بنت بلدي1

بنت بلدي1 @bnt_bldy1

عضوة جديدة

اثار الذنوب و المعاصي

ملتقى الإيمان

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
قال بن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي :
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله فمنها:
أولاً : حرمان العلم فان العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفيء ذلك النور.
ثانياً : حرمان الرزق قال صلى الله عليه وسلم : .
ثالثاً : وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولايقارنها لذة أصلاً ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة . ووحشة تحصل له بينه وبين الناس ولاسيما أهل الخير.
رابعاً : تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه وهذا كما إن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا .
خامساً : ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم .
سادساً : المعاصي توهن القلب والبدن أما وهنها للقلب فأمر ظاهر بل لايزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية وأما وهنها للبدن فان المؤمن قوته من قلبه وكلما قوى قلبه قوى بدنه وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه .
سابعاً : حرمان الطاعة فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا إنه يصد عن طاعة تكون بدله ويقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا.
ثامناً : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولابد فان البر كما يزيد في العمر فالفجور ينقص .
تاسعاً : ان المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها .
عاشراً : أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا الى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية .
الحادي عشر : سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم .كما قال تعالى{ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } .
الثاني عشر : أن المعصية تورث الذل ولا بد فان العز كل العز فى طاعة الله قال تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}
الثالث عشر : الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين كما قال بعض السلف في قوله تعالى
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } .
الرابع عشرا : أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لعن على معاصى و غيرها أكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة .
الخامس عشر : حرمان دعوة رسول الله ودعوة الملائكة فان الله سبحانه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات قال تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } .
السادس عشر : أنه ينسلخ من القلب إستقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتي يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يافلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لايعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
السابع عشر : أن المعصية تفسد العقل ، فإن للعقل نوراً ، والمعصية تطفيء نور العقل .
اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان واعمرها بطاعتك ومرضاتك ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، برحمتك يا أرحم الراحمين .


منقوووول
0
482

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️