحات:
أبوي كان راتبه قليل ما يكفي شي, لما كان موظف كان راتبه يروح في البيت اللي يبنيه لنا- حرم نفسه من أشياء كثيرة ? عشان يأمن لنا بيت يلمنا, وبعد ما تقاعد راتبه ما عاد يكفي شي, مع ذلك كنت أحلم بمستقبل غير, وكنت أقول ما راح أتزوج إلا إنسان راتبه عالي ? ما أبغى أولادي يعيشون اللي عشته.
انخطبت وأنا في الثانوي, وكنت حاطة في بالي إني ما أتزوج لين أخلص دراستي, عشان أأمن مستقبلي. لكن نصحوني أوافق عليه وخصوصا أن راتبه عالي في ذاك الوقت يعتبر أفضل من كثير من الموظفين.
وراح انتقل للرياض وفيها جامعات وتخصصات كثيرة, وهذا المطلوب.

بعد الزواج استأجرنا بيت في حي قديم في الرياض أجاره 7000؛ لأني أحب التوفير (ومتعودة عليه). ومع ذلك مرت علينا ظروف خارجية ما لنا دخل فيها ما خلت معنا شي, وفوق هذا صرنا نتدين عشان نشتري رز ناكله بدون دجاج, وأحيانا يجينا صدقة نلقاه عند الباب.
وفي هذيك الفترة تولى الملك عبد الله الحكم- أسأل الله أن يرحمه ويغفر له- زادت الرواتب وتعدل الحال, وصار عندنا سيارة بالأقساط. وخاف زوجي على سيارته نقلنا بيت ثاني أجاره أغلى شوي؛ لأن الحي اللي كنا ساكنين فيه ما كان فيه موقف للسيارة...إلخ

سجلت في الجامعة وفي نفس الوقت حملت وجبت أول ولد (طفل مريض يحتاج عناية خااااصة. حولت انتساب.
ومن مستشفى لآخر, كنت أيام الاختبارات اذآكر في المستشفى (وقتها كنت أحلم أن ولدي يتعافى واذآكر وأشرب قهوتي في بيتي).
ويا رب لك الحمد تحقق الحلم, لكن صار حادث على زوجي وانعدمت السيارة, وكلف تصليحها مبلغ عالي, وقتها طلع قرض لدفع الأجار وقسط دراسته. وللأسف صدم بالسيارة مرة ثانية, وكلفت سعر أغلى من قبل, والراتب ما يكفي لتصليحها, فطلع قرض ثاني. من بعدها صار الراتب ثلاث ارباعه للقروض من ست سنوات للآن, وكل ما حل الأجار نطلع قرض جديد سواء من البنوك أو الشركات إذا رفض البنك يعطينا.
ومع ذلك درست غير إني ما أقدر أشتري ملابس وشنط غالية, ما أقدر حتى أدفع فلوس لحضانة أطفالي, فصرت أجيب شغالة شهر أو أسبوعين أيام الاختبارات تمسك أطفالي؛ لأن المبلغ أرخص كانت شهر بـ ألف ريال, وأهل زوجي وأهلي في منطقة ثانية... كنت أختبر وأنا أفكر في أطفالي لا يكون سوت فيهم شي, وهم في شقة والباب مقفول عليهم عشان لا تسرقهم, ويمكن تحترق العمارة, كيف يخرجون...إلخ.
لكن أنا أدرس عشان أتوظف وأعوضهم ما راح يعيشوا اللي عشته. خلصت الجامعة (وياما عانيت بحثا عن المحاضرات مين راح تعطيني كتبها وهي ما تعرفني...!

وبدأت رحلة البحث عن وظيفة, وكانت الصدمة(ما في وظيفة لأني انتساب) والمفاضلة راح تكون على الوظايف الإدارية فقط, علما بأني تربوية, ولكن لا يعترفون بها؛ لأني انتساب.
عدد المتقدمات كثييير, متى راح أتوظف؟ راح يتزوجون أولادي وأنا باقي ما توظفت...!
طلب منا صاحب الشقة نطلع؛ لأنها قديمة وتحتاج ترميم, وين نروح الأجارات ارتفعت, ونحتاج بيت أربع غرف أولادي كبروا وصاروا يدرسون, غير أقاربنا من خارج الرياض يجون عندنا اللي عنده مراجعة, أو عنده مريض يحتاج علاج في مستشفيات الرياض أو زواج...إلخ
طبعا الناس شايفين زوجي تاجر؛ لأن في الأساس راتبه كثير, وما يصدقون أن راتبه ما يبقى منه ريال...أقسم بالله أنه أحيانا يستلم الراتب, ويتسلف عليه عشان يسدد الدين. ومها قلنا ما يصدقون, يتوقعون أننا نقول كذا عشان العين.

طلع زوجي قرض جديد عشان ننقل, والبيت اللي نقلنا فيه يحتاج ترميم ودهان ودولاب مطبخ جديد, واشترينا مجالس مستعملة, وسكنا.
وقتها طلع أمر ملكي بحافز, أشتريت لي منه جوال وغسالة صحون؛ لأني أولد قيصريات وأخرج في بيتي لا شغالة ولا أهل, وكنت قد أخذت عهد على نفسي أني ما أولد مرة ثانية إلا وعندي غسالة.
وباقي فلوس حافز جمعتها عشان أكمل دراستي, عشان أقوي شهادتي.
واختبرت قدرات عشان أقدم ع الماجستير, وجبت درجة عالية ولله الحمد مع أنه أول اختبار لي في مركز قياس.
واستغربت كل ما قدمت في جامعة ما يقبلوني انتظام, غريب مع أن تقديري جيدجدا؛ وعرفت السبب لأني انتساب, وهم ما يقبلون غير الانتظام (حسبي الله ونعم الوكيل على من حط هذا الشرط, وكل من حرمني الوظيفة هو خصمي يوم القيامة).
وفي آخر مقابلة للماجستير رحت لها كان الجو حاااااار جدا, وأولادي معي كالعادة في السيارة ينتظرون, وأنا أشوفهم تقطع قلبي عليهم إلى متى هذا الحال؟ ما خليت جامعة ما قدمت فيها وبعد الاختبار والمقابلة ما أُقبل.

والحمد لله تم قبولي( كانت الدنيا ما تسعني من الفرحة)...
بدأت الدراسة الفعلية, لكن أولادي يحتاجون لمتابعة يومية, وأنا أحتاج لوقت عشان أذآكر, غير شغل البيت.

بقى معي فلوس من حافز اشتريت بجزء منها كتب, والباقي ولله الحمد أخذت به شغالة كانت للتنازل بمبلغ بسييييط, لأنها كانت تبي تجلس كم شهر وتسافر بلدها.
والمكافأة كنت أعطيها باص ينقلني للجامعة.
وصرت أقدم على وظايف الإعادة مع زميلاتي في الجامعات, وكانوا يقبلون زميلاتي وأنا لا.
ليه؟ أنا سعودية يحق لي أتوظف...!
وين أروح؟ ايش أسوي عشان توظفوني؟ خريجة جامعية درست بنظام الانتساب (مو خريجة سجون).
خلصت المقررات. وبدأ وقت كتابة الرسالة.
كيف؟
ما عندي مبلغ يكفي لشراء الكتب, احتاج أحضر دورات...!
الجامعات في شمال الرياض, أنا أسكن في أقصى الجنوب.
الرسالة تحتاج لذهن صافي, وأنا بالي مشغول...
من وين ندفع الأجار, ووووو

استلم زوجي الآن راتبين مع راتبه الشهري, ولكنها ما راح تكفي, وراح يطلع قرض؛ عشان يغطي الديون الحالية فقط.
صرت أفكر في حلول تخلصنا من الفقر.

تركت التفكير في رسالتي غصبن عني. العمر يجري وكل وظيفة لها عمر محدد.
ملاحظة: الإسكان ما يشملنا, لأن زوجي قدم قبل 5 سنوات في القرض العقاري عن طريق مكتب حطوا أرض باسمه, وبعد ما خلصوا الإجراءات رجعوا الأرض باسمهم؛ لذلك راح علينا الإسكان بسبب الأرض اللي كانت باسمه. حنا اللي فاتحين بيتنا للكل ما نستاهل سكن...!

حمّلت تطبيق ملتقى التوظيف.
وتطبيق عقار عشان أشوف البيوت, وأمتع عيوني بها... أدمنت عليه, شافني زوجي, قال: اصبري لين ينزل اسمي في الصندوق العقاري, وأخذ معه قرض, واشتري بيت في الشمال قريب من الجامعات...
أنا وحيدة في الرياض عندي بعض الأقارب ساكنين شمال وشرق الرياض. الوحدة تقتل. وإذا جيت أسافر لأهلي, أو أهل زوجي ما نقلى مكان نجلس فيه-حالهم مو أحسن من حالنا- وقتها أتمنى أرجع بيتي على الأقل محد يرفع صوته على أولادي.

واليوم كتبت موضوعي بعد التقديم على وظيفة معيدة مرة أخرى, وتذكرت كل شي مريت فيه.
الأمل ضعيف, ما راح اتحمل صدمة أخرى.
حلمي بيت, ونلقى مصروف يكفينا.
أحب العلم, لكن الفقر دمرني.
حسيت أن ودي أفضفض, لعلي أرتاح, وأكسب دعوة, لعل منكن من لو أقسمت على الله لأبرها...
أخفيت الكثير من معاناتي حتى لا أُطيل... ادعوا لي