صبــاح/مساء الرضا والتفاؤل والبسمة ..

أنتقيت لكم من قراءاتي موضوع من كتاب أستاذي الفاضل <كريم الشاذلي > وهو بحق من أروع الكتب التي قرأتها .. كتاب < الشخصية الساحرة > ومايحويه من أسرار الجاذبية الشخصية ومهارات وطرق عملية .. والذي لو طبقنا وعملنا لما به لتميزنا بتلك الشخصية الساحرة ..
أنصح بإقتناء هذا الكتاب .. فهو والله تعجز عباراتي عن وصفه والحديث عنه .. فلا أملك إلا أن أدعو لمؤلفه بالخير وأن يزيده الله من فضله العظيم ..
أنتقيت لكم هذه الطريقة والمهارة الرائعه ..
كن صـــــــــاحب ثغــر بســـــــــام .....

الإبتسامة مفتاح القلوب ..
وقد يكون الفرق بين كلمة هينة وكلمة قاسية أن الأولى تصاحبها ابتسامة, والثانية جافة لا بسمة فيها , ولا انفراجة ثغر !
ولقد أوصانا حبيبنا صلى الله عليه وسلم بالابتسامة ؛ فقال : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
فالبسمة سلوك إسلامي ؛ بل هي عبادة نجني من ورائها الحسنات .
وغياب البسمة اليوم ربما يرجع إلى غيوم الكآبة التي تنتشر في سماء العالم من جراء حركة الحياة السريعة , لكنها- خاصة لنا نحن المسلمين - تعود إلى ضعف في الإيمان , وإلا فالمسلم بشوش الوجه , لا تهزمه النائبات , ولا تجبره صروف الدهر على تقطيب جبينه , أو التجهم .
البسمة تجذب لك القلوب : انظر لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ؛ فليسعهم منكم بسط في الوجه , وحسن الخلق )
فالابتسامة صدقة .. الابتسامة معروف .. الابتسامة توطئ لك الأكناف , وتفتح بيسر مغالق القلوب .
فهل الابتسامة تكلف الكثير ..؟
هل هي شاقة أو أنها تؤذي الوجه ؟؟!
فإذا كانت الإجابة (لا) كما نردد أنا وأنت ؛ فلماذا إذن الزهد في الابتسام , والإسراف في التكشير والعبوس ..؟؟
الابتسامة لا تكلف درهما وفي المقابل فإنها تضيء الوجه ، وتنشر عبقاً فريداً ، وبهجةً وفرحاً لا يوصف .
ونحن في زهدنا عن الابتسامة نلقي بأنفسنا طواعية في بئر من الكآبة والقلق ونصنع بيننا وبين من نحب حواجز وأسوار تصعب عليه الوصول إلى قلوبنا المنهكة .
هل قال لك أحدهم ذات مرةً منتقداً شخصاً ما : إنه لا يبتسم أبداً !!!
أو قال لك أحداً واصفاً شخصاً بعينه : إن له ابتسامة جذابة .
ماأريد قوله أن الإبتسامة كالسنارة ما إن يراها القلب حتى يعلق بها .

لقد حدث ، وأن طالب عمال أحد المحلات في باريس زيادة مرتباتهم ، فرفض صاحب المحل ، فما كان من عماله أن لجئوا إلى حيلة بسيطة ، وهي التكشير وعدم الإبتسامة في وجه الزبائن .
ولقد أدى ذلك إلى انخفاض معدل البيع في الأسبوع الأول لنسبة تصل إلى حوالي (60%) عن متوسط دخله في الأسابيع السابقة .
فما الذي حدث ؟؟
فقط التكشيرة أصابت زبائن المحل بعدم الراحة ، ومن ثم لم يجدوا لديهم الرغبة في الشراء .
والسبب ابتسامة !!

يقول ديل كارنجي عن الابتسامة : " أنها لا تكلف شيئاً , ولكنها تعود بالخير الكثير , إنها تغني أولئك الذين يأخذون , ولا تفقر أولئك الذين يمنحون , إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر , لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر , إنها راحة للتعب , وشعاع الأمل للبائس , وأجمل العزاء للمحزون " .
ويقول د. ماك كوينل عالم النفس الأمريكي : " أن الأشخاص الذين يبتسمون يغلب أن تكون تربيتهم وتعليمهم وقدرتهم على البيع أكثر فاعلية , كما أنهم غالباً مايربون أطفال سعداء , والابتسام يحمل المعاني أكثر مما يحمله التجهم , وهذا هو مايجعل التشجيع وسيلة تعليمية ذات فاعلية أكثر من العقاب .
وفي المثل الصيني : شخص لا يبتسم .. لا يصح له أن يفتح متجراً !!
ومن الناحية الطبية أثبت د. لي بيرك في دراسة علمية قام بها أن المرح يؤدي إلى تكاثر خلوي تلقائي للكريات الليمفاوية في جسم الإنسان , مما يفضي إلى تكوين عدد أوفر من خلايا (تي) TELLS والتي تعتبر مقوماً هاماً في الجهاز المناعي للإنسان , وهناك رأي يتبناه كثير من الباحثين - وإن لم تثبت صحته - وهو أن الضحك المتواتر يؤدي إلى تكوين وضخ مادة (الاندروفين) في الدم , وهي المادة المسئولة عن تسكين الألم في الجسم .
ولقد خلص الأطباء إلى أن الابتسامة الواحدة تعادل الجري مسافة 7 كيلو مترات وتخلص الجسم من التوتر والقلق والضيق , وأن الطلبة المرحين نتائجهم في الإمتحانات كانت أفضل , أيضاً الابتسامة تخفف ألم المريض (30%) , وتزيد الروابط والعلاقات الاجتماعية بين الأقارب , ووجد في بعض المؤسسات والدوائر أن الأجواء المرحة في العمل تزيد من إنتاجية الموظف , وتقلل من ضغوط العمل , ويكون الشعور أكبر بالرضا الوظيفي , وهم يتبارون في الولاء والانتماء للمؤسسة التي يعملون بها , وأن المؤسسات التي تحظى باحترام الجمهور لها ترجع أساساً إلى الموظفين الذين يبتسمون ويضحكون بلطف مع عملاء المؤسسة , ودراسة أخرى أكدت فائدة الأجواء المرحة في العمل من أن الموظفين يقدرون الوقت , ويمتازون بالدقة والسرعة , ولا يأخرون معاملات الجمهور , وعلى هذا لا نستبعد أن يأتي علماء الإدارة والتدريب يوماً بنظرية جديدة في علم الإدارة ( الإدارة بالضحك والابتسامة).

ورغم كل هذا نجد أن هناك أناس يعشقون تقطيب الجبين , وعقد الحاجب , ولهم في هذا ثلاث حجج , دعونا نعرضها :
أما الحجة الأولى فهي : أن التبسم ينفي الجدية والوقار , ويرى معتنقوا هذا الرأي أن العبوس والحزن دليل على النضج , وكأن البسمة خطيئة لا يجدر بالمرء إعلانها , وهذا جهل شديد بطبيعة النفوس , وجهل أشد بطبيعة الدين الذي نعتنقه ,فما كان التبسم أبداً منقصة من رجولة المرء , بل دلالة على رقة قلبه , وعظيم نبله , وماتقدم لدينا من أحاديث يفند هذا الادعاء الكاذب ؛ فهذا رسولنا وحبيبنا , ومعلمنا يصفه رواة الحديث بأنه كان يضحك حتى تظهر نواجذه .
والحجة الثانية : أن الضحك يميت القلب , واستدل معتنقوا هذا الرأي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تكثر الضحك ؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب )
ولهؤلاء أقول : إن التوسط لب الفضيلة , والنهي المذكور في الحديث نهي عن عدم الانضباط في سلوك معين , وهو الضحك , وهذا ينطبق على كل أمور الحياة ؛ فالإسراف في الحزن والفرح والكآبة والسرور مكروه , كما أن الإسراف في المطعم والمشرب والنوم والعمل مكروه أيضاً . وهي كلها أشياء حلال في أصلها , والتوسط في كل الأمور هو الخير , ولقد عرف رب العزة جل وعلا أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنها أمة وسطاً ؛ فكان التوسط معقود به خير هذه الأمة.
وحجة ثالثة تقول : القلوب مهمومة , والعقول مشغولة ؛ فكيــف نبتســم ؟! فاجأني صاحبي بهذا السؤال رداً على سؤالي لماذا لا تضحك ؟!
فتبسمت رغماً عني , وقلت : مهلاً .. مهلاً .. ومتى خلت قلوب الكبار من المهمات , ومتى استراحت عقول المكافحين وأصحاب المثل العليا وورثة الأنبياء ؟!
إن القلوب العظيمة - كما يقول الأديب خليل جبران - لا يمنعها حزنها من أن ترغد مع القلوب الفرحة السعيدة , والابتسامة سكين حاد تشق به جمود الحياة , وضحكتك كالندى تسقط , فتزيل الغبار عن الأيام والليالي .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المثقل بهموم أمة بأكملها يبتسم ويستعيذ من الحزن , أنظر إلى الصحابة لهم في اللهو منهجاً وطريقةً , بل إن أصحاب الدعوات المعاصرين , والذين افترشوا السجون ليالي طوال كان لهم في البسمة سهماً وافراً , وهذا الشيخ عبد الحميد كشك -عليه رحمة الله- مثالاً لما نقول .
فالضحك والتبسم ليس صفة للقلوب الفارغة , ولا يقترن بالعقول المستريحة , بل هو طبع من طبائع الشخصية السوية .. ودلالة من دلالات الرحمة والعطف .
لذا وجب أن نقول : إن الابتسامة والوجه الباش أهم سهم في جعبة الشخصية الساحرة ..
فهل تستطيع أن تجعل الابتسامة من سماتك الشخصية التي تعرف بها ؟
ليست المسألة صعبة , فقط استشعر حجم الحسنات التي تحصدها بابتسامتك .. والقلوب التي تسعد ببشاشة وجهك , وليكن شعارك ..
ابتسم .. تكسب قلباً .. وترضي رباً ..
ولتكن حجتك قول عبد الله بن الحارث رضي الله عنه : ( ماكان أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم )

إنما البسمة بالتبسم !!
هل يمكن أن نكتسب صفة التبسم ..؟!
هل نستطيع أن نحطم التكشيرة , ونلين ذلك الوجه الجامد الصلب ..؟!
يقول وليم جيمس :الذي يبدو أن الأفعال تعقب الإحساسات , ولكن الواقع أن الأفعال والإحساسات تمضي جنباً إلى جنب ؛ فإذا نحن سيطرنا على أفعالنا -التي تخضع لإرادتنا-أمكننا بطريق غير مباشر , أن نسيطر على أفعالنا كذلك .
أي : بمعنى آخر , يريد وليم جيمس , أن يقول لك : إذا تبسمت دون أن يكون لك حافز الابتسام , انتهيت إلى الظفر بهذا الحافز فعلاً ؛ فإن تظاهرك بالسعادة يهيئك للإحساس بالسعادة.
ولا غرابة في ذلك , فإحد طرق التحلي بسلوك ما هي كثرة ممارسته , يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما العلم بالتعلم , والحلم بالتحلم ,ومن يتحر الخير يعطه , ومن يتوق الشر يوقه ) .
والجميل في تبسمك أن سترى مرد الابتسامة فيمن حولك , فزوجتك ستبتسم رداإ على ابتسامتك , وجارك سيحييك رداً على ابتسامتك , والسائق سيرفع لك يداً رداً على ابتسامتك .. وشيئاً فشيئاً ستجد أن ابتسامتك أصبح لها ألف سبب .
وهناك وصفة سحرية لجلب الراحة والبسمة والحبور , وهي دعاء سيد البشر صلى الله عليه وسلم فلقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعوات لا يدعهن كان يقول :( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الرجال )

ســــؤال :
إذا كان العلم أثبت أن الفرد منا حين يبتسم ؛ فإن ثلاثة عشر عضلة تعمل , وعندما يكشر تعمل سبعة وأربعون عضلة ؛ فلماذا نصر على التكشير الذي يرهق النفس والقلب والعضلات ؟؟!!
إشــــــــــارة :
ابتســـم ؛ فإن الوجوه الكالحة لا تصلح إلا للتسول ..
حكمــــــــة :
يقول يحيى بن معاذ -رحمه الله- : (جميع الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة , فكيف تغتم عمرك فيها مع قلة نصيبك منها ) .
أنتهى

قررت بعد هذا
أن أبتسم رغماً عن الضيق والهم ولو على الورق :-)
وأقول لك ..
ابتســـم لتكــون أجمل ..
ودمــت متفائلاً بغدٍ أجمل ..

الابتسامة لا تكلف شيئاً :) لكنها تعطي الكثير
جزاك الله خير :26: