السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّها حَقاً أُنْثَى مُلهمة للسَّعادَة .. ♥

♥~ لعلك أخيتي قابلتي تلك الأنثى الملهمة للسعادة في يومٍ ما .. !
أو لعلها لم تكن مقابله بقدر ما كانت لحظات عابره ،،
فتركت تلك الرائعة في نفسك موضعاً كبيراً للدهشة والتساؤل والإعجاب !
فقلت في نفسك : " ما أجمل روح تلك الفتاه ! كيف لها أن تمتلك كل هذا الكم الهائل من المرح والتفاؤل رغم ظروفها ؟!
أيُعقل أن تكون كُل ظروفها على مايرام ؟؟ أيُعقل أن المشاكل لم تطرق لقلبها باباً ؟
يالَ سعادتها ! ..كم أتمنى أن أكون مثلها..!! " ..
♥~ أخيتي ،، دعيني أُحدثك قليلاً عنها .. !
فكلنا نطمح أن نكون مثلها ..
إنها فتاة تتألق بروحها في السماء ويزداد وهجها كلما اشتد الظلام حولها ،
هي فتاه مثلنا ، لها من الأفراح والأحزان مثلما لدينا ،،
ولكنها رغم كل هذا !!
دائما ما تجدينها أنثى متفائلة ، تُحبّ العطاء ، دائماً ما تعتلي شفتيها ابتسامه عذبه ، ترين بريق السعادة في عينيها ،
لها روح كالسماء في اتساعها
يخالجك شعور أنها تستطيع احتضان أرواح العالم بحنانها .. !!
إنّها حقاً أنثى مُلهمه للسَّعادة ! ..
هكذا أُحبُ أن أسَميها! ..
♥~ قد قابلت مرّة ً إحدى هذه الإناث الملهمات للسعادة ،
كنت شغوفةً جداً لأن أكون مثلها !
تلك الرائعة فتاه مثلنا ، تسلب الألباب بتعاملها مع الناس !
كأنها ملكه ، تأسر الكون بروعتها !
أتصدقون لو قلت لكم أنها فتاه في عُمر الزهور تزوجت و طُلّقت !
ومع ذلك لازالت نجمة براقة من أروع ماتكون .. !
تسحر الناس بـ عبق السعادة التي تنشرها حولها .. !
من منا ظنت أن رائعتنا هذه مرّت بظرفٍ كهذا ؟ .. لا أحد ! ..
كُلنا ظننا أن رائعتنا ستكون مثل سندريلا التي انتهت قصتها بزواجها من الأمير ..!
لماذا ؟
♥~ لأننا نعتقد أن أولئك السُعداء أنُاس مستثنون من مشاكل الحياة !
وهذا غير صحيح !
كل أولئك السُعداء بشر ، لهم من مشاكل الحياة مثلما لدينا ،
ولكنهم أقوياء ،
ليست القوة هنا تعني القسوة ! ..
وإنما القوة هي الصبر والثقة بالله وحسن الظن به .. !
لا أخفيكم أني استصغرت نفسي بجانبها كثيراً .. !
بَدَتْ لي تلك الرائعة أنها قريبه كثيراً من الله .. أو لعل هناك خبئ من عمل صالح
أنعكس أثره على روحها فأصبح قلبها يطير فرحاً وسُروراً .. !
♥~ تعلمت منها أن السعادة الحقّه ، هي أن يمتلك المرء القدرة على الشعور بالسعادة مهما كانت ظروفه .. !
ستقولين لي : كيف ؟
سأقول لك تدبري و تأملي معي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم !
((عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ
وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ". أ
خرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ،رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670).

♥~ ما رأيكم بـ مثال آخر لأنثى مُلهمه للسعادة .. !
تعرفت على إحدى الأخوات الرائعات ، أخت تحمل قلباً كقلوب الأطفال ، إنسانه رائعة بحق ! .. تحرجنا بطيبتها وكرم أخلاقها ،
خفيفة الروح ، مرحه ..
كريمه ، متعاونة ، معطاءة .. أنعم الله عليها بحفظ كتابه كاملاً ..
أخبرتها ذات يوم بأني أشعر أنها تَبُثُّ طاقه إيجابيه حولها !
فـ فرحت كثيراً وضحكت مما قلته لها ..
أتصدقون لو قلت لكم بأن رائعتنا هذه متزوجة منذ زمن بعيد ولم تُرزق بأطفال ؟!
لم تكونوا لتتوقعوا ذلك ،، صحيح ؟!
إنها حقاً أنثى مُلهمة للسعادة !

♥~ السر يا عزيزتي حتى تكوني أنثى مُلهمة للسعادة يكمن في قربك من الله !
إنها الحياة مع الله !
فبالقرب من الله ، لن نكترث بما ينقصنا !
بل إننا لن نجد وقتاً للتفكير به !
فهناك لذة جديدة ستُدمن عليها أرواحنا .. !
فكلما تقربنا إلى الله بالعلم بالله من خلال معرفة أسماءه وصفاته ، ومن
خلال تلاوة كتابه وفهّم الرسائل الموجهة إلينا منه وتدبّرها ،
ومن خلال الكتب النافعة ، ومن خلال أداء الطاعات ،
لوجدنا لذة لا تشبه أي لذة أخرى ، لذة نشتاق إلى المزيد منها ! ..
لذة نفتقدها كثيرا كلما ابتعدنا عن الله ! ..
لذة نبكي ونتوب إلى الله كلما غاب أثرها عن قلوبنا ! ..
♥~ فيا أخيتي دعيني أصارحك بأمر لعله يؤرق عينيك عن المنام ، !
لماذا الكثيرات منا تحرم نفسها من الشعور بالسعادة ؟؟؟
تغمض عينيها عن الكنوز التي وهبها الله إياها وتركز على ما ينقصها فقط !
أتعلمين أخيتي أنه كان بمقدورك أن تكوني أسعد إمرأه في العالم ولكنك تضيعين هذه الفرصة من خلال بكاءك على أمور
لو علمتي كيف يُدبرها الله لك في الغيب لسجدتي شُكراً لله ! ..

ضرب الشيخ خالد الجبير مثلاً رائعاً ذات مرّة فقال :
" لو أعطاك شخص مليون ريال ، ثم أراد أن يأخذ منك خمسة ريالات فقط ،
هل كنت ستعطيه ؟ .. ستقولين: نعم ! هذه بس خمسة ريالات من أصل مليوون !
ولله المثل الأعلى ! " ..
أخيتي .. أنعم الله عليك بالكثير من النعم التي لا يمكن أن تُشترى !
أعطاك بَصَر تقرئين به كلامي الآن ، في حين أن كثيرات حُرمن من هذه النعمة !
أعطاك يد تستطيعين بها أن تحركي الشاشة فتقرأين موضوعي بالكامل ،
في حين أن كثيرات حُرمن منها إما بحادث أو ماشابه !
أعطاك و أعطاك و أعطاك ...
فلماذا لا تسعدين بهذه النعم ؟
♥~ نحن الفتيات ، قد تتصور إحدانا أن السعادة الوحيدة التي يمكن أن تحصل عليها هي الزواج !
انا لا أقول لك لا تتزوجي ! .. الزواج نعمه ..
ولا أقول لك توقفي عن الدعاء بالزواج من الرجل الصالح ! .. بالعكس استمري ..
ولكن من الخطأ أن تضيقي معنى السعادة الواسع وتحصريه فقط على مسألة الزواج ! ..
فهكذا تحرمين نفسك من أصناف كثيرة من السعادة !
♥~ الحياة أخيتي فيها الكثير من الأمور التي تسعدك ، فالسعادة ليست حصراً على الزواج!
إنما هو صنف واحد من صنوف كثيره من السعاده!
فإذا حُرمتي هذا الصنف من السعاده .. فلماذا لاتبحثين عن غيره
طالما ان الخيارات المُباحه متوفره ؟!
أتعلمين أخيتي أنك في نعمة تُحسدين عليها من قبل الكثير بينما أنتِ لا تشعرين بقيمة هذه النعمة !!
ألم تسمعي أخيتي بهذا الحديث :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)
♥~ أخيتي كثيرات من الفتيات تتمنى لو أن لديها وقتاً كوقتك لتحفظ به شيئاً من كتاب الله !
أو لتدعو به إلى الله أو لتقرأ ما ينفعها في دينها ، أو لتتعلم ما ينفعها ، أو لتقدم به يد العون لغيرها ، أو حتى لتبر به والديها !
فقد أشغلتها الدنيا ومتاعبها !
بينما انتِ يا اخيتي يا من تملكين نعمة الوقت فإذا بك تهدرين وقتك في التفكير في أمور الله قادر على تحقيقها لك !!
فقط توكلي على الله واستغفري من ذنوبك التي حرمتك الرزق
وأمضِ قُدماً نحو السعادة واسألي نفسك دائماً
أخيتي ،،دائما اسألي نفسك هذا السؤال
لو تزوجت وأنجبت الأولاد وانشغلت بمسؤولياتي الكثيرة ،
أو لا قدر الله لو أصبت بحادث وأصبت بشلل ،
أو لا قدر الله فقدت إحدى النعم التي أنعم الله بها عليك ،،
عندها ،، مالذي كنت سأتمنى لو أني فعلته في شبابي ؟؟
ستجدين نفسك تتمنين لو انك ادخرتي عملاً صالحاً ينفعك بدلاً من انشغالك في التفكير بالزواج !!
أليس كذلك ؟!
فاعملي إذاً مادمتي في شبابك وقوتك !!
♥~ اخيتي ، إنه الشيطان يصرفك بالأفكار وأحلام اليقظة عن العبادة
فادحريه بالاستعاذه منه وبالتحصين ، وانطلقي إلى عالم السُعداء .. !
إلى الأخت التي لم تجد السعادة في الزواج ، وإلى الأخت التي لم تتزوج بعد ،
أقول لهما :
اسعدي بحياتك وأعملي لآخرتك ، أطلقي الضحكات من أقصى أعماق قلبك ،
لا تقولي ليتني أعود طفله ! بل عيشي بروح الطفلة !
لا تفني عمرك وتهدري وقتك في التفكير في أمر الله أعلم به منك ! ..
سلمي أمرك لله ، وثقي به ، وأحسني الظن به ،
ثم بادري في البحث عن أمور أخرى تسعدك !
ثقي بالله تماماً ، انظري كيف يثق الطفل الصغير بأمه و يسلم أمره لها ،
لأنه يثق بها أنها لن تضره !
ولله المثل الأعلى ..

♥~ يا من تتحسرين على أمور قدرها الله عليك ، من تأخر زواج ،
أو الحنين الى الذرية ، أو مرض أو عدم قبول في جامعة مُعينة
أو عدم توفر المال الكافِ لشراء فُستان أعجبك أو أي أمر سواءَ أكنتي تتمنين وجوده أو تتمنين أنه لم يكن !
♥~ أخيتي ، ألستِ تقولين يومياً ضمن أذكار الصباح والمساء :
"رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً "؟!
تأمليها جيداً ..
رضيت بالله رباً ..
رضيت بالله رباً ..
رضيت بالله رباً ..
♥~ هل حقاً أنتِ راضيه عن الله ؟ ..
هل تثقين بقسمته لك ؟
هل تثقين أنه اختار لك الخيرة من أمرك ؟
إذاً لماذا تحملين كل هذا الهم !!
أتعلمين من يُدبر أمرك ؟! .. إنه الله جل جلاله!
الذي هو أرحم بك من أمك عليك !!
لنا الفخر أن يُدبّر الله أمورنا !
الكريم يُدبّر أمرك !
ليس الملك الفلاني ولا الأمير الفلاني !
إنه الله !
فأبشري بالخير يا أخيه ! ..

تترائي أمامي الآن رسالة رائعة وصلتني اليوم تقول :
الناس ينتظرون مكرمة من الملوك والشيوخ والرؤساء بلهفة ! ..
وينتظرون العطايا من أي نوعٍ ستكون ..
عجباً لهم !!
و " ملك الملوك " ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة ليعطي من يسأله ..
وهم في لذة النوم والسهرات !!
ولا نرى من ينتظر نزوله - سبحانه - إلا الرابحون .. فلنكن منهم ! ] ..

♥~ أخيتي ،
مارأيك في نزع ذلك الرداء الرث المليء بالشكاوى والأسى ،
ولنرتدي ثوباً مُرصعاً بالرجاء بالله والثقة به ! ..
ولنسقي أرواحنا بما يُحييها من ذكر الله ،
ولتكن إحدانا أنثى مُلهمة للسعادة .. ~ !

♥~ كلمات رقراقة أهديها لكِ .. ولتكن شعارنا من اليوم ! ..
تفضلي من هُــنـــا
♥~
كانت هذه برقيتي ،،
كلمات خرجت من قلبي أنصح بها نفسي وإياك ،
اختكن : الفتاه المهذبه
فجر الأربعاء : 4:54 صباحاً
17/2/1433هـ - 11/1/2012م
اعتذر كثيراً على الإطالة ، وأرجو من الله ان تكون كلماتي لامست قلوبكن الطاهرة
لم يذق أحد حلاوة الأنس بالله إلا تمنى أن لايفتقدها !
نسئل الله تعالى ان يرزقنا وإياكم لذة الأنس به ..
وفقكن الله لما يحبه ويرضاه ..
أسعد باستقبال نقدكم البناء ..
أسمح للجميع بنقل الموضوع بأي شكل من الأشكال
ولكل من نقلت الموضوع او افادت اخواتها بما ذكر فيه
اسئل الله ان يجزيها خير الجزاء ..
يتكثر علي نفسه ان يكون سعيدآ...!!?
وربما لانعلم..ان السعاده بحد ذاتها موجوده بين ارواحنآ..
لكن نريد فقط ان نظهرهآ..
لكي ياغاليه ان تظهريها في المبآح..
ولك ان تظهريها في المعصيه والمكروه..
برقيه بحد ذاتها جميله وتحمل الكثير..
بوركت..