لا يشترط لاتفاقنا واجتماع كلمتنا أن تكون ثيابنا كلها بيضاء وغترنا كلها شماغ أحمر، ولا يشترط في جمع كلمتنا أن نكون جميعاً من خريجي جامعة الإمام أو جامعة أم القرى، وليس من الشروط في وحدة صفنا أن نتفق في كل جزئية وفي كل مسألة، ليس هذا مطلوباً لا في الشريعة الربانية ولا في المذاهب الأرضية، إنما المطلوب أن نتفق على أصول الملَّة وثوابت الدين، ولو اختلفنا في الفروع والجزئيات، ووجهات النظر.
لقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم، فيما يقبل الاجتهاد، فصلى بعضهم وراء بعض، وعذر بعضهم بعضاً، ولم يكفِّر أحد منهم الآخر، ولم يبدِّعْه، ولم يضلِّلْه، ولم يفسِّقْه، ولم يقاتلْه. وإن الذي يجعل من الجزئية كلية، ومن الفرع أصلاً، ثم يعادي عليه، ويشقُّ الصفَّ بسببه لهو رجل ضعيفُ العقل، ضحْلُ العلم، مهزومُ الإرادة. تعالوا نجتمع على ما اجتمع عليه الصحابة، ونجتهد فيما اجتهدوا فيه، ثم نعمل جميعاً، كلٌّ على شاكلته، فيما يسع فيه الخلاف،
فمن اقتنع بالدعوة إلى الله عبر المنبر فلا يخطِّئ من دعا إلى الله عبر الشاشة، ومن حرَّم التصوير الفوتوغرافي فلا يحمل السلاح على من التُقطت له صورةٌ رغماً عن أنفه، وهو في حفل كبير دون سابق إنذار.
إذن اتفقنا على أن نتفق، واتفقنا على أننا سوف نختلف، فماذا يضير ؟! : (ولا يزالون مختلفين).
الشيخ عائض القرني
دمعه وحزن @dmaah_ohzn
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
أنت تسقيني وأنا أحيا بوجودك ..
أدامك الله لي أختا أحببتها في الله ..
:26: :26: ]