بسم الله الرحمن الرحيم
السلااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبشر أيها المريض .. أبشري أيتها المريضة ..
بشارة عظيمة يزفها لنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه يزفها لكل مؤمن وذلك لأن الآدمي لا ينفك غالباً من ألم بسبب مرض ، أو هم أو نحو ذلك ..
وأن الآلام والأمراض والأوجاع بدنية كانت أو قلبية تكفر ذنوب من تقع عليه ..
هذه البشارة هي ما يرويه أبو هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )
فإلى من شاء الله ابتلاءهم بالشدائد والكروب ..
وإلى من أراد تمحيصهم بالأسقام علام الغيوب ..
فذاك مريض فقد صحته ..
وآخر حار في معرفة سقمه وفهم علته ..
وثالث خارت قواه وزالت بشاشته ..
وهم - مع ذلك - ... ذاكرون شاكرون ، وصابرون محتسبون .. وتأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، وإن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له »
أخي المريض.. شفاك الله وعافاك ، ومن كل سقم وبلاء حماك ..
كم من مريض جال وصال في جميع المدن لعل الله أن يرشده وأن يشفيه ..
كم من مريض أصابه الهم والغم واليأس والحزن أخذ منه كل مأخذ ..
كم مريض سهر الليالي ورفع إلى ربه دعوات تسابقها دموع لعل الله أن يفرج عنه كربته ..
إليكم أيها المرضى تلك البشـــــــــــارة العظيمة بشارة عظيمة يخبرنا بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ( داوو مرضاكم بالصدقة ) ..
فهذه قصة عجيبة عجيبة .. لشخص بطلها قريب ليس ببعيد ..
سوف أسردها لكم .. بأسلوبي وطريقتي وعذرا إن خانني التعبير ..
و لعل الله تعالى أن ينفع فيها إنه سميع مجيب ..
شاب نشأ في طاعة الله تعالى .. أخذ يتطلع ويحلم كما يحلم به أبناء جنسه اليوم .. زواج ومنزل وسيارة ووظيفة مرموقة وحياة مطمئنة سعيدة وخاصة أنه من أهل الصلاح والتقوى ..
إلى أن شاء الله تعالى أراد أن يبتلي عبده ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )..
إذا أجرى القضاءُ عليك خطباً *** فطب نفساً بما فعل القضاءُ
فكلُّ شديدة ٍ ولها انفراج *** وكُلُّ بلية ٍ ولها انقضاء ُ
وعُذ بالله يكفيك كُلَّ شرٍّ *** فإن الله يفعل ُ مـا يشاءُ
شاء الله تعالى إلا أن تتحطم تلك الآمال .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. وتصبح تلك الأحلام التي رسمها ذلك الشاب في مخيلته مجرد أحلام يصعب تحقيقها في واقعه ..
وكيف لا وهو اكتشف فيه داء عظيم .. داء عظيم عجز الأطباء وأهل الاختصاص في ايجاد علاج له .. فسافر إلى الشرق والغرب وإلى جميع الدول والمدن لعل الله أن يرشده وأن يهدي إليه أويجد علاجا لمن يعاني به وهو داء من أعظم فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي ..
مكث شهورا .. بل سنوات وهو يطرق كل باب وكل دولة .. والحزن والألم والخوف أخذ منه كل مأخذ .. أصبح مشغول الفكر .. لزمه الهم والغم ليس بسبب مرضه ذلك بل هو مؤمن بقضاء الله وقدره .. ولكن أصابه الهم والغم كيف سيقابل ربه ؟! كيف سيكون مصيره ؟! .. سيحمل إلى قبره .. وخاصةأن ما بقي من حياته إلا شهور عديدة بسبب مرضه كما قرره الأطباء له وأخبروه بذلك ...
فرجع ذلك الشاب إلى بلده .. وكله حزن ويأس وحيرة .. اتجه إلى ربه عز وجل .. تغيرت حاله .. ترك كل أشغال الدنيا واتجه إلى رب السموات والأرض .. أخذ يدعو ويسأل الله تعالى الصبر وأن يختم له بخير ....
وفي يوم من الأيام .. زاره أحد أصدقائه الصالحين المتقين نحسبه ذلك ولا نزكي على الله أحدا ..
وهذا والله هو الصديق الرفيق الذي يهتم ويحب لأخيه كما يحب لنفسه ..
قام ذلك الشاب بزيارة صديقه ورفيق عمره المريض بعد أن فقده شهورا .. وأخذ يسأله عن أحواله وعن مرضه .. فأخبره ذلك الشاب بكلمات تسابقها الدموع ..بالقصة كاملة وقصة مرضه وأنه ما ترك طبيبا وإلا وذهب إليه ...
فجاء ذلك الرجل الوفي وبدأ يصبره ويذكره بأجر الصابرين وأن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه .. فأخذ يسرد عليه ما يبعث الأمل والسرور إلى قلب ذلك المريض .. ولكن كيف وما بقي من حياته إلا شهورا قليلة ..
لكن .. فأخذ هذا الشاب الوفي وقال لصديقه : فإني أرشدك إلى شي ما ولكن تعاهدني عهدا أن تفعله ؟!
قال له : ان شاء الله تعالى إن استطعت ..
قل له : وكيف لا تستطيع .. بل تستطيع ولكن تعاهدني وإنه لا يأخذ منك إلا شيئا يسيرا .. وأبشر ان شاء الله سوف يكون فيه شفاؤك بإذن الله تعالى ..
وناوله كمية من النقود وورقة مكتوب فيها أسماء العوائل الفقيرة وأرقام هواتفها ووصف لمنازلها حيث كان هذا الشاب يعمل في احدى الجمعيات الخيرية .. وناولها إياه وطلب منه ان يقوم بتوزيع الصدقات إلى تلك العوائل والتي تبلغ تقريبا 100 منزل ..ويطلب منهم الدعاء له ..
وفعلا .. فعل ذلك الشاب كما أمر به .. واتجه إلى تلك العوائل وقام بإعطائهم الصدقات وهو يردد عليهم لا أريد لا جزاء ولا شكورا ولكن أطلب منكم الدعاء لي بالشفاء ..
وبعد هذه الحادثة .. مرت أيام .. بل شهور .. وذلك الشاب يعاني من آلام وأوجاع مرضه .. إلا أن جاء قدر الله تعالى .. جاءت عجائب الدعاء وفضل الصدقة ..
نزلت الرحمة من فوق السماوات والأرض .. نزلت معجزة من جبار السموات والأرض ..
بعد شهور قليلة ..شعر ذلك الشاب بشي عجيب .. شعر براحة وسعادة وكأنه ولد من جديد .. شعر فجأة وكأن روحه تغيرت وتبدلت ..
وفوجئ بأن الله تعالى ألبسه ثياب الصحة ..
والعافية .. وأصيب الأطباء بالتعجب والانبهار وأخذوا بإجراء الفحوصات ووالأشعة للتأكيد على ذلك .. وكانت النتيجة مبهرة فكل شي سليم جدا
وكأن لم يصبه شيئا ... وخرج ذلك الشاب بمن المستشفى بنفس وروح جديدة وكأن روحه ترفرف في السماء من شدة السعادة ولم تحتمل قدامه أن تخطو فجلس خارج المستشفى وأخذ يبكي .. ويبكي .. وهو يتذكر صديقه الذي هو سبب له ذلك بعد الله تعالى .. ويتذكر كلماته وهمساته عليه بقوله أبشر يا فلان فلن ننسى حديث حبيبنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم ( داوو مرضاكم بالصدقة ) ..
فيستحق والله لقب الصديق هذا هو رفيق العمر الذي يفعل الخير ويألم ويشعر كما يشعر فيه رفقيه .. وهذه من نتائج الصحبة الصالحة .. كيف سأجازيه ؟! .. ماذا أفعل له ؟! ..
ورفع بصره إلى السماء والدموع لا تنقطع من عيناه فسبحان الله تعالى شتان ما بين خروجي قبل أيام من هذاالمكان بخطوات ثقيلة تصاحبها من الهم والحزن واليأس مالله به عليم ..
وبين خروجي ذلك بخطوات متسارعة تصاحبها روح وسعيدة .. وعاد إلى الحياة وكانه ولد من جديد ..
ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكان يظنها لا تفرج
قال تعالى: { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
فرح نجد20 @frh_ngd20
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
(وطن)
•
قال صلى الله عليه وسلم
( دواوا مرضاكم بالصدقة )
نعم الصدقة تدفع البلاء
كل الشكر لك عزيزتي فروووح
( دواوا مرضاكم بالصدقة )
نعم الصدقة تدفع البلاء
كل الشكر لك عزيزتي فروووح
آجمعين ان انشششاء الله وياكم يارب الله يوفقكم ويشفيكم ويفرحننا بشفائكم يارب عاجلا غير اجل اللهم آآآآمين
الصفحة الأخيرة
الله يجعل حظك السعيد على مد بصرك ويحفظ لك الوالدة