إني عائدة ..بقلمي

الأدب النبطي والفصيح


إعتادت أن تمسك يدي ، ترافقني دائما ، نضحك معا ونبكي معاً ..

تعاهدنا الا نفترق ابدا ..

كتبنا معا عهداً أن نتعاون و نضمد جراحنا ، كان من بنود عهدنا أن ننجح أن نتفوق أن نحمل معاً احلامنا ..

تعاهدنا أن نفرح سوياً حين تشرق شمس امنياتنا ..

كنا نسير على درب واحد ، كنا نتسامر سوياً ..

تحكي لي احداث يومها ، واحكي لها اوجاع قلبي ، فتمسح برفق على رأسي وتخبرني أن غداً اجمل ..

تقول لي : ابتسمي فأنا بــ قربك ولن ابتعد عنك ..

وثقت بها كثيراً ، كما أنها منحتني كامل ثقتها ..

ذات يوم أفلت يدها من يدي ، حاولت الامساك بي لكني اسرعت متجاهلة لــ وجودها ..

نسيت في تلك اللحظة عهدي معها ، كنت لا ارى دموعها التي تبلل خدها ، رغم أن قلبي كان يبكي معها ..

صرخت ونادت ، كان صوت رجائها أن اعود يصل لــ كل شيء حولي إلا انا ..!!

حملت حقائبي وشددت الرحال لعالم مجهول تماما ، لم تكن فيه معي ، صُفعت فيه كثيراً ، لم يكن هناك من يمسح دموعي ..

لكني لم اتراجع فلا خيار آخر فــ طريقي الذي سلكته لا رجعة فيه ، كنت أبحث عنها في الطرقات ، في عيون الماره ..

كنت اشعر أني فقدت شيئاً ثميناً لكني أجهل ماهيته !!

نسيتها لم اعلم حينها أنها من ابحث عنه ، بنيت الكثير من الاحلام والامال على آخرين ظننت أني بهم سأكون ..

لكني فقدت نفسي ، ادركت أن مايحدث معي امراً ليس طبيعياً ، فقلبي يخبرني أني لا اسير في الطريق الصحيح ..

ورغم صدق نبؤة قلبي الا أني انكرت هذا مكابرة ...!!!

وبعد مرور السنين ، بعد أن وجدت جميع من بحثت عنهم ، بعد أن تحقق كل ما بنيته عليهم ، بعد أن اسقوني كأس خيبتي بهم ..

زارتني أتت إلي معاتبة ، لازالت كما هي صغيرة ضعيفة ..

قالت بحزن : لماذا خذلتيني ؟

لماذا لم تستجيبي لكل ندائتي لكل صرخاتي ؟

لماذا خنتي العهد الذي تعاهدنا عليه وعزمنا أن نسير معا لنحققه ؟

كنت اختنق كانت دموعي تنهمر كـ ماء المطر تبلل خدي وتفقدني القدرة على الرؤية بوضوح ..

فــ تلك الصغيرة رغم عتابها الرقيق كــ قلبها اوجعتني ، كانت تجلدني اضعاف ما جلدني ذلك العالم الذي رحلت وتركتها لـــ أجله ..

تسارعت انفاسي واضطرب بشدة قلبي ..

حاولت الامساك بيدها ، حاولت أن استعيدها ، لاني لم أجد أحداً يحبني كــ حبها ..

لكني كلما اقتربت منها ابتعدت اكثر ، كلما ركضت اليها حلقت بعيداً ..

رجوتها بدموعي أن تقترب ، طلبت منها بصدق أن تكون افضل مني ولا تبتعد ..

لكنها لوحت لي مودعة وقالت : لست هنا لست في عالمك الذي آثرتيه علي ، الذي خنتيني لاجله ..

قلت لها : لكني الان اريدك أنتِ ، لا اريد احد سواك ، تألمت كثيرا لأجلهم ، ابكوني كثيراً ولم يمسح احدهم دمعتي ..

لم يشفقوا على قلبي الصغير جداً بينهم ، قسوتهم لم ترى الا جسدا ظنوه سيكبر ، ويعتاد عالمهم ..

لم يدركوا اني لازلت كما تركتك صغيرة ايضاً ، لدي احلامي ولدي امنياتي ، لكنهم اغتالوها قتلوها في مهدها ..

نظرت لي نظرة اعرفها جيداً اتذكرها وكأنها بالامس ..

ثم قالت : هل تريدين حقاً أن اعود ؟

اجبتها بلهفة : بالتأكيد ..

اشارت بيدها للبعيد ..

ثم قالت : ستجديني هناك في تلك البقعة التي هجرتيني فيها ، فلم اتحرك خطوة للامام ..

عودي يا صديقتي للخلف كثيراً ، وستجديني في مكاني لازلت انتظر يدك لــ تعود فتمسك يدي ونكمل مسيرنا معاً ..

حتى لو كنتِ قد جربتي حياة اخرى بدوني ، الا أني لم اجرب شيئاً بدونكِ لازال قلبي على العهد وان ابتعد عنه الجسد ..

مسحت دموعي ، ورفعت إلى السماء رأسي ..

ثم بكل ايمان ويقين قلت : يارب عليك توكلت وإليك انبت اكفني ما اهمني تعلم مافي نفسي وانت علام الغيوب ..

ثم بدأت السير عائدة الى ما كنت تركته خلفي سنين طويلة ..

ابحث عن ذاتي المفقودة هناك في الماضي البعيد ، وسأستعيدها بإذن الله ..

اعلم أن الرحلة شاقة والطريق طويل ، لكن الله معي ولن يخيب في الله ظني ..

انتظريني يا أنا ، فــ أنا عائدة لـ امسك يدك مجدداً ..

بقلمي / نظرة حياء




2
680

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور يتلألأ
نور يتلألأ
سلمت يمينك على هذا الطرح
استمتعت بقراءته حتى آخر كلمة
باركك المولى غاليتي نظرة حياء
ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
حديث منبعه هو القلب ...
انهمرت احاسيسك وكتبت في هذه الصفحة ..
بخط رفيع سرمدي ..
أيا حزن قد حاط كلماتك ..
وواقع تألم به قلبك ..
وسلام أُلقيه عليك ..
اصرار .. تصميم رأيت فيك معاني الصداقة 
الحقيقية ..
ربما أطلت ولاكن نصك أثار اعجابي 
بارك الله بقلمك وفيك .