اتنفس جرحك...

كتبت منذ عام قصيدة بنفس العنوان عن الام بلدي
والآن أعاني نفس الآلام ولكن بنطاق أوسع على مستوى وطني العربي الكبير
فاستخدمت نفس العنوان بالمقدمة والنهاية
لكن اختلف المتن كاختلاف الاحداث وتطورها
اسال الله ان يحفظ وطننا العربي
ويعود يد واحدة كما كان ويعود لوحدته وعظمة تاريخه





أتنفس جرحك


أتنفس جرحك يا وطني
صرخاتك تصدع في أذني

ودماء شبابك تنزف
من خافق يتمزق في المدنِ

أتسآءل مَن يتحمل
وزر القتل لروحٍ في العلنِ

ويبيح دما عربيا
في عصر يتماوج بالفتن

والمخلص يفنى كمدا
من حال يتمادى في الوهن

يا وجعي حين رأيت أخا يتعادى أخا
في دجى الوسن

ويرى الطرقات مخضبة بدماء
لم تحظ بكفن

فيمر مرور كرام
لا يهتز لنفسٍ لم تهن

يوما في دين
بل حرمتها بكتاب الله وفي السنن

في أى زمان نحن؟!
وكيف سنحظى بربيع الأمن؟

وروائح من خانوا تنبعث
بجسم الأهواءالنتن

فأسآؤا باسمك يا وطني
لم يدركوا – جهلا – معنى الوطن

وكأن شرور الكون تمد يديها لتمزق فنني

وتحيل الأخضر يابس
والريح تحطم في سفني

يا أخي نحن سويا
نتشارك نفس الحلم
وفي السكن

مهما تختلف الآراء
علينا أن نمد يد العون

ونذيب عدآءًا إن زال
سوف يزيل سحابات الشجن

فبلادك لم تسقط يوما
في بحر التكفير العفن

وبلادك لم تشمت يوما
بقتيل في أقسى المحن

آه ياقلب
تعاظمت الأوجاع وسالت من عيني

والروح تئن بغربتها
في نهر الآلام الأسن

الحق وكيلك فادعوه
كى يدفع عنا ذا الحزن

وتعود شموس الحق
تعانق هامات المزن

نستشعر أمنا يؤوينا
ونلامس آيات السكن

ونعيش بحب يحمينا
والوحدة تُنْثَرُ في مدني

فالكلُّ يمزقُ وجهَ الكلِّ
وربي وكيلك يا وطني