,

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
حياكم ياغاليات:
اللسان نعمة من نعم الله العظيمة صغير حجمه ...عظيم طاعته وجرمه ...
إذ باللسان يستبان الكفر والإيمان فاللسان رحب الميدان
واسع المجالهو ترجمان القلوب والأفكار آلة البيان وطريق الخطاب
له في الخير مجال كبير وله في الشر باع طويل
فمن استعمله للحكمة ...والقول النافع وقضاء الحوائج
وقيده بلجام الشرع فقد أقر بالنعمة
ووضع الشيء ......في موضعه وهو بالنجاة جدير
ومن أطلق لسانه وأهمله سلك به الشيطان .........
كل طريق ولا يكب الناس في النار
على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.................
بل إن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان
في الاستقامة والاعوجاج................
كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أصبح ابن آدم
فإن الأعضاءكلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك فان استقمت
استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» ....
الكلام أسيرك:
الكلام أسيرك فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره
والله تعالى يقول: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب فاستدل عليه بحركة اللسان ..
فانه يطلعك على ما فيالقلب شاء صاحبه أم أبى.....
من آفات اللسان:
الآفة الأولى:الشرك بالله تعالى:
يقول الحافظ ابن رجب: "فإن معصية النطق يدخل....
فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل...
ويدخل فيها القول على الله بغير علم"....

الآفة الثانية: القول على الله بغير علم
إن القول على الله تعالى بغير علم ...
هو من أعظم الذنوب.. ...بل هو أعظم من الشرك كما قرر...
ذلك ابن القيمرحمه الله، وما ذاك إلّا لأنه ....
هو السبب في الشرك فان السبب فيه هو القول....
على الله بغير علم.....
الآفة الثالثة: الغيبة
وهي ذكر العيب بظهر الغيب ، ذكرك أخاك بما يكره
سواء أكان فيه ما تقول أم لم يكن فهكذا بينها
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} .
والغيبة ذات أسماء ثلاثة: الغيبة والإفك والبهتان.
فإذا كان في أخيك ما تقول فهي الغيبة...
وإذا قلت فيه ما بلغك عنه فهو الإفك...
وإذا قلت فيه ما ليس فيه فهوالبهتان...
هكذا بين أهل العلم الغيبة، فهي تشمل
كل ما يفهم منه......مقصود الذم سواء أكان بكلام
أم بغمزة أم إشارة أم كتابة.
الآفة الرابعة: الكذب
جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم
ما حدث به مما رآه من أنواع عذاب أهل النار فكان مما
قال صلى الله عليه وسلم: «أما الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به
ما رأيت إلى يوم القيامة»...
وقال صلى الله عليه وسلم:
«وإياكم والكذب، فإن الكذب
يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي
إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب
حتى يكتب عند الله كذابا» .
الآفة الخامسة: القذف
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ
ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً
وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةًأَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
، وهذه آفة لا يكاد يسلم منها اليوم إلا موفق..
من كثرة من يقع فيها، إن قذف المؤمنين والمؤمنات..
في أعراضهم أو دينهم أو اتهامهم بما هم منه براء..
كل ذلك باب من الذنب عظيم، وهو من الكبائر.
الآفة السادسة: شهادة الزور
قال سبحانه مثنياً على صنف من عباده
{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}، وقال سبحانه وتعالى:
{وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
عَلِيمٌ} .
الآفة السابعة: السب والشتم والسخرية بالمؤمنين
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ
عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا
بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} .
الافة الثامنة: الحلف بغير الله تعالى
كالحلف بالأمانة والذمة والوالد والولد ..
والشرف والقبيلة وبحياتك وحياة النبي..
قال صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير
الله فقد أشرك»
وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفا فليحلف بالله
أو ليصمت» .
الآفة التاسعة: الكلام بالباطل أو السكوت عن الحق
يقول ابن القيم رحمه الله: "وفي اللسان .....
آفتان عظيمتان إن خلص من إحداهما .....لم يخلص من الأخرى آفة الكلام وآفة السكوت ....
وقد يكون كل منهما أعظم إثما من الأخرى في وقتها....
فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص الله
مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه، والمتكلم بالباطل
شيطان ناطق، عاص لله، وأكثر الخلق منحرف
في كلامه وسكوته، فهم بين هذين النوعين.
وأهل الوسط - وهم أهل الصراط المستقيم - كفوا ألسنتهم
عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة".
الآفة العاشرة: اللعن
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «لا يكون اللعانون شفعاء
ولا شهداء يوم القيامة» .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها
ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا
وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت
إلى الذي لعن، فان كان كذلك أهلا
وإلا رجعت إلى قائلها» .
الافة التاسعة : النكت
انتشر بين الناس اليوم نوع من أنواع الكذب
وهو ما يسمى (بالنكت) حيث يقوم بعض الناس باصطناع حكايات لا أصل لها عن جنسيات
أو انساب أو بلاد لأقوام، وما ذاك الا من اجل
إضحاك الناس، وهذا أمر محرم جمع بين
الغيبة لهؤلاء والكذب......
وقد ورد الوعيد الشديد.....
عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم
فيكذب ويل له ويل له»
والويل: وادٍ في جهنم.

عودِ لسانكِ القول الجميل:
ما أجمل أن يعودّ الإنسان لسانه الجميل لين القول
فإذا ما تكلم لم يقل إلا خيراً..
والكلام الطيب العف يجمل مع الأصدقاء والأعداء..
جميعا وله ثماره الحلوة، فهو مع الأصدقاء يحفظ مودتهم..
ويستديم صداقتهم يمنع كيد الشيطان أن يوهي حبالهم..
ويفسد ذات بينهم...
قال الله تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ
بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} .
وحسن الحديث مع الأعداء يطفئ خصومتهم ويكسر حدتهم...
أو يوقف تطور الشر، واستطارة شرره..
قال الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} .