اثر الصلاة على الدوره الدماغيه

ملتقى الإيمان

اثر الصلاة على الدوره الدماغيه
بحث للدكتور :عبدالله نصرت كانت نتيجت هذا البحث
هذا البحث المتواضع يتناول الأثر الصحي المفيد من جراء حركات الصلاة في الإسلام على الدورة الدموية الدماغية ، ويعمد إلى مقارنة تلك التأثيرات بمثيلاتها الناجمة عن ممارسة الرياضة البدنية ، وليست المقارنة هنا إلا لمجرد القياس ؛ إذ تعتبر الرياضة البدنية أحد الوسائل المتعارف عليها للحفاظ على الصحة الجسمانية ، بل لهذا السبب أصبحت الرياضة تحظى بشغف يفوق حدوداً كثيرة ، خلص هذا البحث إلى أن معظم أنواع الرياضة ضار بالدورة الدموية الدماغية ، أما الصلاة في الإسلام فهي ليست كذلك ، بل على العكس عظيمة الفائدة .
الرياضة البدنية تضر الدورة الدموية بالدماغ ؛ إذ إنها تؤدي إلى انحسار تدفق الدم إلى المخ ؛ وذلك لأنها تسرق الدم بشكل مباشر لتغذية العضلات ، ويكون ذلك على حساب المخ بالطبع .
كما أن انخفاض معدلات ثاني أكسيد الكربون في الدم نتيجة تسارع عملية التنفس أثناء ممارسة الرياضة البدنية يؤدي إلى مزيد من تباطؤ سريان الدم إلى المخ ؛ حيث إن نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم تعتبر أحد أهم العوامل التي تتحكم في تدفق الدم إلى الدماغ .
فضلاً عن ذلك فإن ارتفاع درجة حرارة الجسم الذي يصاحب ممارسة الرياضة البدنية يساهم كذلك في الإضرار بنصيب المخ من الدم المتدفق إليه .
وفي المقابل ، فإن صدى حركات الصلاة الإسلامية على الدورة الدموية الدماغية يبدو بالغ الفائدة ، حيث يزداد سريان الدم إلى المخ أثناء الركوع ، ثم بدرجة أكثر إبداعاً أثناء السجود ، وذلك بفعل ميل الرأس إلى أسفل ، كما أن انطواء الجسم على نفسه أثناء السجود يساعد على توجيه الدم من الأطراف السفلية إلى الأعضاء الداخلية والمخ ، وفوق ذلك فإن معدلات ثاني أكسيد الكربون تزداد في الدم بشكل وظيفي أثناء ميل الرأس إلى أسفل ؛ وذلك نتيجة ضغط الأحشاء على الرئتين ، هذا الارتفاع في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم يساعد على إضافة المزيد من تدفق الدم إلى المخ ، هكذا يساهم السجود لله بكل اقتدار في رفع رصيد المخ من الدم المتدفق إليه .
كما وإن تكرار ميل الرأس إلى أسفل أثناء الركوع والسجود ثم ارتفاعه أثناء القيام والجلوس ثم الوقوف يساعد على المحافظة على نظام التوازن التلقائي للدورة الدموية بالمخ ، وبهذا فإن المحافظة على أداء الصلوات بانتظام يساهم بشكل حيوي في المحافظة على هذه الوظيفة الحيوية للدورة الدموية الدماغية من أن تبلى مع تقدم العمر .
التأثير المزدوج الذي يمثله ميل الرأس إلى أسفل على فاعلية وظيفة التحكم التلقائي للدورة الدموية الدماغية تكمن فيه فلسفة ربانية من الأمر بالسجود لله ، ويتراءى فيه الحكمة النبوية الكريمة من الأمر بالتأني في أداء حركات الصلاة ، حيث إن زيادة تدفق الدم إلى الدماغ في بداية السجود يدعو وظيفة التحكم التلقائي إلى مقاومة تدفق الدم إلى المخ في البداية حتى تسنح الفرصة للمخ كي يتهيأ لاستقبال الدم الزائد المتدفق إليه ، هذه المقاومة الابتدائية تحفز الأوعية الدموية الاحتياطية للعمل كي تستوعب الدم المتدفق إلى المخ ؛ ولذلك فإن رد الفعل التالي من وظيفة التحكم التلقائي هو السماح للدم بالمرور خلال هذه الأوعية الدموية المتأهبة لاستقباله ، وهكذا فإن التأني في السجود يتيح لتلك المرحلتين من فاعلية وظيفة التحكم التلقائي أن تأخذا مجريهما كاملاً ؛ وبهذا فإن السجود لله - كما يجب لصفة السجود أن تكون - يساهم بقدر كبير في إنماء شبكة الأوعية الدموية الاحتياطية والمحافظة على وظيفتها الحيوية من التدهور بتأثير الزمن وتقدم العمر .
بناءً على ما تقدم فإن الصلاة في الإسلام لهي منة كبيرة من الله على الخصائص الوظيفية للدورة الدموية الدماغية التي يُسرت للمحافظة على الوظائف الحيوية للمخ ، أداء حركات الصلاة في الإسلام يرتقي دون أي شك بتدفق الدم إلى المخ ، ويساهم في إنماء والمحافظة على حيوية شبكة الأوعية الدموية بالمخ ، كما يعمل على الحفاظ على وظيفة التحكم التلقائي للدورة الدموية الدماغية ، هنالك يتبين مدى الحكمة البالغة من الأمر الإسلامي الكريم ببدء الصلاة في سن مبكر ؛ حيث إن بدء الصلاة في سن مبكر يساعد على القدرة على أداء حركات الصلاة بشكل سليم ، وبالتالي التعود على هذا الأداء السليم ؛ إذ إن الأداء السليم لحركات الصلاة كما يجب أن تكون هو من موجبات تحقيق أكبر قدر من الفائدة الجسمانية المرجوة ، فضلاً عن ذلك فإن شمول وظائف المخ بهذه الفوائد الحيوية في سن مبكر يكون أكثر فاعلية في المحافظة عليها من التدهور بفعل تقدم العمر .
مثلما أشارت هذه الدراسة إلى فائدة الالتزام بالأمر النبوي الكريم بالتأني والاطمئنان في أداء حركات الصلاة تجاه وظائف الأوعية الدموية المخية الاحتياطية ، فقد أشارت كذلك إلى أهمية الركوع أن يسبق السجود ، وذلك لتهيئة المخ لتدفق الدم إلى الدماغ الذي يحدث أثناء السجود ، وفائدة ذلك أيضا في تحقيق استفادة الأوعية الدموية المخية الاحتياطية من جراء السجود .
أشار البحث كذلك إلى النشاط الذي يشمل من يستيقظ لصلاة الفجر ، وما يمثله أداء الصلاة من فضل في ذلك نتيجة زيادة تدفق الدم للدماغ ، ثم توقف البحث تارة أخرى عند الأمر النبوي الكريم ببدء الصلاة والمداومة عليها في سن مبكر ، وأوضح مدى الفائدة التي يمكن أن تنعكس على تنامي وظائف المخ ومعدلات الذكاء عند الأطفال نتيجة التعهد والالتزام بهذا الأمر الكريم .
هذه الدراسة لا تدعي العلم بالحكمة من وراء حركات الصلاة المفروضة في الإسلام ، فإن ذلك ربما قد لا يتأتى لأحد ، ولكنها فقط تحاول أن تتلمس بعض البواطن الحميدة للصلاة على الدورة الدموية الدماغية ، ولهذا فإن هذه الدراسة تستطيع أن تتصور أن بضع لحظات من السجود لله تستطيع أن تبرئ من كثير من الآثار الضارة على الدورة الدموية الدماغية الناجمة عن أنشطة الحياة اليومية ، وعن ممارسة أنواع الرياضة المختلفة .
يتبقى لهذه الدراسة أن تشهد وتقرر أنه على الرغم من كل هذه الفوائد الواضحة، فإن أثر الصلاة على الدورة الدموية الدماغية ليس هو كل الفوائد الجسمانية للصلاة ، كما أن كل الفوائد الجسمانية مجتمعة ليست هي أعظم فوائد الصلاة ، بل إن الفوائد الروحية لهي الإبداع الحقيقي للصلاة في الإسلام.
1
374

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شيهانه®
شيهانه®
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم