
في ليلة ظلماء شح نورها فانحسر ..
وتركني أتخبط عشواء في دجىً مكفهّر ...
تلمست جذوة من أقرب عرق ينبض ،
وبيدٍ راعشةٍ أوقدت سراج قلبي
حملته بيدي ..وسرنا سويةً ..
أرشده في متاهة الطريق ، ويبدد لي العتمة ..
ساعات قدرها الظلام .. تتجمل بالصبر
وتنتظر بهاء الصباح !
.....
في القلب علة اسمها الزمن ..!
شكلتها به الأيام حتى تمكنت منه فصيرته مريضاً بالانكسار ..
لاشفاء يرجى له ولا دواء ...
هكذا يسابقني ويسبقني إلى كل منغصة وألم ..
يتآكله القلق إن غض الطرف عن أسبابها ..
ولا يسكن به ساكنٌ ..إن اختار أن يتجاهلها وينصرف دونها ..!
أهي نعمة تلك التي صنعته فأنسته إياي ..!
وأرهقت كاهله بكل ماعداي ؟!
تعبت ياقلب فرفقاً بي وبك !!
تجري بين ضلوعي بلا هوادة .. فلا تستريح إلا في المنام
كأنك تسابق قدرك ..
لا ياقلبي فقدرك محتوم .. وأوانه معلوم ..
ولكل قلب كتاب !
....
الطريق طويل ..
وزوادتي ليس فيها الا القليل من الخبز والصبر ..
والذكريات ..!
تهيج وتسكن في قرارة الفؤاد !
بقايا من حرائق خلّفها النسيان ..
وأشعلها الحنين ..
...........
حين تهدأ الروح وتمر أزمة الساعات الحزينة المثقلة ..
تتفتح نوارة القلب
كملكة الليل ويضيء قنديلها العتمة فينحسر الظلام!
وحين يبرق الأسى في سماء قلبي ..ويرعد ..
يختنق النور ... ويحترق المطر ..!
....
في داجية تلك الليلة ...
لبث سراج قلبي يتذبذب ..
فتارةً يومض وتارة تخفت أنفاسه ..
أسير به مرهقة بين ضوء وعتمة ..
وتيار القلب يلامس ساحله ثم ينحسر ..
ظلان بين مد وجزر ..!
حدثت نفسي:
ربما في إحدى لياليه المعتمة ينسدل ستار أحلامه ويستسلم ..
كل شيء له لونٌ ينتهي به ..
ولا أدري متى ينتهي لوني .. ؟
ومتى تموت على الشفاه القصيدة ..
قبل أن يلفظها الورق؟!
......
الأيام مكابدة ..!
ويالعناء الروح في مكابدة الأيام !
بعد كل معركة ننتزع الشظايا الباقية ونرمم القلب ..
وتفتق الجراح معركة أخرى ..
وما من منتصر ... وما من مهزوم ..
إنما هو طريق محتوم
.......
ارفع راية السلام ..!
وتنشق بخور الأيام
رغماً عن أنف الهموم ..
قل معللاً قلبك : لاشيء يدوم !
فصبر جميل!
غداً نعبر الليل إلى مرفأ الصباح ..
غداً نستريح عند ضفة الورود
في عالم الخلود ..!
إنما هي أيام ..!!
إنما هي أيام ..!!
قرأت حرفك الماسي
ودخلت كلماتك لنفسي وتربعت ..
مزيج من الحكمة والرفعة ونكران الذات ....
فيضنا الغالية أسعد دوماً بجمال حرفك ....
حفظك الله وسدد خطاك 🌹