إنَّ مع العسر يسراً؟؟؟؟

ملتقى الإيمان

إنَّ مع العسر يسراً

يَبِين إيمان المؤمن عند الابتلاء ، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثراً للإجابة ، ولا يتغير أمله ورجاؤه و لو قويت أسباب اليأس ، لعلمه أن الحق أعلم بالمصالح . أو لأن المراد منه الصبر أو الإيمان فإنه لم يحكم عليه بذلك إلا و هو يريد من القلب التسليم لينظر كيف صبره ، أو يريد كثرة اللجأ والدعاء . فأما من يريد تعجيل الإجابة ويتذمر إن لم تتعجل ، فذاك ضعيف الإيمان ، يرى أن له حقاًّ في الإجابة ، وكأنه يتقاضى أجرة عمله .

أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام : بقي ثمانين سنة في البلاء و رجاؤه لا يتغير ، فلما ضم إلى فقد يوسف فقد بنيامين لم يتغير أمله وقال : ( عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ) سورة يوسف / الآية (83) ، وقد كشف هذا المعنى قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) سورة البقرة / الآية (214)

و معلوم أن هذا لا يصدر من الرسول والمؤمنين إلا بعد طول البلاء وقرب اليأس من الفرج ، ومن هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ، قيل له : وما يستعجل ؟ قال : يقول دعوت فلم يُسْتَجب لي ) . فإياك إياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء ، فإنك مبتلى بالبلاء ، متَعبَّد بالصبر والدعاء ، ولا تيأس من روح الله و إن طال البلاء
6
536

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مروج الذهب
مروج الذهب
راجيه منابر النور
جزاكي الله خير
أمونة القمورة
جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك
**الريحانة**
**الريحانة**
كلام جميل ومريح..أسعدكِ الله أختي وجزاكم خيرا.
الام الواقع
الام الواقع
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك