خير النساء

خير النساء @khyr_alnsaaa

عضوة شرف في عالم حواء

ابني يكرهني!

الأمومة والطفل

السؤال لي ابن يبلغ من العمر 12سنة، يعتقد أنني لا أحبه، ويقول بأنه يكرهني، ويتكرر منه هذا السلوك بصفة مستمرة، ويشك بتصرفاتي، ويتأكد من الأرقام التي تصلني على الجوال، أفيدوني جزاكم الله خيرًا.


المجيب حمد بن محمد الرسيني

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وددت أن يكون هناك توضيح أكثر في استشارتك حول الكثير من الأمور الخاصة في الأسرة، (وجود الأب، ظروف التنشئة الاجتماعية للأسرة، وجود إخوة آخرين).. لذلك – أختي الفاضلة- سأجيبك بقدر ما اتضح لي من استشارتك – لعل الله أن يجعل فيها الخير لك ولأسرتك-.
أختي الكريمة: إن الشخصية (الشكَّاكة) إحدى اضطرابات الشخصية الهامة؛ نظراً للآثار الخطيرة التي تترتب على سلوكيات هذه الشخصية بالنسبة للأهل والآخرين والمجتمع.... وهي تتميز وتشخّص من خلال مجموعة من الصفات والتصرفات والسلوكيات المتكررة والمميزة في عدد من النواحي، مثل طرق التفكير وأساليب التعبير الانفعالي ونمط العلاقات الاجتماعية، وغير ذلك.
وهذه السلوكيات والصفات تنشأ مبكرة منذ مرحلة الطفولة والمراهقة وتستمر طويلاً، والشخصية (الشكَّاكة) تتميز صفاتها وسلوكياتها بشكل أساسي باعتداء الفرد على حقوق الآخرين، وانتهاك حرمتها، وأيضاً باستعمال كافة الأساليب والطرق غير المشروعة، مثل الكذب والاحتيال والغش للحصول على فوائد مادية أو معنوية، مخالفاً بذلك القوانين الاجتماعية السائدة.
ومن العوامل المهيئة والمسببة لظهور الشخصية (الشكَّاكة):
1- النبذ والإهمال من قبل الوالدين في مراحل الطفولة الأولى.
2- عدم ثبات أساليب التربية والعقاب من قبل الوالدين مع القسوة الزائدة.
3- الإيذاء الجسمي أو الجنسي للطفل.
4- تغيير مستمر في الأشخاص الذين يقومون برعاية الطفل في حالة انفصال الوالدين، وبالتالي اختلاف طريقة التربية.
5- مصاحبة الطفل لمجموعات ذات سلوكيات غير سوية تساعد على تنامي الشك.
6- وجود أب أو أم أو أخ لديه شخصية (شكَّاكة)، وبالتالي انعكاسه على سلوك الأبناء.
7- الحرمان العاطفي للطفل، كأن يكون الطفل قليل الجاذبية، أو غير مرغوب فيه، مما يؤدي إلى فقدانه لمشاعر الحب والقبول والرعاية الإيجابية.
8- العلاقة المضطربة بين الأب والأم، ووجود الصراع المستمر حول علاقة أحدهما بالآخر، والنقاش الحاد والاتهامات المتبادلة بوجود الأبناء.
9- قد تكون الأم من العاملات خارج المنزل، ولها اتصالات متعلِّقة في العمل، وقد تكون مع فئة الرجال.
10- ومن الأسباب كثرة الاتصالات، ومحاولة الابتعاد عن الجالسين حال وجود اتصال، مما ينمي مشكلة الشك في نفوس الآخرين.
11- كثرة مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تحكي مثل تلك القصص، والتي قد ترسخ في عقل الابن، ومن ثم ظهور ذلك كسلوك لفظي وفعلي تجاه الوالدين والأقرباء.
12- كثرة خروج الأم من المنزل للسوق أو لزيارة الصديقات، وقد تكون مع السائق وحدها، وترفض مرافقة الابن معها، مما يولد الشك والريبة تجاه ذلك في نفس الابن.
والحلول المقترحة لمواجهة المشكلة:
1- فهم طبيعة المرحلة التي بدأ فيها الابن (مرحلة المراهقة)، وأنها مرحلة تتميز بالحساسية المفرطة، والحاجة إلى القبول من الآخرين، وضعف الخبرة تجاه الحياة.
2- أهمية تقدير شخصية الابن، وتغيير طريق التعامل خلاف السابق، بحيث يتم التعامل معه بالمشورة والحوار، واحترام وجهة النظر.
3- إبعاد الابن عن أي مواطن تثير في داخله الشك من خلال التعامل الواضح، والبعد عن أي تصرفات تحدث في نفسه الريبة والشك، كالتحدث بعيداً عنه حينما يكون هناك اتصالات هاتفية أو تبادل رسائل يشعر بأنها تخفى عنه، والحرص على مرافقة حال الخروج من المنزل للسوق أو للزيارة.
4- الابتعاد عن المحاسبة الزائدة تجاه تصرفاته، فقد تكون طبيعية، ولكنها قد تحمل على أنها شكوك.
5- الحرص على إشغال وقت الابن بما يعود عليه بالنفع، كإلحاقه بمراكز صيفية أو إلحاقه بإحدى الدورات في إحدى الصالات الرياضية، وكذلك إلحاقه بحلق القرآن الكريم المنتشرة في هذه البلاد الطيبة، حيث يكوِّن له صداقات طيبة تقوّم سلوكه، وتساعده على نبذ الشك من نفسه.
6- إبعاد الابن -بطريقة غير مباشرة- عن مشاهدة ما ينمي الشك داخله، وكذلك الحرص على تلمس من يرسخ داخله هذا الداء، والتقليل من الاحتكاك منه تدريجياً.
7- زرع الثقة في نفس الابن، وإثبات حب الأم له بطريقة مباشرة، وبأشياء فعلية حسية...
8- تقديم الهدايا المناسبة لمثل عمر الابن؛ للتقرب والتودد إليه أكثر.. "تهادوا تحابوا".
9- الحرص على الدعاء له بالصلاح والهداية، وتحري ذلك في مواطن الإجابة، كمواضع السجود وصلاة الوتر.

منقول
12
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

يوكابد
يوكابد
الله يعطيك الف عافيه مشكوره نقل موفق 0
خير النساء
خير النساء
مشكورة يوكابد وجزاك الله خير

لكن غرييبه وين التفعال في القسم

لكم تحياتي
sweety_eyes
sweety_eyes
:26:
الوداد
الوداد
الغالية ** خير النساء **

أعتقد بأن المجتمع الذى يعيشه هذا الابن له دور فعال فى هذه الانفعالات .. حيث يعكس على سلوكياته وطريقة محادثته مع والديه ..
وهناك حالات أخرى تحدث بين الشباب فى هذه المرحلة السنية من العمر ، حيث أن البعض يتأثر سلوكه سيكولوجيا مع الأخرين ( أى يعيش معهم الحالة ) وكأنها مشكلته .. لا مشكلة صديقه..

قرأت اليوم فى احدى الصحف اليومية بأن احدى الدول العربية تكثر فيها جرائم القتل والهدف ( دفاع عن الشرف ) وقد حدثت 19 جريمة شرف فى العام الماضى ..

وفى هذا العام كانت أول جريمة قتل بسبب الشرف أمس وقد تأثر هذا الشاب المراهق بالفكر الرجعى .. لمخالطته أناسا أفكارهم رجعية تماما ..
فقد أقدم شاب فى التاسع عشر من عمره بقتل أخته البالغة ( 21 عاما ) وخطيبها البالغ من العمر ( 25 عاما ) باطلاق النار عليهما ، بعد عقد قرانهما مؤخرا ..

قال فى التحقيق : لقد سمعته يقول لها : وأخيرا أصبحت قريبة منى تماما ، وسوف نتزوج .. وقد علمت من هذه العبارة انها كانت على علاقة غرامية بهذا الرجل .. فنويت نية القتل بسبب الشرف .. فقد أغواها من قبل ..

هذه الجرائم تهز مجتمعاتنا بسبب الانفعال بظروف الآخرين .. وارتكاب مثل هذه الجرائم بعد عقد قرآن انها لمصيبة شنعاء على المجتمع الاسلامى ...
خير النساء
خير النساء
شكرا اختي الوداد
على الاضافة
لك تحياتي