ابن كثير

ملتقى الإيمان

((مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلا أُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلا أُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلا أَنْصُرُكُمْ))
ومن أحاديث رسول الله في آخر الزمان:

((إذا خفيت الخطيئة لا تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة ))
(الجامع لجلال الدين السيوطي)
أحياناً الإنسان يغلق بابه ويرتكب معصية ، من الذي تضرر ؟ واحد هو الذي اقترف المعصية ، إذا خفيت الخطيئة لن تضر إلا صاحبها ، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة.
كثير من الناس يقولون: أقمنا في مكة والمدينة أسبوعين لم ارى وجه إمرأة شيء مريح جداً ، لا يأتيه ولا خاطر نسائي ، مع العلم أن هناك معاصي كثيرة في البيوت ، لكن هذ المعاصي التي في البيوت لا تضر إلا أصحابها ، أما إذا انتشر الفساد في الطرقات هذا الفساد يجذب النفوس المريضة ، ممكن إنسان بريء يفتن بهذا الفساد ، هذه النقطة دقيقة جداً ، إذا خفيت الخطيئة لن تضر إلا صاحبها ، وإذا غفرت فلن تغير وضرت العامة.
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حدثنا بها عن حالات آخر الزمان أنه قال

:(( يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم اليوم ))
(للمتقي الهندي)
أحياناً الإنسان يحاول إخفاء أنه دين ، يحاول أن لا يظهر بمظهر ديني ، وأن لا يصلي أمام الناس ، هذه من علامات آخر الزمان.

(( يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم اليوم))
لكن هذه البلدة والحمد لله أخبر عنها النبي قبل خمس وألف مائة عام !
((عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ))
(مسند الإمام أحمد)
المساجد عامرة ، والدعوة إلى الله نشيطة ، ورواد المساجد شباب ، مقبلين على الدين ، هذه نعمة صدقوني لا تجدوها في أية بلدة أخرى وأنا متأكد مما أقول: عليكم بالشام في آخر الزمان

.((رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ))
يوجد ألف دليل على ذلك: في رمضان يوجد أعراس في الشام ، كل مسجد فيه عرس ، الناس كلها إلى المساجد ولصلوات التراويح يقفون ساعات طويلة يستمعون إلى كتاب الله ، مالذي يحدوهم إلى ذلك ؟
والله بلاد أخرى كل الناس وراء أجهزة اللهو يتابعون المسلسلات وقت صلاة التراويح ، أما عندنا فلا وهذه نعمة كبيرة.
أنا أحب أن أكون واقعي أبرز الخير الإيجابيات والسلبيات ، نحن بخير نصلي في المساجد ونستمع إلى خطب ونحضر دروس مرتاحون هذه نعمة حافظوا عليها واشكروا الله عليها، في بلاد أخرى لا تستطيع أن تستمع إلى مجلس علم ولا أن تدخل إلى مسجد ، هذه نعمة من نعم الله وأنا أعني ما أقول ، نعمة اشكروا الله عليها ، المساجد مليئة بالمصليين ، دروس العلم في كل مكان.
((عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء ، قيل: مم ذاك ؟ قال: مما يرى من المنكر لا يستطيع يغيره.))
(للمتقي الهندي)
وفي حديث دقيق جداً يجب ان نعيه وعياً جيداً:
((عَنْ خَالِدٍ وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ ، و قَالَ عَمْرٌو عَنْ هُشَيْمٍ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لا يُغَيِّرُوا إِ لا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ))
(سنن أبي داوود)
الأقوياء والأغنياء صالحون وقلة تعمل المعاصي ، الأقوياء والأغنياء بإمكانهم أن يمنعوا هؤلاء القلة من أن تعمل المعاصي فلن يفعلوا ذلك إلا عمهم الله بالعقاب ، أنت أب وهذه ابنتك مصروفها منك ، أنت رجل يجب أن لا تتدخل ولاتفرض رأيك على لباسها في الطريق ؟ لماذا سلبي ؟

((مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لا يُغَيِّرُوا إِ لا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ))
ويجاء يوم القيامة وهذا الحديث في صحيح البخاري:
((عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لأُسَامَةَ لَوْ أَتَيْتَ فُلانًا فَكَلَّمْتَهُ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلا أُسْمِعُكُمْ إِنِّي أُكَلِّمُهُ فِي السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ ، وَلا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا وَمَا سَمِعْتَهُ ؟ يَقُولُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ أَيْ فُلانُ مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ))
(صحيح البخاري
0
280

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️