كانت تتجول في السوق فإذا بها تتوقف أمام إحدى البقالات وقد جذبتها تلك اللوحة
التي كتب عليها ((إن كيد الرجال غلب كيد النساء))
فتساءلت من الذي كتب هذه العبارة؟ .. أمعقول أنها صحيحة! .. سوف أنال من كاتب هذه العبارة واريه أن العكس هو الصحيح و إن كيد النساء هو الذي غلب كيد الرجال
فدخلت البقالة وسلمت على صاحبها و بدأت تسأله وهو يجيبها ... وهي تحاول أن تلفت انتباهه و أصبحت تزوره كل ما استطاعت ذلك .. حتى أحست انه قد بدأ يقع في حبها شيئاً فشيئاً وانه يعاتبها إذا مضى يوم لم تزره فيه
وبعد مضي عدة أسابيع
صرح لها حسن صاحب البقالة بأنه وقع في غرامها وحبها و أنه يريد الزواج منها .. ففرحت بكلامه هذا ..
فقال لها :
أريد أن أعرف أين تسكنين لكي آتي و اطلب يدك من والدك
فقالت :
نعم .. ولكن والدي ..........
فقال وهو مستغرب :
ما به والدك ؟
فقالت :
أن والدي هو القاضي و انه لا يريد تزويجي .. وكلما جاء شخص إلى خطبتي .. قال له أني دميمة قبيحة .. فيبتعد عني كل الخاطبون
فإذا عزمت على خطبتي .. وقال لك والدي هذا الكلام فقل له أنك غير مهتم بالجمال و أن كل ما تريده هو شرف النسب
فقال :
حسناًً سوف افعل ما أمرتني به
فذهب الشاطر حسن إلى بيت القاضي و طلب منه يد ابنته فقال القاضي أن ابنتي دميمة وفيها كذا و كذا .......
فقال حسن :
لا يهمني ما بها من عيوب , أني أريد شرف النسب ليس إلا .. فأرجوو ان تزوجني بها في أسرع وقت ممكن
فقال القاضي :
بارك الله لكما يا ولدي
وفي اليوم التالي ذهب حسن إلى بيت القاضي و حضر المأذون و كــُــتب عقد الزواج وكان حسن سعيداً جدا .. فادخل على العروس
فرفع الغطاء عن وجهها فإذا به يراها غير التي عهدها .. أنها بشعة جداً .. فأرجع الغطاء على وجهها وخرج بكل هدوء ... و أتجه إلى بقالته
فإذا بتلك الحسناء تأتي في اليوم التالي وتسلم عليه , فقال لها :
لما كذبتِ علي ..
فقالت :
ما كنت أرغب في ذلك ولكن ...
فقال لها :
ما كنتِ ماذا ؟؟؟ .. إن التي تزوجت بها قبيحة جدا وكل ما أخبرتني به كان غير صحيح .. فالقاضي ليس والدكِ .. و قلتي لي أن لا أهتم إذ ما أخبرني بعيوب ابنته .. لانني كنت أفكر فيك أنتِ ولم أعلم أنكي قد احتلتِ علي
فقالت :
عندي لك حل ولكن أولاً أنزع تلك اليافطة التي كتبت عليها ((إن كيد الرجال غلب كيد النساء))
وسوف أخلصك مما أنت فيه
فقال :
أمرك .. ولكن قولي لي كيف الخلاص مما أنا فيه .. فالمشكلة عويصة
فقالت :
لا تخف يا عزيزي .. فلكل مشكلة حل .. القاضي رجل محترم وله سمعته الطيبة .. فإذا أردت الطلاق من ابنته .. أحضر معك القرادين و المنحرفين إلى بيته وقل له هؤلاء هم أهلي و قرابتي
فعندها سوف يتضايق القاضي وسيطلب منك الطلاق بسبب سوء أخلاق أهلك و أقربائك
ففعل حسن كل ما أمرته به
فقام بإحضار الكثير من الشيوخ الذين عرف عنهم اللهو و المجون و الشباب المنحرفين و القرادين و قال للقاضي :
إنهم أهلي و أقربائي
و كان هؤلاء لا يعلمون شيئاً عن سبب قدومهم .. فكانوا يلهون ويلعبون .. فتضايق منهم القاضي و طلب الطلاق للخلاص مما هو فيه .. فهو لم يعد يتحمل
ما هؤلاء الذين لا يستحون أبداً .. يجلسون للعشاء و الغداء و كأنهم بلا بيوت و بلا زاد
فحدث الإنفصال
ففرح حسن بالطلاق و انتظر زيارة الحسناء له في بقالته .. وعندما أتت أخبرها بأن الطلاق قد تم .. و أخبرها عن رغبته فيها و بالزواج منها ..
فلم تمانع في إخباره عن مكان والدها فذهب مسرعاً وطلب يدها و تم الزواج
فقام بإزالة اللوحة التي كتبها على بقالته ... و علق مكانها لوحة جديدة كتب عليها
(( إن كيد النساء غلب كيد الرجال((
منقول
وسمية1 @osmy1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
SWAR
•
يسلموووووووو على القصة
الصفحة الأخيرة