ابغي مقال نقدي لأي موضوع...............

الطالبات والمعلمات

حبيباتي من تساعدني وتعطيني حق مادة التعبير مقال نقدي عن أي شئ قصيدة أو قصة

ساعدوني بسرررررررررررررررررعه:06::(:44:
6
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

bodo0or
bodo0or
وينكم ياحواااااااااااااااااء ساعدوني


والله محتاجه مساعدتكم:44:
افتتان
افتتان
السلام عليكم ورحمة الله
تكفون بنااااااات أبغى مقال نقدي وهو موضوع التعبير للصف الثالث ثانوي
الي عندها تعطيني اياه بسررررررررعه
وأنا ماكتبته هنا الا وأنا واثقة بإذن الله انكم راح تساعدوني
وان عطيتوني اثنين فأحسن وأحسن ...
تكفووووووووووووووون...
:27:
bodo0or
bodo0or
افاااااااااااااااااااا

وينكم ماتوقعتها منكم
حـ * ـلم
حـ * ـلم
قصيدة ورأي ( مقال نقدي )

إنها الصحوة ... إنها الصحوة

للشاعر: محمود مفلح ()



وأقول للجيل الجديد

أقول للجيل المحصّن بالعقيدة والمتوّج بالصباح

... وأقول يا جيل الكفاح

إنّا بلونا الليل والأشباه والموت المؤجل والجراح

... وأقول يا جيل المصاحف

... يا خمير الأرض... يا طلق الولادة

ها أنت كالينبوع تدفق في صحارينا ...

... وتمنحنا الوثيقة و الشهادة ...

****

أنت الذي سيبدل الأوزان والأحزان

... يزرع في العيون نخيلها

فلكم تباطأ في الرحيل عن القرى عام الرمادة

****

وأقول حي على الفلاح

... أقول حي على السلاح

فإن فيك النبض يورق بين ترتيل الظهيرة والمساء

... وأقول يا جيل الفداء

... أكلت مواسمنا الجنادب

... واستبد بنا الحواة

وغادرتنا آخر السحب الحميمة في السماء

****

أنت الذي يقتات جمر المرحلة

ها إن أحبار اليهود تجمعوا.. ها إنهم حشدوا لنا

... فاقرأ على تلك الرؤوس "الزلزلة" ...

****

اقرأ علينا باسم ربك ما تيسّر يا بلال

... الشمس في كبد السماء

ونحن في وقد الظهيرة

... كم نتوق إلى الظلال

اقرأ علينا "المؤمنون" وشدّ قوسك

... إن قوسك لا تطيش بها النبال

كم ذا سألت فلم يجيبوا

.. كم سألت فلم يجيبوا

أنت وحدك من يجيب عن السؤال ...

****


يا أيها الجيل الجديد... ويا سليل الطهر... يا برد اليقين

كن باسم ربك قلعة للخائفين.. ومنهلا للظامئين

وكن رصاصا... كن قصاصا...

... كن جذورا... كن طيورا

كن كما شاءت لك "الأعراف" في الزمن العجين()

****


يا أيها الجيل الجديد

وقفتُ مندهشا على عتبات خطوتك الجديدة

... وقرأت نبضك وانطلقت بلا عِنان

من سورة "الإسراء” جئتَ... ومن نقاء الفجر

...والسبع المثاني.

ورأيتَ من خلف الدخان وجوههم

...وبلوتَ عربدة الدخان


و حملتَ جرحك والهجير

حملتَ جرحك والعبير

فما الذي حملته أغربة الزمان!؟ ()


الفكرة العامة في القصيدة هي نشوء جيل جديد في ظل الصحوة يتمتع بالنقاء والتوثب ومعرفة الطريق، وقد عزز الشاعر فكرته الأساسية وجعلها محورا لعدد من المعاني الجزئية التي تتضافر لتأكيد الفكرة العامة، و المعاني الجزئية هي:

- سوء الواقع وحاجته إلى التغيير.

- وجوب الجهاد المقدس لتغيير الواقع.

- كيد اليهود وحشدهم الجموع في فلسطين.

- ضرورة الاستفادة من القيم القرآنية في المواجهة.

- فدائية الجيل الجديد و شجاعته في العمل على التغيير.

- التساؤل عن ممارسات أعداء الحياة ومدى إعاقتهم للتغيير المندفع.



وقد ظلت العاطفة هي روح النص والطاقة الدافعة للحياة في جوانبه، وهي البوصلة التي تقود الشاعر في فضاء النص دون تعثر أو اندفاع.

والعاطفة المفعم بها النص هنا هي التفاؤل بملامح الواقع الجديد القائم على زنود فتية آمنوا بربهم، وانخلعوا من الخوف والفساد، وعرفوا رسالتهم في الحياة.

وتمتزج هذه العاطفة بشعور الحزن على الواقع العربي والإسلامي المهين، الذي يستسلم لمعطيات الاحتلال والاستعمار، وينغمس في الملذات والشهوات مستمرئا الجهل والفقر والخديعة.

وتبرز من خلال ذلك عاطفة الحب لهذا الوطن الكبير، والغيرة على واقعه السيئ، والرغبة العارمة في المقاومة وعدم الاستسلام. وقد حاول الشاعر أن يكشف أمام الجيل الجديد زيف هذا الواقع:

... و أقول يا جيل الفداء

... أكلت مواسمنا الجنادب

... واستبد بنا الحواة

وغادرتنا آخر السحب الحميمة في السماء

ويعمل الشاعر على استثارة كوامن الإيمان، وبواعث الإحساس الديني من خلال توظيف المصطلحات الدينية والسور القرآنية وقدرتها على خلق الإرادة الصلبة:

- وأقول حي على الفلاح

... أقول حي على السلاح

فإن فيك النبض يورق بين ترتيل الظهيرة والمساء

.... ....

- اقرأ علينا باسم ربك يا بلال ...

- ... اقرأ علينا "المؤمنون" وشد قوسك ...

- ... كن كما شاءت لك "الأعراف" في الزمن العجين

- وقرأت نبضك وانطلقت بلا عنان

من سورة "الإسراء" جئت... و من نقاء الفجر

... والسبع المثاني .

و من الواضح أن الشاعر صادق في عاطفته التي مزج فيها بين التفاؤل والحب والحزن والثورة، واستمد ذلك من تفاعل بينه وبين الواقع على مدار حياته، ومتابعته لمجريات الأحداث وتطوراتها.



ولا شك أن الأسلوب هو طريقة الشاعر في التعبير، و الشاعر قدّم أفكاره وعواطفه من خلال الخصائص الأسلوبية التالية:

- الإيحاء المؤثر من خلال اختيار الألفاظ المناسبة

- الصور المعبرة عن المعاني

- الإيقاع الموسيقي من خلال وحدة التفعيلة وتعدد القوافي.

فأما من حيث الإيحاء فقد اختار الشاعر لمعانيه ألفاظا ملائمة معبرة، تقرّب المعنى، وتستثير المتلقي ليتفاعل مع الفكرة والعاطفة والموقف، ويُلاحظ ذلك في قول الشاعر:

- وأقول يا جيل المصاحف

- ها أنت كالينبوع تدفق في صحارينا

- فلكم تباطأ في الرحيل عن القرى عام الرمادة

- فاقرأ على تلك الرؤوس الزلزلة

حيث تتضافر كلمة الجيل مع "المصاحف" لتجذب المتلقي إلى سر القوة في زمن الضعف، فهي وصف للقوة وحث على الالتزام، وتوحي بالعلاقة القديمة بين العرب والمصحف وما حققوه من عزة به.

وينجح الشاعر في إعطاء "الينبوع" قوة في المعنى، وكثرة في القيمة عندما يربطه بالمكان المتمثل في الصحراء، وذلك في صورة موحية بالارتباط بين التضحية والفداء والسعي بالخير والنجاح، وتحقيق المراد، فالينبوع يستثير من وجهة نظري حكاية إسماعيل وهاجر والمحنة التي تقود إلى السعي فالنجاح.

ويختصر الشاعر في "عام الرمادة" أكثر من معنى للضنك والمعاناة والجفاف والقحل، وارتباط هذا المعنى بالعدل والخير في معادلة الانتصار عليه، فغياب عمر يطيل عام الرمادة ومجيء الجيل الجديد بمواصفات عمر بشرى قوية بزوال الواقع المجدب.

ويُلاحظ نجاح الشاعر في المواءمة بين توظيف الدلالة القرآنية من خلال "الزلزلة" مع السياق القائل بالتجمع اليهودي في فلسطين؛ وما ينتج عن هذا من وصف للواقع؛ ووصف للحل، فاختيار اسم سورة أخرى ووضعه هنا ما كان ليحقق ما أراد أن يوحي به الشاعر الذي مزج في "الزلزلة" بين المقاومة و القدسية.

ويلاحظ أن لغة الشاعر امتازت بالسهولة والوضوح، إذ لا تحتوى على ألفاظ صعبة ولا تراكيب ضعيفة، بالإضافة إلى توظيفه لتراكيب مستمدة من القرآن بالإضافة إلى مسميات السور التي جاءت في مواضعها موحية بمكنوناتها في السياق.

أما عن الخيال والتصوير؛ فقد نجح الشاعر في تصوير مشاعره وأفكاره وصياغتها في تعبير جميل حي ومؤثر، من ذلك:

- يا خمير الأرض... يا طلق الولادة

- يزرع في العيون نخيلها

- أكلت مواسمنا الجنادب

- وغادرتنا آخر السحب الحميمة في السماء

- وقفت مندهشا على عتبات خطوتك الجديدة

حيث استطاع الشاعر وسط خطابه المحموم أن يمنح تعبيره هذه الصور الحية المعبرة عن معاني النمو المطرد؛ والاندفاع إلى الحياة؛ من خلال: (الخميرة، والزراعة، والولادة، وعتبات الخطوة الجديدة)، في مقابل الصورة الحية والفعّالة لفكرة الهدم والفناء: (الجفاف، والجنادب، والرمادة...) .

أما الإيقاع فقد استفاد الشاعر من تكثيفه بوحدة تفعيلة الكامل (متفاعلن)، والتغييرات الداخلة عليها، بالإضافة إلى تناسب وجودها في السطر الشعري مع الدفقة الشعورية، أما القافية فقد أجاد الشاعر في تنويعها: (الصباح، والجراح ، والفلاح، والسلاح)، و(الولادة، والشهادة، والرمادة)، و(بلال، والظلال، والنبال، والسؤال)، و(اليقين، وللظامئين، والعجين) و(الدخان، والزمان)، وقد خلق هذا التنوع في القافية تشكيلا جماليا انسجم مع المعاني والعواطف.

ولم يكتفِ الشاعر بالموسيقى الخارجية المتمثلة في الوزن والقافية، وإنما اعتمد على الموسيقى الداخلية الناشئة من حسن اختيار الكلمات، والتوازن بين العبارات، ودقة التعبير عن العواطف، بالإضافة إلى الموسيقى الداخلية الظاهرة من خلال المحسنات البديعية ذات الأثر الموسيقى مثل: الجناس الناقص في (الأوزان، والأحزان) و(الفلاح، والسلاح) و(بلال، وظلال)، و(رصاصا، وقصاصا) و(العبير، والهجير)، وحسن التقسيم في مثل قول الشاعر:

(... وكن رصاصا... كن قصاصا...

... كن جذورا... كن طيورا...)

وتُلاحظ هنا القوافي الداخلية بين: (رصاصا، وقصاصا)، و(جذورا، وطيورا)، ومن حسن التقسيم قوله:

وحملت جرحك والهجير

حملت جرحك والعبير.



وبعد؛ فإن الشاعر قد تمثل بصدق فني واقع الأمة المكفهر، وفجرها المشرق في الزمن الجديد، واستطاع أن يمزج ذلك بفنية عالية، راوحت بين توظيف التراث وبين توليد معان جديدة، وصور مستمدة من البيئة، والخيال المحلق في فضاءات قريبة، منحت النص قدرة على التماهي بشكل كبير مع الواقع، ومنحت المتلقي قدرة أوسع على التفاعل والمشاركة.

بقلم الدكتور / كمال احمد غنيم
حـ * ـلم
حـ * ـلم
حقيقي لا أعلم ما إذا كان هذا الموضوع سيفيدك ..
ولكنه عموماً يدخل في نطاق طلبك

النظرية النقدية العربية القديمة:
من الواضح أن الملاحظات الجزئية الشفهية التي كانت تشكل الخطاب النقدي في عصر ما قبل التدوين في " الجاهلية " لدى الذبياني وأضرابه خضعت للأعراف القبلية السائدة ولعناصره المهيمنة التي تكرس منطق النظر الجزئي للأشياء والأحياء أما النقد الذي ظهر فيما بعد فقد أحتكم إلى سلطة دينية أخلاقية مستقاة من الخطاب الإسلامي العام، ولم يكن خطاباً مضمونياً، بل كان لغوياً أيضاً لأن الثقافة العربية الإسلامية لم تكن لتفصل بين اللفظ والمعنى، فالدلالة نابعة من السياق التركيبي اللغوي في بعديه الأفقي والعمودي، بمعنى أن التداعيات التي تثيرها اللفظة المفردة تتفاعل مع معناها الناشئ عن الصياغة النحوية، من هنا كانت استراتيجية التفسير لا تقتصر على سطح المعنى في مستواه الأول بل تغوص بعيداً فيما تثيره اللفظة من تداعيات، وقد أثّر ذلك في لغة النقد، ويمكننا أن نقترب أكثر من هذا المفهوم حينما نتأمل الرواية التالية:
" يُروى أن عمر بن الخطاب سأل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: هل تروي لشاعر الشعراء ؟ فقال ابن عباس: ومن هو يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر: ابن أبي سلمى. قال ابن عباس: وبم صار كذلك ؟ قال عمر: لأنه لا يتبع حوشيّ الكلام ولا يعاظل من المنطق، ولا يمتدح الرجل إلا بما يكون فيه "
فهذا نقد يقوم على المعيارين: الفني والأخلاقي، ولو أردنا أن نتبين حجر الزاوية فيه لوجدنا أن المنطق فني في الدرجة الأولى. ففي عبارتين من ثلاث عبارات كان التركيز على فن القول بما يمكن أن يقودنا إلى اعتبار الثالثة منهما نتيجة وليس مقدمة تنبني عليها نتائج، فنبذ حوشيّ الكلام سمة دلالية فضلاً عن كونها سمة جمالية، والخطاب الذي ينهض على تجنب هذا اللون من ألوان الكلام إنما ينبذ التكلف والتوعر ويعمد إلى الصدق الفني والأخلاقي، كذلك المعاظلة في المنطق تجمع بين السمات النفسية والفكرية والجمالية في بوتقة واحدة، فليس ثمة ادعاء أو تصنُّع، مما يؤكد الصفات الأخلاقية، ومن كانت هذه خصائص حديثة فإنه لابد أن يكون صادقاً وبالتالي لا يمتدح الرجل إلا بما فيه. وهذه العبارات الثلاث تكرس سمات الخطاب النقدي الخاضعة لهيمنة السلطان الديني.
وبعد مضي بعض الوقت استبدَّ بالخطاب النقدي العربي سلطة جديدة هي سلطة اللغويين والرّواة، ففي أواسط القرن الثاني الهجري عندما هب علماء اللغة والأدب لجمع الشعر القديم وتدوينه بدأ النقد يتشكل في نسق علمي له خطابه الخاص. احتفل بالجوانب النحوية واللغوية والعروضية على أسس واضحة.
ولكننا قبل أن نعرض للخطاب النقدي في هذه المرحلة لابد أن نشير أنه كان في مجمله خاضعاً لنمط الحياة القبلية السائدة من كافة جوانبها كما أسلفنا، وكان سلطان قريش هو المهيمن لذا نجد حماداً الراوية يقول إن العرب كانت تعرض شعرها على قريش، مما قبلوه منها كان مقبولاً، وما ردوه منها كان مردوداً، وكانت آية الجودة القوة والتماسك والإحكام والأتساق، فالصحة في المعنى والتماسك في التركيب هما المعياران الرئيسان، وهما قوام الخطاب الثقافي الكلي في ذلك العصر، فالناقة توصف بقوة الخلق والمتانة، وكذلك الفرس، والأحلاف، والقبائل، فإن نمط الحياة في الصحراء لا يحتمل التفكك أو الوهن، وحتى بيت الشعر إذا كان فيه خلل بنائي فإنه لا يصمد لقسوة الطبيعة، من هنا كانت عيوب البيت الشعري مستلة من عيوب بيت الشعر، ولما كانت قبيلة قريش من أكثر القبائل تماسكأً وسلطاناً كانت صاحبة الكلمة الفصل في شئون الحياة المختلفة: . السياسية والاقتصادية والأدبية، واستناداً إلى مبدأ القوة والإحكام نجد النَقَدة لا يخرجون في أحكامهم عن عبارات بعينها تدور حول هذا المحور فشعر عبدة بن الطبيب قوي الأسر، متين النظم، متماسك متلاحم، أما التلمس فهو فاسد المعنى لأنه أسند صفة الناقة للبعير، فليس ثمة أتساق مما يؤدي إلى ضعف البناء، وليس من وكدى هنا تتبع مظاهر الإحكام ومواطن الضعف ولكن حسبي أن أشير إلى طبيعة الخطاب النقدي وارتباطه بالسلطة المهيمنة.
ولم يكن النقد في تلك المرحلة خالياً من الضوابط التي تُحكمه، وإن كانت الإحكام موجزة مقتضبة تصدر عن فكرة سليمة، ذلك أن هذه المرحلة لم تكن تمثل طفولة الأمة حقيقة، فقد كانت هناك حضارات في اليمن بلغت الذروة، ، ولكن ذلك العصر ظل بمنأى عن وجود سلطة مركزية بعد أن انهار سد مأرب وتفرقت العرب العاربة وبدأت تعيد صياغة الحياة العربية في الشمال متكيفة مع الأوضاع القبلية السائدة. لهذا فإن ثمة قواعد أولية ضمنية وصريحة كانت تحكم الخطاب النقدي في مراحله الأولى، . أشار إليها الدكتور إحسان عباس مثل " مبدأ اللياقة " الذي يلمح العلاقة بين الشعر وبين المواضعات الاجتماعية والأخلاقية، وكذلك مبدأ الأتساق مع الصفات النموذجية أو ما أسماه الناقد " الجودة النوعية " وقاعدة " الاستواء النفسي " و " مبدأ الفحولة " ، وما إلى ذلك، وكان لابد من انتظار ما يزيد على قرن من الزمان حتى يكرس النقاد هذه المعايير النقدية الراسخة.
وليس بمستغرب أن تقوى شوكة اللغويين من رواة ونحويين، ذلك أن القرنين الأولين كانا عصر الدولة العربية التي تعتد بلغتها، وكان هذا اللقب يطلق على عصر الخلافة الأموية، ولكن سلطان العرب بدأ يضعف شيئاً فشيئاً، وقوي شأن الموالي الذين ساندوا الدولة العباسية، ولم تكن المسألة سياسية محضة، بل ارتبطت بالخطاب الثقافي ارتباطاً بيناً، ، إذ عظم نفوذ ثقافة اليونان والفرس والهنود بعد أن نشطت حركة الترجمة في عصر المأمون، وبدأ الصراع بين نمطين من أنماط الخطاب الثقافي ارتبط ـ بلا ريب ـ بصراع أصحاب السلطان وإن لم يكن ذلك على نحو رياضي محسوب، بل تدخل فيه عناصر عديدة. ففي مستهل القرن الثاني للهجرة بدأت تتبلور أطراف الصراع، وتحددت المواقع: كان رواة اللغة والأدب يشددون النكير على من يحاول الخروج عما استقر من عرف، ساعد على ذلك ما تميزت به الحياة الثقافية من ضبط وتقنين فقد برز علم العروض، وكان ظهوره انتصاراً للمرجعية العربية القديمة، فالعناصر الوزنية والمصطلحات العروضية مستمدة من معمارية " الخباء " والأصول الفنية مستلهمة من قواعد اللغة في النحو التراكيب، ووضعت العلوم اللسانية وضبطت قواعدها، ولم يكن ما حدث في بادئ الأمر صراعاً بين عروبيين وأعاجم، لكن مقتضيات التطور وسنة الارتقاء كانت تقتضي مثل ذلك، ولابد من الإشارة أن ذلك كان إرهاصاً ببروز سلطة مهيمنة تتقاسم النفوذ مع ما كان سائداً، ولا يمكن تحديد ذلك بدقة، ذلك أن المسألة في القضايا الفكرية والأدبية تخضع لشبكة من العلاقات المتناسجة التي لا يمكن فرزها وتصنيفها دون الوقوع في شرك دوغمائية عمياء ضيقة الأفق، وحسَبنا أن نشير إلى أنه في مقابل طبقة الرواة من العرب الخلص الذين بدءوا يصنعون مدوّناتهم اللغوية ويستمدون منها قواعدهم النقدية واللغوية بدأ جدل موّار بين طائفتين، الأولى تعتصم بالأصالة وتستمسك بالنقل وتصر على أن يكون السماع قناة رئيسية من قنوات الاتصال مع التراث، والثانية تمتلك أزمة المعايير المنطقية بحكم ثقافتها وانتماءاتها الحضارية، ولكن الكل سائر في سبيل التقعيد وتأصيل الأصول، وربما علا شأن الرواة من غلاة المتعصبين للقديم في بداية الأمر فأخذوا يسيطرون على زمام الخطاب الثقافي وبدؤوا ضغطاً متزايداً على الشعراء المحدثين، وكان لذلك ما يبرره حيث شاع اللحن واضطربت اللغة، ولكن المسألة اتخذت طابعاً انحيازياً ضد أولئك الشعراء حيث يتبدى ذلك في قول عمرو بن العلاء عن أشعارهم ووصفه لها بأنها كنقط العروس، تذهب رائحتها بعد قليل، وكأبعار الظباء تشم لها ريحاً طيبة أول عهدها ثم تعود إلى رائحة الأبعار، أما أشعار القدماءْ فإنها كالمسك كلما حركته ازداد طيباً. لقد كان ثمة مزاج نقدي مهيمن على الخطاب في ذلك الوقت، من هنا كان الحرص على التصنيف والترتيب وفق طبقات في كتب النقد التي انتشرت في ذلك الحين مثل: طبقات فحول الشعراء لابن سلام والشعر والشعراء لابن قتيبة، كذلك ما فعله رواة الأخبار الذين قال عنهم: " ولم أر غاية رواة الأخبار إلا كل شعر فيه الشاهد والمثل .
ثم تغير المزاج العام بعد أن أوغل في التحضير والترف فظهر خطاب إبداعي جديد ومعه خطاب نقدي جديد مثله الجاحظ الذي بدأ ينقلب على أصحاب الرؤية السابقة كما يتمثل في هذا النص المقتبس من كتاب الحيوان حيث ظل الاستشهاد به شائعاً في كتب المعاصرين:
"وأنا رأيت أبا عمرو الشيباني وقد بلغ من استجادته لهذين البيتين ونحن في المسجد يوم الجمعة أن كلّف رجلاً حتى أحضر دواة وقرطاساً حتى كتبهما له، وأنا أزعم أن صاحب هذين البيتين لا يقول شعراً أبداً، ولولا أن أُدخل في الخصومة بعض الغَيّب لزعمت أن ابنه لا يقول شعراً أبداً. وهما قوله:

لا تحسبن الموت موت البلى...فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا...أفظع من ذاك لذل السؤال

وذهب الشيخ إلى استحسان المعنى، والمعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي، والبدوي والقروي، وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ، وسهولة المخرج وكثرة الماء، وفي صحة الطبع وجودة السبك، فإنما الشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير ".
وفي رأيي أن الثنائيات التي تفجرت في شكل قضايا نقدية شغلت جمهرة النقاد في ذلك العصر كقضية اللفظ والمعنى والصنعة والطبع والقدماء والمحدثين، إنما كانت انعكاساً لازدواجية الخطاب الفكري العام الذي أفرزته طبيعة الحياة في ذلك العصر حيث قضية العقل والنقل والجبر والاختيار والاصطلاحي والتوفبقي وما إلى ذلك مما أدى إلى بروز جدل حاد بين طائفتين من المثقفين والمفكرين: إحداهما تنحاز إلى القديم وتعتصم بمثله، والأخرى تطمح إلى أن تنالا حظها من الجديد الذي بهرها سواء كان على مستوى الحياة المادية وبريقها، أو الفكر الجديد ومدهشاته، فقد تدفق في النهر الثقافي العام، خلاصات لفلسفات وتيارات وعقائد لم يألفها العرب في ذلك الزمان، من هنا أشتد الصراع بين لونين من ألوان الخطاب لكل منهما سلطته المهيمنة، فانعكس ذلك في النقد، ونتيجة للطابع المنطقي الجدلي بدأت تتشكل قواعد خطاب نقدي جديد يرتكز على معايير محدودة فيما أطلق عليه فيما بعد " عمود شعر " وهذه التسمية توحي بالانحياز الواضح للقديم. فعمود الخيمة الخشبة التي تقوم عليها ولا تنهض غلا بها، وهذا يذكرنا بنمط الحياة القديمة، ويومئ إلى لون من ألوان الانحياز إلى القديم مع استثمار للمنطق في اهتمامه بترتيب القضايا والبحث عن أسسها العامة، فقد نشأ هذا المصطلح مرتبطاً بالخطابة عند الجاحظ في البيان والتبيين حيث يقول: " وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال وكأنه إلهام، وليست هناك معاناة ولا مكابدة، وإنما هو أن نصرف وهمه إلى الكلام وإلى رجز يوم الخصام. فما هو إلا أن نصرف وهمه إلى جملة المذهب وإلى العمود الذي إليه يقصد فتأتيه المعاني إرسالاً " وقد استخدمه الأمدي لأول مرة وهو يريد به مجموعة من مقومات الشعر وخصائصه الأساسية التي لا يستغني عنها ثم بدأ يتبلور على يد الجرجاني واتخذ شكله النهائي فيما بعد لدى المرزوقي في مقدمة الحماسة ، ملخصاً بذلك جهود النقاد ممن سبقوه ومعبراً عن الملامح الجديدة للخطاب النقدي، وهو أقرب إلى المنهج المعياري الذي سلكه علماء البلاغة فيما بع مما يتسق مع تقنين الثقافة العربية التي بدا أنها اغتنت بروافدها المتعددة، وخصوصاً الرافد اليوناني الذي تمثل في بعده النقدي في كتابي أرسطو عن الخطابة والشعر، وكان من ثمرة الاحتكاك بالفلسفة اليونانية كتاب " نقد الشعر " لقدامه بن جعفر الذي شرح بعض كتب الفلسفة، غير أن الأثر اليوناني يتضح أكثر في كتاب " مناهج البلغاء وسراج الأدباء " لحازم القرطجاني، فقد سار وفق منهج منظم إذ يقسمه أربعة أقسام: في الألفاظ والمعاني والنظم والطرق الشعرية، ، وقد انتقل من النظر في الألفاظ المفردة إلى النظر في المعاني المفردة، ثم إلى نظم المعاني والألفاظ في القصيدة الكاملة ثم إلى الأغراض التي يتجه إليها الشعر ويتحدث عن قوى الشاعر الحافظة والمائزة والصانعة.
د. محمد صالح الشنطي