ابنتي الصغيرةُ :" بابا ، عيب عليك ، اتق الله " .. رددتها ثلاث مرات!!!

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


- كان يسكنُ مدينةَ الرياض.. يعيش في ضياع ولا يعرفُ الله إلا قليلاً .. منذ سنوات ولم يدخل المسجدَ ولم يسجد لله سجدةً واحدة .. يقول: كنت أسهرُ حتى الفجرَ مع رفقاء السوءِ في لهوش ولعبٍ وضياع، تاركاً زوجتي المسكينة وهي تعاني من الوَّحدة والضيق والألم ما الله به عليم .. لقد عَجَزَتْ عني تلك الزوجةُ الوفية ، فهي لم تدخر وسعاً في نصحي وإرشادي ولكن دون جدوى ..

وفي إحدى الليالي .. جئت من إحدى سهراتي العابثة .. وكانت الساعةُ تشير إلى الثالثة صباحاً ، فوجدتُ ابنتي الصغيرةَ وزوجتي تغطانِ في سباتِ عميق.. فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكملَ ما تبقى من ساعات الليل في مشاهدة الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو .. تلك الساعات التي ينزل فيها ربنا – عزّ وجل إلى السماء الدنيا – فيقولَ : هل من داع فأستجيبَ له ؟ هل من مستغفر فأغفرَ له ؟ هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ وفجأة وأنا على هذه الحال المؤسفة ..
فٌتح بابُ الغرفة .. فإذا هي ابنتي الصغيرةُ التي لم تتجاوز الخامسةَ من عمره .. نظرتْ إليَّ نظرةَ تعجبٍ واحتقار ، وبادرتني قائلةً : " بابا ، عيب عليك ، اتق الله " .. رددتها ثلاث مرات ، ثم أغلقت الباب وذهبت .. أصابني ذهولٌ شديدٌ فأغلقت جهاز الفيديو ، وجلستُ حائراً ، فكلماتها لا تزال تترددُّ في مسامعي ، وتكادُ تقتلني فخرجتُ في إثْرها فوجدتُها قد عادت إلى فراشها .. أصبحتُ كالمجنون ما أدري ما الذي أصابني في ذلك .. وما هي إلا لحظات حتى انطلق صوتُ المؤذن من المسجد القريب ليمزق سكونَ الليل الرهيبِ منادياً لصلاة الفجر .. توضأتُ وذهبتُ إلى المسجد .. ولم تكن لديَّ رغبةٌ شديدة في الصلاة ، وإنما الذي كان يُشغلني ويُقلقني كلماتُ ابنتي الصغيرة .. وأقيمت الصلاة .. وكبر الإمام ، وقرأ ما تيسر من القرآن وما أن سجدَ وسجدتُ خلفه ووضعتُ جبهتي على الأرضِ حتى انفجرتُ ببكاء شديدٍ لا أعلمُ له سبباً .. فهذه أول سجدة أسجدها لله عز وجل منذُ سبع سنين ..

كان ذلك البكاءُ فاتحةَ خير لي .. لقد خرجَ مع ذلكَ البكاء كلُ ما في قلبي من كفرٍ ونفاقٍ وفسادٍ وأحسستُ بأن الإيمان بدأ يسري بداخلي .. وبعد الصلاة جلستُ في المسجد قليلاً ثم رجعتُ إلى بيتي فلم أذق طعمَ النوم حتى ذهبتُ إلى العمل .. فلما دخلتُ على صاحبي استغربَ حضوري مبكراً .. فقد كنت لا أحضر إلى في ساعة متأخرة بسبب السهر طوالَ الليل .. ولما سألني عن السبب أخبرته بالقصة فقال: احمد الله أن سخَر لك هذه البنتَ الصغيرةَ التي أيقظتك من غفلتك ، ولم تأتك منيتُك وأنت على تلك الحال .. ولما حان وقت الظهر كنتُ مرهقاً ، حيث لم أنَمْ منذ وقت طويل ، وطلبت من صاحبي أن يتسلم عملي وعدت إلى البيت لأنال قسطاً من الراحة ، وأنا في شوق لرؤية ابنتي الصغيرة التي كانت سبباً – بعد الله – في هدايتي ورجوعي إلى الله .. دخلت البيت فاستقبلتني زوجتي وهي تبكي .. فقلتُ لها مالك ، فقالت : ماتت ابنتك.. لم أتمالك نفسي من هولِ الصدمة ، وانفجرت بالبكاء طويلاً ..

وبعد أن هدأت نفسي وتذكرت أن ما حديث لي ما هو إلا ابتلاءٌ من الله عزّ وجل ليختبرَ إيماني .. فحمدتُ الله عزَّ وجلَّ ورفعت سماعة الهاتف واتصلت بصاحبي ، وطلبت منه الحضور لمساعدتي .. حضر صاحبي وأخذ الطفلة وغسَّلها وكفَّنها وصلينا عليها ثم ذهبنا إلى المقبرة ، فقال لي صاحبي لا يليق أن يُدخلها في القبر غيرُك .. فحملتها والدموع تملأ عيني ووضعتها في اللحد .. أنا لم أدفن ابنتي وإنما دفنت النور الذي أضاء لي الطريقَ في هذه الحياة .. فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها لي ستراً من النار ، وأن يجزيَ زوجتي المؤمنة الصابرةَ خيرَ الجزاء . انتهت القصة !! .

فانظر يا أخي ويا أختي إلى الذي تداركه الله برحمته في آخر حياته .. وقد مكث سبع سنين لم يسجد لله سجدة واحدة مع أن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين .. وهي صلة بين العبد وربه افترضها الله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - لما عُرج به إلى السماء السابعة وعظَّم الله شأنها ومدح أهلها في أكثرَ من ثمانين موضعاً في القرآن الكريم .. وهي أولُ ما ينظر الله فيه من عمل العبد يوم القيامة ، فإن قَبِلها نظرَ في سائر عمله ، وإن ردَّها ردَّ سائرَ العمل .. فلا يُقبل للعبد زكاةٌ ولا صومُ ولا حجٌ ولا بِرٌ ولا صدقةٌ ما دام تاركاً لصلاته مضيعاً لها .. لأنها عمود الدين فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع .. وتارك الصلاة – رجلاً كان أو امرأة – كافرٌ بإجماع المسلمين .. يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتداً ، لا يُغسَّلُ ولا يُكفَّنُ ولا يُصلي عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يرثُ ولا يورث .. وقال تعالى : ] مَا سَلَكَكُمْ في سَقَرَ، قالُوا لَمْ نَكُ مِنْ الْمُصَلِينَ وقال تعالى : ] فَخَلفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّا ، وقال - صلى الله عليه وسلم - ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) .. وأداؤها مع الجماعة واجب على الرجالِ والدليل قوله تعالى : ] واركعوا مع الراكعين [ .. وكذلك آيةُ صلاةِ الخوف مع أنهم مواجهينَ للعدو وهم مشغولون بالقتال ، ومع ذلك صلى بهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - جماعة .

وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أثقل صلاةٍ على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاةُ الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمرَ رجلاً فيصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حِزمً من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتَهم بالنار ) .. فلو لم تكن الصلاة مع الجماعة واجبةً على الرجالِ لما همَّ النبي- صلى الله عليه وسلم - بإحراقِ المتخلفِ منهم ، لأن العقوبة لا تكون إلى على ترك واجب .

أسأل الله أن يهدينا وإياك لصراطة المستقيم ، ويثبتنا عليه إنه سميع مجيب .وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

اقول قولي هذا وأسأل الله تبارك وتعالى ان يجمعني واياكم في الفردوس الاعلى وان يجمنا رفقاء للنبي عليه الصلاة والسلام في الفردوس الأعلى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزا الله خير من كتبها و أرسلها لي...

الموضوع منقول....

همسة((فإن أعظم ما يُهدي وأكرمَ ما يُسدى لمن تريد به الخير أن تدله على طريق النور والخير ، ليسلك الطريق المستقيم الموصل به إلى الجنة. فما أكثر فتن الحياة ومغرياتها ، وما أكثر شهوات الدنيا ولذاتها ، وما أكثر حيل الشيطان ومكائده … فالعاقل من اتعظ بغيره ، ولم يتعظ به غيرهُ . وهذه طائفة من القصص الواقعية التي حكاها أصحابها بأنفسهم الذين عاشوا أحداثها ، وعانوا مرارتها وآلامها .
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن ينفع بها ، ويجعل فيها العبرة والعظة لمن غفل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وبالله التوفيق)))
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها ستراً له من النار ياررررررررب
fahad
fahad
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا أخت زهـرة الخليج

وجعلها الله في موازين حسناتك


اللهم آمين

نعم توقيعكي جدا مهم وتنبيه لكل أم بمسؤليتها في تربيت هاذا الجيل لنصرة هاذا الدين
القناصة
القناصة
بارك الله فيك اخي الكريم
مشاركه جميله تستحق القرأة والتأمل طويلا ....
نسأل الله الجنه
جزاك الله خيرا
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
بس ما لقيت تكملة الأبيات بحثت عنها ولا وجدتها
fahad
fahad
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخت القناصة

وجعلها الله في موازين حسناتك

اللهم آمين.....

سؤال هل اسمكي السابق هو ( Gatika)؟!!

&&&&&&&&&&&

جزاك الله خيرا أخت زهـرة الخليج

وجعلها الله في موازين حسناتك

هل جربيتي زيارة قسم الواحه ووضع سؤال هناك لمن يعرف تكملت البيت ومن قائله ؟
جربي وان شاء الله تنجح