pink-girl

pink-girl @pink_girl_2

عضوة شرف في عالم حواء

إن التبصر في هذه الأمور يدلك على همك الأول والأكبر..

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل منا همّ بل هموم يحملها في صدره، إذ الدنيا هي دار الهموم كما قال الشاعر:

جبلت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأكدا

الهموم بعضها دنيوي، وبعضها أخروي، فمن الهموم الدنيوية وما أكثرها: همّ الدراسة، الرزق والوظيفة، حاجات الأسرة، أعطال السيارة، مشاكل الأبناء، أخبار الفريق الكروي . . .

ومن الهموم الأخروية: أحوال المسلمين، عذاب القبر، أهوال القيامة، المصير إلى الجنة أو إلى النار، تربية الأبناء، كيفية القيام بحقوق الوالدين، هم الدَين وسداده للخلوص من حقوق العباد. .


الإنسان يعيش في وسط هذه الهموم، إذ الدنيا معاشنا، والآخرة معادنا، فكل منها مصلحة للإنسان يود لو كفيها، لكن ينبغي على المسلم أن يعطي كلاً من الدنيا والآخرة قدرها، فيتخفف من شواغل الدنيا وهمومها، ويجعل همّه وشغله في مسائل الآخرة، وهذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((من جعل الهموم همّاً واحداً هم المعاد كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك)) . وفي رواية: ((من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرّق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له)) .


السؤال الذي يطرح نفسه:

ماهو الهم الأول الذي يسيطر على حياتنا؟
وهو الهم الذي يسميه النبي صلى الله عليه وسلم الهم الأكبر، وذلك في قوله: (( ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا))


هل هذا الهم من هموم الدنيا أم من هموم الآخرة؟
حاولي أن تكتبي الهموم التي تهمك في ورقة، وانظري أهمها لديك، وأكثرها شغلاً لبالك، ثم انظري كم من هذه الهموم للدنيا وكم منها للآخرة ؟


من أراد أن يعرف الهم الأكبر الذي يشغله فلينظر في أحواله:

ما الذي يفكر فيه قبل نومه أو في صلاته؟
ما الذي يفرحه ويحزنه؟ وما الذي يغضبه؟ما هي أمنياته؟
وبماذا يدعو الله في سجوده؟
وما الذي يراه في منامه وأحلامه؟
ما الأمر الذي يؤثر تأثيراً مباشراً في قراراته؟ا . .
إن التبصر في ذلك كله يدلك على الهم الأول أو الأكبر في حياتك، فتعرف حينذاك أنك ممن أهمته دنياه أو أخر

هموم الأنبياء عليهم السلام:

أنبياء الله هم أصدق الناس طوية، تجردوا عن حظوظ أنفسهم وعاشوا من أجل بلاغ دينهم، فكانت الآخرة همهم.
هذا نوح عليه السلام يمكث في دعوة قومه قرابة الألف عام، وهو يدعوهم إلى طاعة الله وعبادته، وليس له من هم إلا ذاك

وهكذا نبينا عليه الصلاة والسلام فقد عاش يحمل هم أمته عليه الصلاة والسلام، فمن ذلك أن ربه عاتبه هون عليه ما يجده من هم وحزن لعدم إيمان الكفار بدعوته، ومنه قوله تعالى: {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} . {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً} . {ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون} . {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} .


ونرى في حياته صلى الله عليه وسلم هم الدعوة - وهو من هموم الآخرة - جلياً واضحاً ومن ذلك أنه لما ذهب إلى الطائف يدعوا أهلها إلى الإسلام كذبوه وأغروا به السفهاء فضربوه وأدموه، لكنه عليه الصلاة والسلام شغله هم الدعوة عن جراحه

....منقـــــــول.. :27: :27:
1
441

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

= مها =
= مها =
جزاك الله خيرا