إن كنت تعانين من الوحشة .. فأنت بخير

ملتقى الإيمان

الإخوة والأخوات الكرام


تمر بنا أوقات يتمنى فيها الإنسان أن لو كان في باطن الأرض لا ظاهرها،

وحشة وحزن وأيم الله لو أحس بها النوى لانفصم ، ولو شعر بها الحجر لانقصم ،

فما بالنا بالقلوب التي هي من لحم ودم ؟


إن لله في هذه الوحشة بعد الأنس حكمة يدركها كل ذي لب ، فيوم أن سلب منا الأنس

أراد منا أن لا نأنس إلا به ، ثم هو لم يتركنا هكذا من غير تعليمنا أسبابا تحقق

الأنس به وذوق لذتها ، فعلمنا الفروض والنوافل والذكر والإستغفار وغيرهن من الباقيات

الصالحات والأعمال الحسنة ، كيف لا وهو القائل في الحديث القدسي " وما يزال عبدي يتقرب إلي

بالنوافل حتى أحبه " ، فيا هناء من أحبه الله يا لهنائه ، حينها يكون من الرفعاء.


وفي مقابلها علمنا أسباب الشقاء وجالبات الوحشة إلى القلب وأمرنا أن لا نقربها ،

من فعل كل الأعمال القبيحة، كالبعد عن الفرائض وحشو القلب بالأغاني وسيء الكلم ،

والحسد والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وغيرهن من كل ما يستقبح ، علمنا تلك الأسباب

حتى نحذرها وكي لا تقع قلوبنا تحت وطأة حمى الوحشة المقيته وحينها نكون من الرقعاء.


الوحشة نعمة

نعم هي نعمة ودليل لحياة القلب ، لأنه لم يستوحش إلا بعدما جرب الطمأنينة والسعادة ،

فيوم أن فقدها أحس بفراقها ، حينها إن كان من الموفقين تدارك وأرجع نفسه إلى عالم

الحياة السعيدة وفعل أسباب السعادة وحظي بها ، وإن لم يكن من الموفقين أعاذنا الله وإياكم

تمادى في شروده وزاد الله وحشة قلبه فتحطمت أركانه وانطوى عن الناس وعاش أسير الهم والغم.

كالمحب يوم أن يفقد حبيبه ، يذوق الأسى والوحشة ، فإن جاهد في التخلص من الأسباب

التي أبعدته عن حبيبه ، حظي بقربه واهتنى ، وإن لم يحرك ساكنا ذاق لوعة الفراق حتى

تبلغ الروح التراق ، وتخلى عنه محبوبه وسلاه كما نسيه ولم يحرص على القرب والعودة إليه.

فربنا تبارك وتعالى يتخلى عن من لا يحرص على الإقتراب منه ويصيبه بداء الوحشة العضال ،

ويحب من يحرص على رضاه .


بارك الله فيكم ووفقك ورزقنا ورزقكم الحياة الطيبة الهانئة.








منقول


اللهم الرحم من كتبه واغفر له واسكنه فسيح الجنة
3
798

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الشامخة الخالدي
اللهم ارحم من كتبه واغفر له واسكنه فسيح الجنة
وارحم ناقله
وبارك له في حياته
فديتك
فديتك
جزاك الله خير أختي الكريمـة .. والحمدلله على كل حال
نورة الخبر
نورة الخبر
جزاك الله خير