ابناؤنا جواهر .. من أجمل ما قرأت

الأمومة والطفل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول " ..
رواه الحاكم في المستدرك ..
استوقفني هذا الحديث كثيرًا وصورته على حال أبنائنا اليوم ,
وكيف منهم من ضاع منا دون أن ننتبه لهم ..
تساءلت هل هناك أحد بـ الفعل يضيع فلذة كبدهـ ,
ويشتت شمل عائلته وهو راضيَا عن ذلك ..؟
كيف يحصل ذلك وَ حبنا أبناءنا وحرصنا عيهم من الضياع أمر فطري
جبل الله سبحانه قلوبنا عليه ..!
فعاودني بصيص أمل من جديد ,
وَحدثتُ نفسي أن ذلك الضياع ما هو إلا أمر نسبي بإن الله ؛
لأن القاعدة في الأصل هي { الحب } وقلّ من يخرج عنها ..!
وكيف عنها نخرج وقد قال أبو حامد الغزالي : " الأبناء جواهر " ..
وبالتأكيد هو صادق في قوله ولكن ألا ترون أن الكثير أصبح حدادًا مع تلك الجواهر ..؟


..✿,✿,✿..

حدادون وجواهر ..!!
ربما تتساءلون عن ماذا تتحدث أنين ..؟!
نعم حداودن يا فاضلات وكل موقف وآخر يثبت ذلك ..
ولو عرضنا تعاملاتنا مع صغارنا لـ رأينا أن صفة الحدادة
أرحم من بعض الصور والتعاملات ..!
وهنا ليس بغرض التطرق لـ تلك المواقف المؤلمة التي نصبها
على أفئدة أطفالنا صبا , ولكن سـ أستعرض البسيط منها
والذي لفتني منذ أيام قليلة وَ حظي على تعجبي ..

استغربتُ بشدة ممن تصرح بحبها اللآمحدود لأطفالها وأنهم أغلى الناس لديها ..
وما إن طلبها صغيرها أمرًا ما إلا وأخذت تصرخ عليه وتنهر ..!
استغربتُ من البعض الذي يخبئ الكلام اللطيف المهذب للصديقة والجارة ,
وعندما يختص القول لأطفالها فلا تمطرهم إلا كل لفظٍ بذيء ..!
وَ الحدادون كثيرون والحالات أكثر ..
ولكن يكفي أن نقول أن أبنائك عزيزتي هم الأولى بـ الكلمة اللطيفة والتعامل اللبق ..
سـ تقولين متاعب وحياة وتربية صعبة ...!!
وإسطوانة مشروخة نرددها لـ نبرر لأنفسنا لا أكثر ولكن دعيني أقول لكِ :
نعم ربما ما يمنع ذلك متاعب التربية بشكل عام ورتابتها عن حلاوتها ولذتها ,
بالإضافة إلى متاعب الحياة اللآمنتهية ,
ولكنْ كلا الأمرين لابد منه , وحصوله وارد وواقع ولكن لا ينبغي أن يؤثر إحداهما على علاقتك بأبنائك ,
وإن كانت شديدة أو كثيرة إلا أنها كـ آلالام الولادة !
فهل تستطعين أن تبخلي على مولودك الحديث بالحب والحنان والدفء ,
فقط لأنه أتعبكِ بولادته ...؟
هل تستطيعين ضرب مولودك الجديد وزجرهـ ونهرهـ ,
لأنه سبب لكِ ارهاقًا وآلالاما أثناء حمله ..؟


بالتأكيد لا غاليتي ..
ومستحيل ذلك ؛ إنما تغدقينه احتضانا وحبا وخوفا عليه ..
وتغمرينه رضا وسعادة بقدومه رغم كل ما سببه لك من متاعب وألم ومعاناة ..!
والأهم بذلك تتقبلينه ..
ترحبين به , وتعقين عنه , وتسردين على فلان وفلان قصة ولادته ...!
وتنسين معه كل ألم , ومع مرور الأيام تطوين صفحة متاعبه لـ تكرري نفس الأمر مع حمل جديد وطفل آخر ..!
وبذلك استطعتِ بـ كل ثقة النهوض من أزمة الولادة ومتاعبها لـ تخوضيها من جديد ,
والأهم أنكِ استطعت فعليًا وعمليًا بـ طبيعتك البشرية أن تفصلي بين آلامك من صغيرك
وَ ما سببه من متاعب وبين حنانك له وحبك قبولك له ..
لـ تعبري له عن ذلك بـ تجربة جديدة ..!

وَ كذلك الحال في التربية , يجب الفصل فيها بين متاعبنا من أبنائنا
ومن الحياة بـ شكل عام , وبين معاملتنا لهم ..
وحتى لا تشعري أن الأول يطغى على الثاني فـ استشعري دائمًا المتعة في ذلك ..
ولن تكون تلك المتعة إلا بـ النزول لـ مستوى صغيرك ...
وهذهـ ( ميزة ) لا يتميز بها إلا من استطاع بالفعل أن يخوض عالم التربية الحقيقة باذلًا كل الجهد في ذلك ,
لأنه متيقن أنه وَفي الأخير سـ يذهل بـ النتائج ..!
النزول إلى مستوى الطفل ليس بسهل وهذهـ ميزة في الحقيقة
اتصف بها الأجداد والجدات عند تعاملهم مع أحفادهم ..
نعم فـ هؤلاء الكبار المسنين ينزلون إلى منزلة الطفل ,
يلامسون مستوى عقله , يحاكون روحه , يتحدثون معه عن كل ما يسعدهـ ..
أما عن تعاملهم معه فهو لا يكون إلا في حدود { أن هذا الطفل حفيدهم الغالي
الذي بين أيديهم هو صاحب الحق في الحياة ..!
وَ له الحق أيضًا في إجابة طلباته مادامت معقولة ..!
بينما نرى نحن أن ذلك تدليل له ,
وإن خرج فعلا إلى حدود التدليل إلا أنهم لا يرونه كذلك أبدا ..
فــ كيف يواجه الطفل معاملة أجدادهـ ..؟
مؤكد أنه سـ يتعلق من بعد كل هذا بهم ويحبهم كثيرًا ..
ولكن أتظنين ذلك يكفيه ويشبع حاجاته وعاطفته ..؟!

.✿,✿,✿..

.. كلاّ يا فاضلة ..
تبقى نفسه تنتظر ذلك منكِ ومن والدهـ ..
يظل في انتظار منكما التعامل اللطيف والعلاقة الخاصة تلك والتي يعيشها مع أجدادهـ ..
فمهما كان عمرهـ إلا أن الصورة الراسخة في ذهنه عنكما أنكما أبوين محبين له ,
وهو لا يريد سوا أن يرى تجسيد هذا الحب وإيصاله إلى فؤادهـ ..
إذن ملخص هذهـ الـ فقرة هو تغيير معاملتك لـ طفلك ...
تستمعين له , تحبينه وأكثر ...
وَ ثقي أن فرصة تغيير علاقتكِ بأبنائك متاحة لكِ عزيزتي ..
وليس أي تغيير , بل تغييرًا إيجابيا تنعكس نتائجه الصحيحة عليكِ وعليهم ,
ومن هذهـ النتائج :
( قبول عيوبهم , واحترام شخصياتهم , والتفاهم والحوار معهم )
كل هذا وأكثر من الممكن تحقيقه بـ سهولة إذا جعلنا علاقتنا بأبنائنا أفقية ,
كـ علاقة الصديق بصديقه يغلب عليها التفاهم والمشاركة والمرح ..
أما إذا استمرت العلاقة كـ رئيس ومرؤوس وغلب عليها أوامر نواهي ,
صراخ وتعنيف , فلا شك أن الـ جدوى من التصحيح والتغيير هنا ضئيل ,
وإن كان فـ النتائج المرجوة ضعيفة جدًا ..!

لـ ذلك غاليتي الأم ..
لا حدادة هـنا , واكتفي بـ التميز بما يتميز به الأجداد دون إفراط أو تفريط ..
وذلك بالتبادل مع طفلك الحب والاحترام والقبول والحوار ..
والنزول لـ مستواهـ لـ يرتقي هو بـ العلو لـ مقامك ..!

منقول ..
5
753

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ليمونه كستنائيه
جزاك الله خير
نونو_الكويت
نونو_الكويت
تسلمين على النقل
غرشوبة أبوظبي
نقل رائع وموفق
لو تخيلنا ان ابنائنا احد ابناء الملوك وطلب مني ان اربي ابنه... فكيف سيكون تعاملي معه؟؟؟

انه مما يدمي القلب قصص العنف ضد الاطفال الي تطالعنا بها الصحف كل صباح

لو استشعرنا كما
ذكرتي ان تربيه الابناء متعه وليست متعبه وصعبه لتحقق لنا ذلك
كذلك لا تدعو تربيه الابناء حقل تجارب ،، اصبحت المكتبات ومواقع الانترنت زاخره بما يعين على فهم نفسياتهم ومعرفه تفكيرهم
فلا تهملو هذا الجانب

هذا مداخله بسيطه والا فموضوعكِ متكامل
سلمتِ
دنيا الالوان
دنيا الالوان
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
Dai-dai
Dai-dai
جزاك الله خير