اتعرفن مجيدة00طيب بثينة00هنا تعرفنهن

الملتقى العام

المرأة العراقية في ظل الحرب والحصار

تدهور الأحوال الصحية للنساء والأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء

الحصار الاقتصادي والحرب يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء


القاهرة: علي عليوة


في الوقت الذي تدق فيه الولايات المتحدة الأمريكية طبول الحرب وتلتمس الأعذار الواهية لتبرير ضرب العراق، ورغم سقوط الذريعة التي تتعلل بها بتأكيد المفتشين الدوليين علي خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، تحمل وسائل الأنباء المزيد من الأخبار والصور التي توضح حجم المعاناة التي يعيشها الشعب العراقي الذي يموت منه سنويا ما يقرب من مليون طفل بسبب سوء التغذية وعدم توافر الغذاء والدواء، وبتأثير تلوث البيئة نتيجة قنابل اليورانيوم المنضب التي استعملت أثناء حرب الخليج الثانية.

مسؤوليات مضاعفة
تقول "بثينة الناصري" ـ ممثلة الاتحاد النسائي العراقي ـ في دراسة صدرت مؤخرا تحت عنوان "النساء العراقيات هن الأكثر تعرضا لمعاناة الحرب والحصار" إن ظروف الحصار الاقتصادي والتهديد المتواصل من جانب الولايات المتحدة بشن الحرب علي العراق دفعت العراقيات لتحمل مسؤوليات إضافية، مثل توفير المياه النقية للأسرة ووقود الطبخ والتدفئة، والحفاظ على نظافة الأسرة في ظل ظروف صحية قاهرة، في الوقت الذي يعانين فيه من صعوبة تدبير الطعام لأولادهن بسبب نقص الطعام أو ازدياد أسعاره عن قدرة الأسرة المادية بسبب الحصار وتتضاعف تلك المسؤوليات إذا كان رب الأسرة غير موجود.

وقد تسبب الحصار في تعطيل المصانع، ومن ثم ازدياد معدلات البطالة، خاصة بين النساء المعيلات، مما جعل من الصعب توفير أكثر من كاسب للأسرة في ظل ظروف الغلاء الفاحش، وقد أدى الفقر الذي سببه الحصار إلى دفع النساء والأسرة إلى التصرف بمدخراتهم وبيع ممتلكاتهم، وأكثر النساء معاناة بسبب ضغوط الحصار هن الأرامل وكبيرات السن اللاتي لا يجدن عائلا أو الكثير مما يمكن بيعه، كما أدى الحصار إلى انخفاض قدرة النساء الصحية بسبب قلة الأغذية ونقص الأدوية والعناية الطبية.

وأكدت الإحصائيات ازدياد حالات الإجهاض والولادات المبكرة وقلة أوزان المواليد بسبب الضغوط النفسية والقلق والرعب، بالإضافة إلى نقص التغذية والعناية الطبية أو صعوبة الوصول إلي المستشفيات بسبب قطع طرق المواصلات التي دمرتها الضربات الجوية، وتم إجراء الكثير من العمليات القيصرية بدون تخدير أو باستعمال أقل القليل منه، كما زادت نسبة الوفيات بين النساء اللواتي يعانين من أمراض السكر وضغط الدم والقلب والسرطان بسبب تعثر الحصول علي الأدوية بشكل منتظم.


أهوال الحرب


وتضيف "بثينة الناصري" أن النساء العراقيات يعانين ضغوطا نفسية وعاطفية بسبب الحرب وأهوالها وما تسببه من فقد الأحبة، والقلق على ما بقي منهم، وكذلك الخوف من إصابة الأبناء بالمرض دون أن تستطيع الأسرة أن تجد الدواء والغذاء المناسبين، وبسبب الضغوط الاقتصادية والنفسية ازدادت المشاكل داخل الأسرة العراقية، خاصة المتعلقة بالزواج من ارتفاع أعداد العوانس وغير القادرين علي الزواج.

وفي شهادات لنساء عراقيات تقول "مجيدة" ـ من بغداد، وهي في الستين من عمرها: "كل يوم يزداد الحال سوءا عما قبله ، لقد بعت كل ما أملك من ذهب بما فيه خاتم زواجي، ولكن هذا لم يكن كافيا فبعت أثاث البيت وأدوات المطبخ وقد بعت حتى خزان المياه". أما "زهيرة" ـ من كربلاء، وهي في التاسعة والثلاثين من العمر، فتقول: "انظروا إلى طفلي، لقد قالوا لي إن هناك التهابا في فمه ولكنهم لم يجدوا له الدواء .. إنه يصرخ طوال الليل والنهار"..

وتقول "أم جاسم" ـ من البصرة ـ: "نسمع ونشاهد قاذفات القنابل الأمريكية وهي تحلق فوق منازلنا وكأنه شيء غير حقيقي، وفي لحظات الرعب نتظاهر بأن كل شيء انتهى وبأننا أموات ننظر إلي السماء من باطن قبورنا".

فيما تقول "أم سمير" في شهادتها ـ وهي أرملة احترق ابنها سمير "9 سنوات" في ملجأ العامرية مع مئات الأطفال الآخرين نتيجة قصف الطائرات الأمريكية والبريطانية ـ: "إني أحلم بسمير طول الوقت.. أراه وقد كبر، أحلم به في يوم زفافه أو في زيه العسكري، لقد كتب الطبيب إلى رئيسي في العمل طالبا منحي أجازة مرضية بسبب إصابتي بالاكتئاب، ولكن عندما أجلس في البيت يزداد تفكيري بسمير الذي اختطفته مني القنابل الأمريكية والبريطانية".

وتقول "فاتن" ـ من البصرة ـ: "عندما يشح الطعام أطعم أولادي أولا ثم نأكل نحن الكبار ما يتبقى، إذا كان نصيبي من الخبز قطعة صغيرة فإني أقطعها قطعا أصغر وأوزعها علي أولادي؛ لأن ما ينالون من طعام لا يشبعهم أبدا، أما عن نفسي فإني أستطيع أن أعيش على التمر أو الطماطم إن وجدت. لقد أصابنا الهزال جميعا وخاصة الكبار والمرضي الذين لا يجدون الدواء أيضا.. لقد انتهت الحرب فلماذا يستمر الحصار؟!

وتشير "بثينة الناصري" إلي تقرير لـ "صدر الدين أغاخان" ـ المندوب التنفيذي للأمين العام للأمم المتحدة ـ الذي قدمه في عام 1991م عن الاحتياجات الإنسانية في العراق، والذي يحذر فيه من أنه "يبقي مبدأ إنساني أساسي يتمثل في أنه لا ينبغي أن يكون المدنيون الأبرياء وقبل كل شيء الأضعف رهائن للأحداث التي تخرج عن إرادتهم، فهؤلاء الذين لحق بهم بالفعل خراب الحرب لا يمكن أن يستمروا في دفع الثمن".
2
464

هذا الموضوع مغلق.

أثبـــاج
أثبـــاج
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
والله أحوالهم تحزننا ..ومالنا حيله الا الدعاء لهن ...

جزاك الله خيرا اخيتي ذات الوشاح الازرق ولا حرمك الله الاجر
*الشيماء*
*الشيماء*
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الابالله العلي القدير..

جزاك الله أختي عنا خير الجزاء..

شــــــادن