بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
الحياة الزوجية..لوحة فنية..إنسانية واجتماعية..يشترك في رسمها الزوجان..الرجل و المرأة..يلونانها بألوانهما المفضلة ،ويزخرفانها بطريقتهما الخاصة والمميزة..ويحق لهما اللعب بفرشاة الحياة فوق المساحة البيضاء الناصعة في لوحتهما..يخططان كيفما بداء لهما.. ويلونانها كما يحلو لهما.."في حدود رضا الله ورسوله "ومن المهم لهما أن يحيطا لوحتهما القيمة بإطار الخصوصية الذي يحفظ لوحتهما ويفصلها عن باقي اللوحات في معرض الحياة .
هكذا هي الحياة الزوجية حياة مفعمة بالأحلام والآلام والأفراح وال أتراح..أيامها ما بين مد وجزر، واخذ ورد..وهي حياة مبنية على أسس من الحب والود والحنان والعطاء..وتعتمد مقوماتها على مشاعر الاحترام والثقة والألفه المتبادلة..ومن المهم أن تحاط هذه الحياة بجدران الخصوصية وستار الأمان وان تكون أبوابها مؤصدة لا تفتح لكل طارق إلا من طرق بخير وصلاح ومغلقة في وجه كل شر وفتنة...
وربما سأتوجه بحديثي للزوجة العزيزة دونا عن الزوج..
ربما أني أخصها بالحديث هاهنا لأني اجتمع أنا وهي بداخل نفس الدائرة الأنثوية الحانية أتشارك معها في مشاعرها المتدفقة .
فيا عزيزتي الزوجة المحبة الحانية ..
في هذه الحياة الإنسانية الفانية أسرار كثيرة تؤرق أصحابها وتحيل السكون بداخلهم ألي صخب مضني وعواصف عاتية وتلك الأسرار والمشاعر المكبوتة تتولد في الأعماق وتنمو حتى تأتى لحظة الانفجار المدوية فيرتعد القلب آلما
وتمطر العيون حزنا وتتهاوى أظلا ع الصدر كمدا ..فيبث المحزون ألمه ..ويبوح المهموم بهمه ..وينثر المحتار أشجانه ...ويهب باحثاً عن صندوقا أمينا يستودع فيه أسراره ويخبأ بداخله مكنون أفكاره ويواري ما اعتمل في مخيلته من أحلام وأوهام وهواجس
وبعد أن يخفف عن كاهله ما أثقله وقظ عليه مظجعه يقفل صندوقه الأمين ويحتفظ بمفتاحه ..
والمرأة الصالحة التقية والزوجة الحانية الوفية ..حالها كحال هذا الصندوق الأمين الحافظ على الجواهر الثمينة من أسرار زوجها الحبيب والزوجة الفطنة الحصيفة هي التي تحتوي رفيق دربها بعطفها ولطفها فتغني زوجها المحب عن كل منهم سواها وتستهويه بعمق تفكيرها وحسن استماعها ومزيد اهتمامها وكما قال حكيم لأبنه "تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام " فالإنصات وحسن الاستماع يدفعان الزوج للبوح والحديث فيهنئ بزوجته ويستأنس بأنسها ويسعد بقربها .
والزوج بطبيعته ألذ كورية يميل إلى الكتمان والصمت فلا يبوح بأسراره وهمومه لأي كان إلا بعد أن تغلق الأبواب في وجهه وتثقب المعاناة عمق صدره فيتفتق جرحه وينزف مشاعر متدفقة ولا يجد عند ذلك بد من اللجوء إلى رفيقة دربه وأنيسة وحدته ليصب بهمومه في عالمها الودود الحاني
والزوجة الودودة المحبة هي التي تكون في حياة زوجها الملاذ الأمن ..والقلب النابض ..والواحة الهادئه ..والشمس المنيرة ..
والرفيقة الفطنة هي التي تقوى على احتواء هذا البوح وتتشرب برحابة صدرها كل ما فاض به قلب زوجها الحبيب من أنات وشجون فتلاقيه بروح شفافة وتصغي أليه باهتمام بالغ وتهون عليه وتخفف عنه وتفتح بسعة تفكيرها الآفاق أمامه ..وتطرد أشباح الهواجس عن مخيلته وتعينه في فك اسر أفكاره ثم تعلوا به وتسموا ليتخطى الدائرة المغلقة التي يسكنها فتريه الحياة من منظور آخر وزاوية اقرب ..وعليها أن تلفت نظره ألي الإيجابيات المحيطة به ..وان لا تتصيد ما باح به وان تتجاوز عن هفوات بوحه الذي اسر به لها وان تستعين بالحلم واللطف والكياسة ..وحذار من مساس تلك المشاعر الغالية بالسخرية وان تعلمي قدر ما أنت مؤتمنة عليه من أسرار زوجيه فلا تفرطي في هذه الثقة الغالية التي منحك إياه زوجك الحنون لتمنحيه بالمقابل حبك وعطفك وحنانك وتذكري الحكمة التي تقول (صدور الأحرار مستودع الأسرار )وإياك ثم إياك أن تخذلي من لاذ بحنانك وباح بشكواه لك فأحذري من أن تخيبي أمله وتفجعي مشاعره وتبددي ثقته بإفشاء أخباره إن غضبت منه يوما وتذكري قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم :"
إنَّ من شرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته، وتُفضي إليه ثمَّ ينشر أحدهما سرّ صاحبه
وكوني كما حال الشاعر حين قال
أداري خليلي ما استقام بوده
وامنحه ودي إذا يتجنب
ولست بباد صاحبي بقطيعة
ولا أنا مبد سره حين يغضب
هذا والحمد لله
بقلمي
ام وليد
المتسامحة
ام الحنان
أم الحنان @am_alhnan
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ونفعنا الله بما كتبت
جعلها الله في ميزان حسناتك
:26: :26: