بيان لوزير الخارجية الدانماركي الدكتور بير ستيج مولر – 22 فبراير 2006
دعوني أبدأ حديثي معكم بأن أعرب عن قلقي العميق فيما يتعلق بالأحداث اللاحقة لنشر الرسومات عن طريق وسائل الإعلام الدانمركية والأوروبية.
أنتم تعلمون أن الجريدة الدانمركية قد اعتذرت لكل المسلمين بعد الإساءة التي تسببت فيها الرسومات المنشورة، وقد كان هذا الاعتذار محل ترحيب منا، وأحب أن أوضح لكم أن الدانمرك يوجد فيها احترام حقيقي للمشاعر الدينية الخاصة بالآخرين، ونحن نعترف بأن المسلمين قد شعروا بإهانة كبيرة نتيجة لهذه الرسومات المثيرة للجدل.
إن الحكومة الدانمركية تشعر بالكثير من القلق تجاه التصعيدات الأخيرة وما تتضمنه فنحن نتابع بدقة كل الرسائل وكل ردود الأفعال التي تحدث في الخارج كما أننا نعرف أن الكثير من الأصوات المتعقلة في العالم الإسلامي – بما فيها منظمة المؤتمر الإسلامي – تدعوا كلها للحوار البناء والموضوعي. ومن جانبنا – وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي – فنحن نفكر مليا في كيفية حل هذه المشكلات الجوهرية ومنع حدوث المزيد من التصعيدات وسيكون هذا عهدا طويل الأمد نأخذه على أنفسنا.
ففي خلال الأشهر القليلة القادمة سنقوم بطرح سلسلة من المبادرات الإيجابية التي تهدف إلى تعزيز الحوار الذي يتسم بالاحترام وهذه المبادرات سواء كانت محلية أو ثنائية أو متعددة الأطراف فإنها ستعكس الكثير من النصح الذي تلقيناه من أصدقائنا في العالم الإسلامي.
أما عن المستقبل القريب فقد قمنا بإعداد قائمة أولية من الإجراءات الجديدة وسأقص عليكم هنا بعضا منها. أولا: ستقوم الحكومة الدانمركية بتقديم مساهمات مالية قيمة إلى "تحالف الحضارات" الذي قامت الأمم المتحدة بتشكيله. كما أننا ومن نفس هذا المنطلق نفكر في دعم مؤتمر يدعو إلى مكافحة التعصب والمعتقدات الخاطئة. ثانيا: لقد قامت الحكومة بأخذ المبادرة لتنظيم مهرجان في كوبنهاجن عنوانه "صور عن الإسلام" هذا بالإضافة إلى أننا نخطط لتنظيم مهرجان واعد في الشرق الأوسط والحضارة الإسلامية، وتهدف كل هذه المبادرات إلى زيادة التفاهم المتبادل بيننا، فنحن فعلا في حاجة إلى أن نتعرف على بعضنا البعض.
ثالثا: سنقوم بدعم مؤتمر عن الحوار الديني والحضاري وهذا المؤتمر سيجمع بين الداعية الإسلامي الشهير عمرو خالد و عالمين آخرين من العلماء المسلمين، بالإضافة إلى ثلاثة من الخبراء الدانمركيين، وسيكون الحاضرين لهذا المؤتمر من شباب المسلمين والدانمركيين.
وقد قام عمرو خالد وأربعون من العلماء المسلمين في الأسبوع الماضي بإصدار بيان عن أهمية الحوار البناء والسلمي، وأنا عن نفسي أشارك وأقدر هذه الرسالة الإيجابية، كما أشعر بالسعادة لأن عمرو خالد سيكون قادرا على عقد مثل هذا الحوار في كوبنهاجن في المستقبل القريب.
وبالرغم من أننا قد نختلف على بعض القضايا – بما فيها أهمية القيم المتأصلة في المجتمعات الأوروبية – إلا أننا وبلا أي شك سنتفق على قضايا كثيرة جدا تربط بيننا، ولكننا في المقابل لابد أن نفكر مليا في الدروس التي تعلمناها خلال الأسابيع والأشهر الماضية، ففي الليلة الماضية وعلى تليفزيون الدانمرك تحدثت ناقدة سعودية لبقة جدا عن الرسومات المسيئة، وبأسلوب فصيح أوضحت أن إقامتها في الدانمرك مؤخرا قد أظهرت لها كيف أن حرية التعبير عن الرأي تعد مبدأ جوهريا في الدانمرك، وعلى الصعيد الأخر فنحن في الدانمرك وأوروبا قد أدركنا وبشكل حاسم الحساسيات الدينية الحيوية الخاصة بالعالم الإسلامي، والمهم الآن هو بناء الجسور بدلا من حرقها فنحن في عالمنا الواحد هذا قد أصبحنا جميعا في حاجة إلى بعضنا البعض وفي حاجة إلى أن نعمل جميعا معا، وقد عقدت الدانمرك العزم على أن تكون في طليعة هذه المجهودات.
نشكركم لحسن استماعكم.
منقول من موقع عمرو خالد
lolia @lolia
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بطه151
•
مشكوره يا اختي وياريت تعلمينا متى سيقام الحوار في كوبنهاجن لكي نتابع وقائعه عندما تعرفي ميعاده ونتمنى ان يخرج هذا الحوار بفهم الغرب لديننا الاسلام السامي جيدا وان يدركوا مدى حبنا للرسول محمد عليه الصلاة والسلام الذي هو قدوتنا وشفيعنا
الصفحة الأخيرة