إن في قصصهم لعبرة

السلام عليكم ورحمة الله
اللهم يا حي يا قيوم يامن يقول لشئ كن فيكون أسألك باسمك الأعظم أن ترزق أخواتي بالذرية الطيبة إنك سميع الدعاء
اليوم حبيت أذكركم بالتوكل على الله وحدة وقد جئتكم بالبشرى و اخبرتكم أمس أن من الله علي بالحمل لكن ليست هذه البشرى فحسب بل بشرى لكن جميعا بالحمل الموفق -إذا أراد الله-القصة تكاد تكون خيالا لا أطيل عليكن :
تزوجت قبل سنتين ونصف تقرييا وكنت كأي عروسة أحلم بالهدوء والرومانسية وما الى ذلك,ولم يخطر في بالي انجاب الأطفال و كذا زوجي ,كانت حياتنا مستقرة ولله الحمد كل يغدق على الآخر الحب والحنان , وتمتعنا بكل ملذات الحياة , ومع مرور السنة الأولى نادى صوت الأمومة الفطري من داخلي وتمنيت طفلا يسليني في انشغال زوجي حيث يداوم صباحا ويدرس مساء , فطلبت من زوجي أن حان الوقت لبناء أسرة صغيرة وكأن الأمر بيدينا , فوافق فرحا وتركت من حينها استخدام موانع الحمل , ظننت أني في هذا الشهر سأحمل وبعد تسعة أشهر أضع مولودي وتعم الفرحة , لكن انتظرت شهرا وشهرين وثلاثة ولم يتم شئ , قررت الذهاب الى المستشفى للفحص وبدأت الشكوك تراودني, ذهبت الى أحد المستشفيات الحكومية وعملت فحصا للهرمونات وكانت النتيجة بعد خمسة أيام آه ما أطولها من أيام تمر ساعاتها ثقالا لا يكاد يملأها شاغل , ثم كانت النتيجة سليمة مع ارتفاع بسيط في هرمون الحليب لا يحتاج الى علاج , فرحت وحمدت الله لكن لم يكن بذاك الحمد والشكر المطلوبان , ثم هدأ الأمر قليلا أو تناسيناه و لم أنساه , وبدأت في البحث في الانترنت عن أسباب تأخر الحمل ومسبباتها فرأيت أخبارا جديدة عن البويضة و التبويض فرجعت في حيرتي بعد أن اطمأننت من ناحيتي , فطلبت من زوجي أن نذهب للمستشفى من جديد وكان رده هذه المرة هادئا دون حماس فزاد تضايقي حيث أن المرض لو كان في لا قدر الله سوف يتجاهلني وقد يخبر أهله ثم توالت علي الوساوس حتى انتهى بالزواج بثانية ,وقد أسأت الظن كثيرا في حبيبي الي لم يتوانى بعدها لحظة واحدة بعد أن رأى الأسى يخيم علي حتى اصطحبني الى الطبيب في المستشفى الحكومي وقد وصلنا متأخر وقد انتهى دوام طبيبة النساء و الولادة ولكن أشار الطبيب علينا استغلال الوقت والفحص على زوجي , لم نعطه ذاك الاهتمام لولا خجل زوجي من أخلاقة فقرر إجراء الفحص و طلب منه عينة من السائل المنوي وكانت النتيجة في اليوم الثاني و يالهول النتيجة ضعف شديد أشبه بالعقم قلة في عدد الحيوانات المنوية وبطء في الحركة شديد,وقع الخبر على نفسي كالصاعقة - ما الذي أسمع لا أكاد أصدق - و لابد من العلاج في أسرع وقت فاحتمال تفاقم المرض شديد , اللهم رحمتك نرجو , ومن هنا بدأ البحث عن العلاج و زوجي في كل مرة يعمل التحليل كانت النتيجة أسوأ , وعملت أنا فحصا للمبايض و كانت سليمة , لكن زوجي تعب من التحليل في كل موعد دون اعطاءه أي نوع من العلاج دأب المستشفيات الحكومية دائما ,وقرر عدم الذهاب للموعد التالي مع إصراري عليه لكن لا حياة لمن تنادي , وانقطع عن العيادات بشكل تام فضقت من اهماله ذرعا حتى شكوته الى أهله ولكنه كان باردا وما عاد يفكر في الانجاب , ومرت الأيام والشهور والمحاولات حتى اقتنع بالعلاج في مستشفى خاص فحمدت الله أن تجاوب , و صارحني أن سبب تحوله الى مستشفى خاص حبه الشديد لي و أنه لن يتأخر يوما واحدا في سبيل اسعادي -الحمد لله أن رزقني هذا الزوج فقد كان دائما بجواري و في أي محنة وما يمر يوما إلا وينزهني في مكان جديد حتى لا أشعر بالملل وليس بعد مرضه بل منذ عرفته -وبعد ذلك مررنا بظروف اقتصادية صعبة ولم يزر ذاك المستشفى أبدا , فكان كل ما تمنينا كالأحلام البعيدة وانتظرنا كثيرا كثيرا, ثمانية أو تسعة أشهر دون أي مراجعة أو علاج , ثم كانت المفاجأة ليلة أمس و لكنها ليست ككل المفاجآت انني حامل سبحان من بيده ملكوت كل شئ , تأخر موعد دورتي المنتظمة تماما فاستغربت وقلت لعلي أجرب هذه المرة جهاز التحليل المنزلي مع يقيني بعدم الحمل فزوجي شبه عقيم ولم يتناول حبة دواء واحدة ولا أي خلطة أو عشبة فكانت النتيجة أني حاملا وانذهل الأطباء بين مصدق ومكذب ولكن ما ذلك على الله بعزيز .
العبرة من سرد قصتي أن وداعا لليأس والقلق ففرج ربنا أسرع ,و أنصحكن بالتوكل على الله حق التوكل , والدعاء فلن يخيب الله عبدا دعاه , وكثرة الاستغفار فقد ذكر الله الاجابة صريحة "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " مع الايقان بقدرة الله والإلحاح في الدعاء.
وتذكري أمنا سارة زوجة ابراهيم الخليل عليهما السلام العجوز العقيم التي بشرها الله بإسحاق ومن بعده يعقوب.