
من آثار الذنوب والمعاصي على الجسم والقلب والروح
للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ،المضرة بالجسم والقلب والروح في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله ومنها:
· حرمان العلم ،
فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور.
قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
· حرمان الرزق :
وفي المسند "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "
.وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبْ ومَن يَتَوَكّل على اللهِ فهُوَ حَسْبُهُ اِنّ اللهَ بالِغُ أمرِه قَد جَعَلَ الله لِكُلِّ شَْيءٍ قَدْرا}
· وحشة يجدها العاصي في قلبه وبينه وبين الله
لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلاً ،ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِِ بتلك الوحشة.
( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين )
· الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس ،
ولاسيما أهل الخير منهم ،فإنه يجد وحشه بينه وبينهم ، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم،وحرم بركة الانتفاع بهم،،وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن .
وحصول الوحشه بين العبد وربه سبحانه وتعالى وبين عباده المؤمنين . العبد أذا اطاع الله تعالى قربه وأدناه ووضع له القبول فى الارض وأذا عصى العبد ربه ابعده واقصاه ووضع له البغضاء فى الارض . * اخرج الامام مسلم
· تعسير أموره عليه
،فلا يتوجه لأمرٍ إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسر اً عليه .
· ظلمه يجدها في قلبه حقيقة
ً ،يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم .فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ،وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته ،حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لايشعر .
· تُوهن القلب والبدن
أما وهنها للقلب
فأمر ظاهر ،بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية .
وأما وهنها للبدن
فإن المؤمن قوته في قلبه ، وكلما قوي قلبه قوي بدنه ، وأما الفاجر فإنه – وإن كان قوي البدن – فهو أضعف شيئٍ عند الحاجة،فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه .
· حرمان الطاعة
،فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يُصدّ عن طاعةٍ تكون بدله ،وتقطع طريق طاعةٍ أخرى ، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة ،ثم رابعة ، وهلم جرى ،فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عيها.
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
· تقصر العمر وتمحق بركته
· المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضاً ،حتى يعزّ على العبد مفارقتها والخروج منها.
· تضعف القلب عن إرادته
،فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً،إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية .
· ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادةً ’فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ،ولا كلامهم فيه.
· أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه
،وسقوطه من عينه
.
· أن العبد لايزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه ،وذلك علامة الهلاك .
· أن المعصية تورث الذل
ولابد ،فإن العز كل العز في طاعة الله قال تعالى
(من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ).
· أن الذنوب اذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها ، فكان من الغافلين قال تعالى
0(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ).
· ان الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فإنه لعن على معاصٍ وغيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة .فلعن الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة ،والنامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة .ولعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده .
· حرمانه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكة ،
قوله تعالى : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.
ـ قال تعالى(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ