
( أثير )
•
تبارك } تعالى { الذي نزَّل الفرقان } القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل { على عبده } محمد { ليكون والجن للعاملين } الإنس دون الملائكة { نذيرا } مخوّفا من عذاب الله .لتفسير الجلالين أذا تيغي زياده أكتبي أتمنى أن تكون أعجبتك

اسال الحي القيوم باسمائه الحسنى ان يغفر لك وييسر امرك ..اللهم ارحمها واعفو عنها ويسر امرها وحقق ماتتمنى يارحمن يارحيم ..يااااااارب ..
الله يجزاك خير ..ويسعدك ..ماراح انساك من دعائي الليله يااثير ..
الله يجزاك خير ..ويسعدك ..ماراح انساك من دعائي الليله يااثير ..
الصفحة الأخيرة
{ والذاريات } الرياح تذرو التراب وغيره { ذروا } مصدر، ويُقال تذريه ذريا تهب به .كنتم به تستعجلون} أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً، وتحقيراً وتصغيراً، واللّه أعلم. هذه من تفسير أبن كثير 1-
يخبر
قوله تعالى: {والذاريات ذرواً} قال علي رضي اللّه عنه: الريح، {فالحاملات وقراً} قال: السحاب {فالجاريات يسراً} قال: السفن {فالمقسمات أمراً} قال: الملائكة روي من غير وجه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه صعد منبر الكوفة فقال: لا تسألوني عن آية في كتاب اللّه تعالى، ولا عن سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا أنبأتكم بذلك، فسأله ابن الكواء عن قوله تعالى {والذاريات} الخ .
وقد روي عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الذاريات ذرواً، فقال رضي اللّه عنه: هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن المقسمات أمراً، قال رضي اللّه عنه: هي الملائكة، ولولا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقوله ما قلته، قال: فأخبرني عن الجاريات يسراً، قال رضي اللّه عنه: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقوله ما قلته ""رواه الحافظ البزار"". وهكذا فسرها ابن عباس وابن عمر وغير واحد، ولم يحك ابن جرير غير ذلك، وقد قيل: إن المراد بالذاريات الريح وبالحاملات وقراً السحاب كما تقدم لأنها تحمل الماء، فأما {الجاريات يسراً} فالمشهور عن الجمهور أنها السفن، تجري ميسرة في الماء جرياً سهلاً، وقال بعضهم: هي النجوم تجري يسراً في أفلاكها، ليكون ذلك ترقياً من الأدنى إلى الأعلى، فالرياح فوقها السحاب، والنجوم فوق ذلك، والمقسمات أمراً، الملائكة فوق ذلك تنزل بأوامر اللّه الشرعية والكونية، وهذا قسم من اللّه عزَّ وجلَّ على وقوع المعاد، ولهذا قال تعالى: {إنما توعدون لصادق} أي لخبر صدق، {وإن الدين} وهو الحساب {لواقع} أي لكائن لا محالة، ثم قال تعالى: {والسماء ذات الحبك} قال ابن عباس: ذات الجمال والبهاء، والحسن والاستواء، وهو قول مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسدي وقتادة وغيرهم وقال الضحّاك: الرمل والزرع إذا ضربته الريح فينسج بعضه بعضاً طرائق طرائق، فذلك الحبك، وعن أبي صالح {ذات الحبك} الشدة، وقال خصيف {ذات الحبك} ذات الصفاقة، وقال الحسن البصري: {ذات الحبك} حبكت بالنجوم، وقال عبد اللّه بن عمرو {والسماء ذات الحبك} يعني السماء السابعة وكأنه - واللّه أعلم - أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة. وكل هذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد وهو الحسن والبهاء، كما قال ابن عباس رضي اللّه عنهما فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة، شديدة البناء، متسعة الأرجاء، أنيقة البهاء، مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات، موشحة بالكواكب الزاهرات. وقوله تعالى: {إنكم لفي قول مختلف} أي إنكم أيها المشركون المكذبون للرسل {لفي قول مختلف} مضطرب لا يلتئم ولا يجتمع، وقال قتادة: {إنكم لفي قول مختلف} ما بين مصدق بالقرآن ومكذب به {يؤفك عنه من أفك} أي إنما يروج على من هو ضال في نفسه، لأنه قول باطل، ينقاد له ويضل بسببه من هو مأفوك ضال، غِمْر لا فهم له، قال ابن عباس {يؤفك عنه من أفك} يضل عنه من ضل، وقال مجاهد: يؤفن عنه من أفن، وقال الحسن البصري: يصرف عن هذا القرآن من كذب به، وقوله تعالى: {قتل الخراصون} قال مجاهد: الكذابون، وهي مثل التي في عبس، {قتل الإنسان ما أكفره} والخراصون الذين يقولون: لا نبعث ولا يوقنون، وقال ابن عباس {قتل الخراصون} أي لعن المرتابون، وقال قتادة: الخراصون أهل الغرة والظنون، وقوله تبارك وتعالى: {الذين هم في غمرة ساهون} قال ابن عباس وغير واحد: في الكفر والشك غافلون لاهون {يسألون أيان يوم الدين} وإنما يقولون هذا تكذيباً وعناداً، وشكاً واستبعاداً قال اللّه تعالى: {يوم هم على النار يفتنون} قال ابن عباس: يعذبون، قال مجاهد: كما يفتن الذهب على النار، وقال جماعة آخرون: {يفتنون} يحرقون {ذوقوا فتنتكم} قال مجاهد: حريقكم، وقال غيره: عذابكم {هذا الذي { والذاريات } الرياح تذرو التراب وغيره { ذروا } مصدر، ويُقال تذريه ذريا تهب به .كنتم به تستعجلون} أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً، وتحقيراً وتصغيراً، واللّه أعلم.
تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها، كما قال تعالى: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه}، وقال: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون}، وقد وردت الأحاديث بذلك، روى الحافظ أبو بكر البزار، عن أنَس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس أن تغرب فلم يبق منها إلا سف يسير فقال: (والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه وما نرى من الشمس إلا يسيراً) وقال الإمام أحمد، عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (بعثت أنا والساعة هكذا) وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى ""أخرجه الشيخان والإمام أحمد""، وفي لفظ: (بعثت أنا والساعة كهذه من هذه إن كادت لتسبقني) وجمع الأعمش بين السبابة والوسطى، وقال الإمام أحمد، عن خالد بن عمير قال: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ثم قال: (أما بعد، فإن الدنيا قد آذنت بصُرْم وولت حَذَّاءَ، ولم يبق منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا منها بخير ما يحضرنكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاماً ما يدرك لها قعراً، واللّه لتملؤنه أفعجبتم؟ واللّه لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام) ""أخرجه ابن جرير"". معنى صُرْم : قطيعة. و حذاء مدبرة لم يتعلق أهلها منها بشيء، و صُبابة : بقية .
وذكر تمام الحديث. وعن عبد الرحمن السلمي قال: نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ فجاءت الجمعة فحضر أبي وحضرت معه، فخطبنا حذيفة فقال: ألا إن اللّه يقول: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار وغداً السباق. فقلت لأبي أيستبق الناس غداً؟ فقال: يا بني إنك لجاهل إنما هو السباق بالأعمال، وقوله تعالى: {وانشق القمر} قد كان هذا في زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كما ورد في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة، وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: (خمس قد مضين: الروم والدخان واللزام والبطشة والقمر) وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى اللّه عليه وسلم، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات.
ذكر الأحاديث الواردة في ذلك .
رواية أنَس بن مالك : روى الإمام أحمد عن أنَس بن مالك قال: سأل أهل مكة النبي صلى اللّه عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة مرتين، فقال: {اقتربت الساعة وانشق القمر} ""أخرجه مسلم وأحمد""، وعن أنَس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حِراء بينهما ""أخرجاه في الصحيحين"". وروى الإمام أحمد، عن جبير بن مطعم قال انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد، فقالوا: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم ""تفرد به إحمد"". وروى البخاري، عن ابن عباس قال: انشق القمر في زمان النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقال ابن جرير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {اقربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} قال: قد مضى ذلك، كان قبل الهجرة انشق القمر حتى رأوا شقيه، وقال الحافظ البيهقي، عن عبد اللّه بن عمر في قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال: وقد كان ذلك على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انشق فلقتين، فلقة من دون الجبل، وفلقة من خلف الجبل، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (اللهم اشهد) ""رواه البيهقي وأخرجه مسلم والترمذي وقال: حسن صحيح"". وقال الإمام أحمد، عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شقتين حتى نظروا إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (اشهدوا) ""أخرجه الشيخان والإمام أحمد"". وعن عبد اللّه ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة، قال، فقالوا: انظروا ما يأتيكم به السفَّار، فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، قال: فجاء السفَّار، فقالوا ذلك ""أخرجه أبو داود الطيالسي"". وفي لفظ: انظروا السفَّار، فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق، وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به، قال: فسئل السفّار، قال: وقدموا من كل وجهة، فقالوا: رأينا فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: {اقتربت الساعة وانشق القمر} ""أخرجه البيهقي وابن جرير"". وروى الإمام أحمد، عن عبد اللّه قال: (انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر) ""أخرجه الإمام أحمد"". وقال ليث عن مجاهد: انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فصار فرقتين، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأبي بكر: (اشهد يا أبا بكر) فقال المشركون: سحر القمر حتى انشق، وقوله تعالى: {وإن يروا آية} أي دليلاً وحجة وبرهاناً {يعرضوا} أي لا ينقاضوا له بل يعرضوا عنه، ويتركونه وراء ظهورهم {ويقولوا سحر مستمر} أي يقولون هذا الذي شاهدناه من الحجج سحرٌ سحرنا به، ومعنى {مستمر} أي ذاهب باطل مضمحل لا دوام له، {وكذبوا واتبعوا أهواءهم} أي كذبوا بالحق إذ جاءهم، واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم، من جهلهم وسخافة عقلهم، وقوله {وكل أمر مستقر} قال قتادة: معناه أن الخير واقع بأهل الخير، والشر واقع بأهل الشر، وقال ابن جريج: مستقر بأهله، وقال مجاهد: {وكل أمر مستقر} أي يوم القيامة، وقال السدي: مستقر أي واقع، وقوله تعالى: {ولقد جاءهم من الأنباء} أي من الأخبار عن قصص الأمم المكذبين بالرسل، وما حل بهم من العقاب والنكال والعذاب مما يتلى عليهم في هذا القرآن {ما فيه مزدجر} أي ما فيه واعظ لهم عن الشرك والتمادي على التكذيب، وقوله تعالى: {حكمة بالغة} أي في هدايته تعالى لمن هداه وإضلاله لمن أضله {فما تغني النذر} يعني أي شيء تغني النذر عمن كتب اللّه عليه الشقاوة وختم على قلبه؟ فمن الذي يهديه من بعد اللّه؟ وهذه الآية كقوله تعالى: {وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون}
هذه الايتين لتفسير الجلالين-{ صفّا } الملائكة والصافات تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به.4-
{ اقتربت الساعة } قربت القيامة { وانشق القمر } انفلق فلقتين على أبي قبيس وقيقعان آية له صلى الله عليه وسلم وقد سئلها فقال ( اشهدوا ) رواه الشيخان .