ابتسامة وكلمة وحضن .. لتشجعيه على النظام بإيجابية ..

الأمومة والطفل

عندما يدخل النظام حياة طفلك سوف تتوقف دموعكما معاً .. وسوف تحل الطمأنينة على الطفل و تهدأ أعصابك . و حتى تلزمي طفلك بعمل ما تريدين لابد أن تكوني حاسمة ومسيطرة و ليس قاسية أو منزعجة ، فالقسوة والانزعاج والتذبذب في إصدار القرارات يحدث نوبات الغضب لطفلك والتوتر لك .

اخرجي العقاب الجسدي من طرق تعليم النظام ، ومن حياة الطفل بصفة عامة فهو قد يجعله يتوقف عن المشاكل في التو ولكن التهذيب لن يحدث على المدى الطويل . فالعقاب الجسدي لا يؤلم فقط بل يؤذي نفسياً ويجعل طفلك مستاءً ومتوتراً لأنه لا يعرف لماذا أفرغت غضبك فيه .

في المرة القادمة إذا ألقى بالأكل على الأرض ونثره فوق السجاد أو عض الطفل الذي جاء لزيارته ، خذي نفساً عميقاً ونفذي النصائح التالية لتشجعي طفلك على النظام بإيجابية :

تذكري أن طفلك الذي لم يبغ العامين لا يفهم دائماً الخطأ الذي صنعه ، فإذا صرخت في وجهه سوف يبكي ولن يفهم . من الأفضل أن تقولي ( لا ) لا تفعل هذا وتبعديه عما يفعل ، فهو قادر على تعلم معنى ( لا) قبل أن يتعلم معنى ( لماذا ) ؟

انظري إلى الأحداث من مستوى تفكير الطفل ، فإذا أخرج الطعام من صحنه فجأة ثم ألقى به على الأرض . توقفي وفكري لماذا فعل ذلك ؟ فقد تكونين قد شرحت له منذ أيام كيف يخرج المكعبات من غلافها ، وقد يكون يتدرب على إخراج الأشياء من أماكنها ( الطعام من الصحن ) .



تفهمي أن صغيرك يفعل فقط الأشياء التي يريدها وإذا دخلت معه معركة في الغالب ستخسرينها لأنه لا يستمع إلا لما يريد ، وبدلاً من الدخول في مشادة لتنظيم اللعب ، فكري في طريقة تجعله يحب هذا التنظيم وجربي أن تكون الأوامر في شكل لعب ، كأن تقولي – مثلاً – هل يمكنك جمع كل هذه اللعب قبل أن أصل إلى العدد 10 . هذا افضل من إعطاء الأمر وانتظار التنفيذ .

جربي أسلوب التدعيم بدلاً من العقاب ، فعندما تنتاب طفلك نوبة غضب تكون النصيحة أن تضعيه في غرفته حتى ينتهي من الغضب ، ولكنه يحتاج أحيانا أثناء الغضب لتدعيمك وتأثيرك وسيطرتك . فهذه التصرفات تمده بالعون وتعينه على الخروج من نوبة الغضب ، إذا شعرت أنه يريد أن يبكي وهو في حضنك احتضنيه واجلسي معه حتى ينتهي من نوبة الغضب بدلاً أن تطلبي منه أن يذهب لغرفته .

علمي طفلك المهارات الاجتماعية ، ويمكنك البدء في هذا عندما يكون متعاوناً وإيجابياً ، والمكافأة لا تعني دائماً تقديم شيء مادي فالصغير يسعد بابتسامة رضاً منك وكلمة مدح جميلة وحضن مشمول بالحنان .

قدمي له المثل الصحيح : طفلك يتعلم منك التصرفات السليمة التي تسلكينها تجاهه وتجاه الآخرين ، فإذا أردت منه أن يساعدك في ترتيب الغرفة قدمي له المثل بمساعدتك له ، وإذا أخطأت في حقه اعترفي بالخطأ ليتعلم أن الاعتراف بالخطأ أفضل من إخفاءه بسبب الخوف .

استخدمي الشرح الإيجابي ، فإذا أردت منه أن يرتدي جواربه – مثلاً – اشرحي له كيف يفعل ذلك وقولي ( يجب أن يكون هكذا ) بدلاً من الانتظار إلى أن ينتهي من ارتدائه بطريقة خاطئة ثم تقولين ( لا ليس هكذا ) واستخدمي دائماً كلمات مثل (نعم هكذا حسن ، هيا اكمل ما تفعله ) بدلاً من كلمات مثل ( لا، توقف عن ذلك ) .

إذا وضعت حدوداً وقواعد ثابتة للسلوك اليومي تمسكي بها ولا تتراجعي عنها ، وتأكدي ان زوجك يعرف هذه الحدود ويتمسك بها لأنه إذا سمح للطفل بما تمنعينه أنت عنه فسوف يتشتت ذهن الطفل ولا يعرف من الذي يجب أن يثق برأيه .

العالم كبير ومحير والطفل يحتاج إلى وقت طويل ليفهم معنى التهذيب والسلوك الإيجابي الذي تريدينه ، فإذا لم يستجب لك حاولي أن تدخلي معه في مساومة بسيطة ، وعلى سبيل المثال : إذا قلت ( هذا وقت النوم ) وهو مشغول في لعبته ويريد أن ينتهي منها ، اتركي له بعض الوقت وقولي له ( أمامك خمس دقائق لتنتهي منها ) .

تعاملي مع طفلك برفق ولين وتأكدي من انه ليس ماكينة تسير كما ترغبين دون أي خطأ ، فهو يكبر ويتعلم ويخطئ ويصحح خطأه ، فشجعيه دائماً على السلوك الإيجابي الذي يجعله محبوباً من الناس وامنحيه دعمك ، واشرحي له كل شيء بالتفصيل ليتفهم الأمور ويتحمل المسؤولية .
1
489

هذا الموضوع مغلق.

إشراق 55
إشراق 55
احسنت يا ام احمد معلومات مفيده جداً انا استفدت منها كثيراً بارك الله فيك .