اباطيل المس السحر

أباطيل المس والسحر






إن هذا الموضوع شاع بين الناس بشكل خطير وبصورة مخيفة حتى أصبح الناس مرعوبين منه, وكل حادثة يرجعونها إلى السحر وكل مرض يرجعونه إلى المس. إن هذه الظاهرة انتشرت بين المسلمين بشكل واضح, والغريب كثرة الكتب والتأليف في هذا الموضوع. إن المكاتب مليئة بكتب الجن فحين تدخل المكتبة أول ما يطالعك كتب المس والصرع في أسلوب تجاري بعيد كل البعد عن المستوى العلمي والثقافي وهذا وضع مؤسف للغاية, وأنا لست من ينكرون المس ولا السحر ولكن ننكر المبالغة والمغالاة في هذا الأمر.
هناك أناس يشغلون وقتهم في الاطلاع على هذه الكتب إلى درجة عجيبة, فيجب الحذر من هذه الكتب لأنها تحمل الكثير من القصص الخيالية بأسلوب مشوق يؤثر في الناس البسطاء فيجعلهم يتخبطون في حياتهم اليومية, وهذا لا يمنع أن هناك كتب قيمة وجديرة بالاهتمام ولكنها قليلة أمام العدد الهائل من الكتب التجارية إن صح التعبير.





إن مسألة دخول الجان بدن الإنسان خاض فيه العوام بدون حجة ولا برهان. إن أغلب الكتب بشأن هذا الموضوع مليئة بالاحاديث الضعيفة والحكايات المرعبة بحجة محاورة الجن، والقارئ البسيط يعجبه كل مثير فيقبل على شراء تلك الكتب ولا يفكر في نفعها ولاضرها ويستدل بما فيها وكأنها كتب سماوية. ومضمون تلك الكتب متوافق في السرد والعلاج وفي الخلط والمزج بين الأذكار والأفكار، وينقلون من بعضها إلى بعضها الآخر. وأنقل منها هذه الكلمات: "حابس حابس حجر يابس" إنها تحصينة مذكورة مع أذكار الرسول صلى الله عليه وسلم للأسف!
وسأنقل ما قرأت في هذه الكتب وأترك لكم التعليق: "(القرأن يكشف عن السارق) إذا اردت أن تكشف السارق من المتهمين تفعل الآتي: أحضر خبزاً واقرأ عليه وآيات أخرى وتصلي وتسلم على النبي وتطلب من المتهمين ابتلاع جزء من الخبز فلن يستطيع السارق أبداً أن يبتلعها" من كتاب علاج بالقران.
وانتشر حرز أبي دجانة بين تلك الكتب يرقون بها المريض, وكأنها منزلة من الله سبحانه وتعالى مع أنها رسالة موضوعة وليست صحيحة؛ قال البيهقي: "حرز أبي دجانة حديث طويل موضوع لا تحل روايته"

وهناك في الجانب الآخر من ينكر المس والسحر ويطعن في المرويات الواردة, وفيهم المشتغلين بالعلاج بالدجل والشعودة, والحق وسط بين الغالي والجافي.

وأطلب من أهل العلم الاهتمام بتلك الكتب وتصحيح ما فيها من أخطاء والتحذير من طرق علاجها التي لا توافق الشرع لأن هذا الموضوع أضحى حديث العالم والجاهل من غير ضوابط شرعية، وهناك من استغله للشهرة وحب الظهور والله المستعان..
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.